«عندما نتكلم فكلنا أصحاب مبادئ
وعندما نعمل فكلنا أصحاب مصالح»
كتب أنيس منصور كثيراً عن علاقته بعميدي الأدب العربي طه حسن وعباس العقاد.
كان يميل إلى مدرسة العقاد، حيثُ كتب رائعته «في صالون العقاد كانت لنا أيام»، وبالتالي فهو بالضرورة ليس له في صالون طه حسين أيام.
قال إنه كان قارئاً مشاكساً لطه حسين، قال ذات مرة رأيه بصراحة أزعجت العميد، فزعل منه العميد، وقال له إنه من معسكر العقاد.
لكن هذا لم يمنع طه حسين من أن يقول إن أنيس منصور هو من أكثر من يقرأ الكتب، ويحب اللعب مع الكبار،
يقول أنيس منصور إن الخلاف بين طه حسين وعباس العقاد حول تقييم أي كاتب يقوم على معادلة معكوسة، فالعقاد يرى ضرورة أن تفهم الكاتب ثم تفهم ما يكتبه، بينما يرى طه حسين عكس ذلك فهو يعتقد بضرورة أن تفهم ما يكتبه الكاتب، ثم تفهم الكاتب نفسه!
وانطلاقاً من هذه القاعدة ذهبت قبل عدة سنوات لندوة للكاتب الكبير الراحل أنيس منصور، فأنا قرأت أنيس منصور بما يكفي لأن «أفهمه» وهو يكتب، وذهبت إليه لكي «أفهمه» وهو يتكلم، ووجدته خفيفاً لطيفاً مثل بعض كتاباته، وطويلاً عريضاً مثل بعض إصداراته.
خفيف لأنه «ينكت» مع الغلابة، وينكت مع الرؤساء والملوك، وطويل عريض؛ لأنه يسترسل في إجاباته كما لو أنه يرد على سؤال بمقال.
شخصياً أحب أنيس منصور عندما يرسم كلماته بريشة الفنان وحكمة الفيلسوف.
ولا أحبه عندما كان يكتب على طريقة المقاولين في السينما عندما يعمل 3 أفلام دفعة ويشترك في مسرحية ويستعد لتصوير مسلسل في نفس الوقت.
فالراحل أنيس منصور أصدر أكثر من 225 كتاباً، وبحسبة بسيطة فهو أصدر كل 3 أشهر كتاباً، فمن أين أتى بالوقت لكي يقرأ أولاً ويكتب ثانياً ويتميز ثالثاً ويبدع رابعاً؟!!
كتبت هذا الكلام وأخذت قصاصة المقال للراحل أنيس منصور فقال لي ما قاله طه حسين عن أنيس منصور عندما كان مشاكساً يحب اللعب مع الكبار.
قلت له أنا وأنت «بلديات».
فمثل هذا الكلام كتبته قبل 50 عاماً ضد طه حسين
فأنت طه حسين زماننا، فهل تسمح لي بمشاكستك؟!
فأدرك شهريار الصباح
وسكت عن الكلام المباح!!
شعلانيات:
عندما يقوم شخص «بخداعك» وأنت تعلم وتتسامى عنه «فالمخدوع» هو وليس أنت.
لكي يحترمك الحاضرون احترم الغائبين.. ثقافة لا يفهمها المنافقون..!!
مهما كنت رائعاً وكريماً وجميلاً ستجد من لا يحبك لأسباب لا تعرفها
«فلا تنزعج كثيراً»!!





