الصداقة علاقة شديدة الحساسية، وعندما يقع خطأ أو سوء تفاهم بين الأصدقاء قد تكون طريقة مؤلمة أو تفسد العلاقة في وقت لاحق. لا سيما بين الشباب لأنهم أكثر اندفاعاً وأقل خبرة.
الاعتذار ليس مجرد كلمة، خاصة بين الأصدقاء، بينما هو سلوك متكامل دوره أن تعود العلاقة كما كانت قبل الخلاف، كما أن علاج سوء التفاهم بين الأصدقاء بطريقة صحيحة، قد يجعل العلاقة تسير على نحو أفضل ربما أكثر مما كانت عليه.
إعداد: إيمان محمد
لماذا تفشل اعتذارات كثيرة رغم النية الحسنة؟
وفقاً لما أورده الخبراء في Greater Good in Action فإن بعض الاعتذارات قد لا تحقق غايتها، أو قد تأتي بنتيجة عكسية، ربما لأنها ناقصة خوفاً من اللوم، لذلك تبدو باردة أو مراوغة، وفي حالات أخرى تأتي بنتيجة عكسية تماماً وتفاقم المشكلة وتزيد الحزن وتعمق الجرح.
وهنا يشير الموقع إلى أن الشباب يميلون إلى طريقتين في الاعتذار، الأولى هو اعتذار مغلف بحساسية الشخص الثاني، أي أنه يشير إلى أن السبب هو ليس خطأه، أما الطريقة الثانية هو الاعتذار الضبابي، أي اعتذار في المطلق من دون تحديد للخطأ والاعتراف به، وفي الحالتين لن تعود الأمور لطبيعتها بينما تبقى رواسب قد تفسد الصداقة لاحقاً.

خطوات الاعتذار الصحيح في الصداقة
يضع دليل UC Berkeley أربع خطوات عملية واضحة يمكن تطبيقها حرفياً في الصداقات:
اعترف بالفعل كما هو
عليك أن تسمي الخطأ بمسماه الحقيقي، أي "أنا فعلت كذا". لأن الاعتذار يكون أقوى عندما يحدد المسؤولية بدلاً من العبارات المبهمة مثل "حصل سوء تفاهم" أو "أمور حصلت".
التفسير أهم من الاعتذار
التفسير قد يساعد فقط إذا كان يوضح أنه لم يكن مقصوداً وأنه لن يتكرر. لكن عندما يلوم الطرف الآخر، مثل قول (إنت استفزيتني) يتحول إلى هجوم مبطن. لذا من الأفضل قول جملة صريحة مثل قول (لا يوجد عذر لسلوكي).
اظهر الندم بصدق
بعض الشباب لا يفضلون إبداء الشعور بالندم، ويعتبرونه وسيلة ضعيفة للاعتذار، بينما الندم ليس دراما، بل اعترافاً إنسانياً بالأثر الذي وقع على الصديق، ويحذر الخبراء من عبارات قد تبدو كأنك تتملص من المسؤولية من خلال التركيز على الأسباب التي جعلتك تخطىء.

لغة الجسد جزء من الاعتذار
لا يكتمل الاعتذار في الصداقة بالكلمات وحدها، لأن طريقة قولها قد تعيد الجرح بدلاً من تهدئته. ينصح خبراء بأن يكون الاعتذار واضحاً وخالياً من المراوغة، وهو ما يحتاج إلى نبرة هادئة واتصال مباشر، يشعر الصديق بالأمان، لا بمواجهة جديدة. لذا تحدث بصدق وتجنب رفع الصوت أو المقاطعة، وترك مساحة للطرف الآخر كي يعبر عن غضبه من دون دفاعية.
إصلاح الضرر
الاعتذار الحقيقي لا يقف عند الكلمات، بينما يبحث عن طرق لإصلاح ما تم إفساده، سواء كان مادياً أو معنوياً. هنا اسأل الطرف المتأذي ما الذي يعني له الإصلاح بدلاً من عمل شيء يريح ذنبك أنت فقط. الاعتذار الصحيح في الصداقة هو اعتراف واضح ومسؤولية صريحة وخطوة إصلاح ملموسة لا مناورة لغوية.
التوقيت المناسب للاعتذار
من ناحية أخرى، أكد الخبراء أن الوقت المناسب للاعتذار يحدد مدى قبوله، أحياناً يحتاج الطرف المتأذي أن يتكلم ويسمع أولاً قبل الاعتذار، وفي دراسة على طلاب أمريكيين كانت الاعتذارات لاحقاً بعد الحوار أكثر فعالية من الاعتذارات في بدايته. وفي الصداقة تحديداً، قد يكون الاعتذار أصعب لأن القرب يجعلنا ندافع عن أنفسنا أكثر، لا لأن الخطأ أقل.
ماذا لو الصديق غير جاهز لقبول الاعتذار؟
إذا كنت تشعر بالذنب وتريد التخلص من هذا الشعور المؤلم، فهذا وحده ليس دافعاً للاعتذار، بينما يجب أن يكون الصديق هو أيضاً لديه استعداد لقبول الاعتذار والتسامح. من ثم اعطِ صديقك فرصته كاملة لأن هذا الأسلوب في حدّ ذاته طريقة لطيفة للاعتذار.
في هذه الحالة، اعتذارك لا ينبغي أن يتحول إلى ضغط، واقترح الخبراء التالي:
- قل مثلاً "أنا أفهم أنك محتاج وقت. أنا موجود في الوقت الذي يمكنك أن تتكلم فيه".
- اسأل: "هل تفضل مسافة يومين؟ ولا نحدد وقتاً نتكلم؟".
- وأيضاً تجنب السخرية أو السخط من الصديق بقول “هل ستستمر في الغضب؟!”، لأن هذا يجعل الاعتذار طلباً يستهدف الراحة لك لا احتراماً لجرحه.
اقرئي أيضاً رسائل صباحية للأصدقاء تضيء يومهم بالتفاؤل





