mena-gmtdmp

إنفلونزا الديموقراطية

مبارك الشعلان
في ظل الديمقراطية العربية الموجودة في الأسواق حالياً، أريد أعترف بأنني رجل غير ديمقراطي، ولاعلاقة لي من قريب أو بعيد بأي من المنتجات الديمقراطية، سواء الموجودة في «الفاترينة» أو المخزن. فهي بضاعة مخالفة لمواصفات المواطن العربي، وهي أيضاً مخالفة لبلد المنشأ، وعليها علامات تزوير واضحة في تاريخ الصلاحية. فهي بالأصح منتهية الصلاحية، وتم وضع أختام ودمغة لتواريخ جديدة مع بضاعة فاسدة، لا تصلح للاستهلاك الآدمي العربي. هذه الديمقراطية ساهمت بشكل رئيس في انقلاب الديمقراطيين؛ ليصبحوا أكثر دكتاتورية، والدكتاتوريون أصبحوا ديمقراطيين بالمقارنة بمن يدعي الديمقراطية. لذلك أصبحت الديمقراطية تهمة بعد أن كانت نعمة، ولا أجد كلمة أكثر دلالة وعمقاً من كلمة «محمد حسنين هيكل» بأن الديمقراطيين هم آخر من يتحمل نتائج الديوقراطية. وأن الإسلاميين هم آخر من يتحمل أحكام الإسلام. فالديمقراطية إنفلونزا معدية، ووباء قادم من بلاد ما وراء النهر. وهي تشبه إنفلونزا الدجاج. وهي تنتشر في الأجواء الديمقراطية غير الصحية. تتمدد في المجتمعات الباردة. وتنكمش في المجتمعات الحارة. لذلك نقول لك ونحذرك من الديمقراطية؛ فهي تضر بصحتك وسلامة قواك العقلية، وأفكارك وقناعاتك، وتهدم بلدك. لذلك ننصحك بالابتعاد والإقلاع عنها؛ لأننا ببساطة عندما نتكلم فكلنا أصحاب مبادئ. وعندما نعمل فكلنا أصحاب مصالح. وبالتالي فعندما نتكلم فكلنا ديمقراطيون. وعندما نعمل فكلنا دكتاتوريون ياعزيزي. شعلانيات: | الديمقراطية الغربية: أنا وأنت. | الديمقراطية العربية: «يا أنا أو أنت». | الديمقراطية الغربية: «من حقك أن تقول نعم أو لا». | الديمقراطية العربية: «من حقك أن تقول نعم أو لا... بس قل نعم أحسن لك».