قد يكون الشباب متحمسين لأول سنة في الجامعة؛ فهي فرصة ذهبية لتكوين صداقات وعلاقات اجتماعية من نوع مختلف، وعادة ما تكون لديهم توقعات مثل أن هذه الصداقات تكون أكثر انسجاماً وتستمر طويلاً.
لكن يبدو أن خبراء علم الاجتماع يعتبرون أول سنة جامعة، هي مرحلة التجربة والتجريب، صحيح تؤثر في الشباب وتساعدهم على بناء شخصيتهم، لكنَّ كثيراً من العلاقات الخاصة بهذه المرحلة لا تستمر؛ فهي محطة وليست نهاية المطاف.
إعداد: إيمان محمد
أسرار عن صداقات أول سنة بالجامعة
عادة ما يروي الأهل والأصدقاء الأكبر في العمر القصص الممتعة عن أول سنة بالجامعة، لكن البعض لا يخبركم الآتي:
صداقات السنة الأولى مؤقتة
قد يكون صادماً لبعض الشباب، لكن الحقيقة هي أن صداقات السنة الأولى بالجامعة عادة ما تكون "مؤقتة"، يشير The Student Life إلى أن هذا النوع من الصداقات تتكون بسرعة، بفعل السكن المشترك، أو المحاضرات نفسها، أو أنشطة الاستقبال في بداية العام، لكن هذه الصداقات لا تصمد دائماً أمام تغير الظروف.
تغير الاهتمامات خلال العام الدراسي الأول في الجامعة يتسبب في تحول أصدقاء كانوا جزءاً من اليوم إلى مجرد أشخاص عابرين، نكن لهم الاحترام لكن الظروف لم تعُد تسمح بمساحات التواصل نفسها، هذه الظاهرة ليست استثناءً بل نمطاً متكرراً في حياة طلاب كثيرين.
شعور الشباب بالوحدة
يميل الشباب في السنة الأولى بالجامعة إلى تكوين صداقات سريعة، لكن من يتخلف عن هذا النمط قد يُصاب بشعور الوحدة؛ لأنه سيجد نفسه خارج الدوائر والمجموعات. لكن ما كشفه خبراء لـ Ontario Tech University أن الغالبية من الشباب في هذه المرحلة يشعرون بالوحدة، حتى هؤلاء الذين نجحوا في تكوين صداقات العام الأول. وهنا نصح الخبراء بالتالي:
- شعور الطالب بالوحدة في الأسابيع الأولى لا يعني أنه الوحيد الذي لم يندمج.
- كثير من الزملاء يبدون واثقين اجتماعياً، في حين يعيشون داخلياً حالة من التوتر وعدم اليقين.
- السر هنا أن الشعور بالغربة أو الارتباك الاجتماعي في بداية الجامعة هو تجربة مشتركة، حتى لو لم يعبر عنها الآخرون بصراحة.
ضغوط السوشيال ميديا
أحد أبرز الضغوط التي يواجهها الطلاب في العام الجامعي الأول هي ما تصوره السوشيال ميديا من حياة زائفة، عادة ما نراه على إنستغرام وفيسبوك هو تجمعات كبيرة من الأصدقاء، حفلات، ضحكات، وتعليقات من نوع "وجدت عائلتي الجديدة"، لكن الحقيقة قد لا تكون هكذا، من ثَم حين يواجه الطالب أي موقف مغاير يشعر وكأن المشكلة تخصه وليس واقعاً يواجهه الجميع.
القرب المكاني لا يكفي لصداقة صحية
هناك عوامل تساعد على تكوين الصداقة؛ الأمر لا يتوقف فقط على القرب المكاني، أي أن وجود الطلاب في المكان الدراسي نفسه أو حتى السكن أو من يلتقون بهم في الأنشطة الأولى، لكن مع الوقت، يتضح أن القرب الجغرافي وحده لا يضمن صداقة مريحة ومستقرة.
ويشير الخبراء إلى أن الصداقة الجامعية المستمرة لا تُقاس بالسرعة في حين إذا توافرت فيها عوامل مثل الاحترام المتبادل والشعور بالأمان والقدرة على أن يكون الشاب أو الفتاة على طبيعتهم دون أي تكلف.
خطوات عملية لبناء صداقات حقيقية في الجامعة
قدم الخبراء مجموعة من النصائح هدفها تكوين صداقات حقيقية تدوم من أول سنة بالجامعة.
الحضور المبكر وفتح حوار بسيط
قبل بدء المحاضرات هي فرصة رائعة لتبادل الأحاديث مع الزملاء، من خلال فتح حوارات بسيطة؛ فهذا التفاعل قد يكون فرصة لتكوين صداقات تقوم على التواصل والاختيار.
المشاركة في أنشطة وفرق طلابية
تشدد المصادر السابق ذكرها على أهمية الأنشطة الجامعية في تكوين صداقات أقرب لروح الطالب واهتماماته. يمكنك الانضمام لفرق الموسيقى أو مجموعات القراءة أو حتى الفرق الرياضية أو مجموعات التمثيل؛ فكل هذه الأنشطة تخلق فرصاً رائعة لتكوين صداقات.
المذاكرة في الحرم الجامعي
الجامعة ليس مكاناً للمحاضرات فحسب؛ فهناك أماكن مناسبة للمذاكرة مع الزملاء مثل المكتبة. وجود الطالب في هذه المساحات بصورة منتظمة يجعل اللقاءات المتكررة مع الزملاء أمراً طبيعياً، ويفتح المجال لتكوين أصدقاء مذاكرة قد يتحولون إلى أصدقاء مقربين لاحقاً.
عدم التكلف أو التمثيل
عادة ما يميل بعض الشباب إلى الظهور بشخصية تختلف عن شخصياتهم الحقيقية، ظناً أنها طريقة لجذب المحيطين، لكن الحقيقة أن كل تصرف يحمل تكلفاً أو ادعاءً يحد من فرص الشاب على تكوين صداقات، ويسبب إرهاقاً نفسياً، وغالباً ما تنتهي العلاقة إلى توتر عندما تظهر الشخصية الحقيقية للطالب.
اقرئي أيضاً: هل تتغيَّر شخصية الشباب بعد دخول الجامعة؟ ومتى يبدأ الفرق؟
