mena-gmtdmp

الفضيلة.. والرذيلة

مبارك الشعلان

أفضل شيء للفضيلة هو فعلها.. لا الحديث عنها.

والمشكلة أن الكل يتحدث عن الفضيلة، وقليلون جدا هم من يفعلونها.. أو يمارسونها.

فالفضيلة هذه الأيام مثل الكتب في كل منزل أو مكتب.. فوجودها ليس للقراءة أو للثقافة.. وإنما لكي يدعي صاحبها أنه مثقف.. ولو سألته: كم كتابا قرأت منها؟ لعجز عن الرد.. لأنك بسؤالك هذا كمن يسأل شخصا كم من الفضائل فعلت؟ أو كم من الرذائل لم تفعلها؟

كل شخص هو مجموعة من الفضائل والرذائل معا.. تزداد فضائله.. أو تنقص.. أو تزداد رذائله.. أو تنقص.. فكلها مسائل نسبية.. فلا يوجد فاضل بالمطلق.. كما لا يوجد «رذل».. أو «رزل» بالمطلق.

الفضيلة هي أن تكون فاضلا قدر ما تستطيع.. والرذيلة هي ألا تكون «رذلا» قدر الإمكان!

الفضيلة هي أن تكون منسجما مع فضائلك أينما ذهبت.. وليس أن ترتبط فضائلك بمكان.. ورذائلك بمكان آخر.

فهناك ناس يكونون على قدر كبير من الفضيلة والفضائل طالما هم في بلادهم.. ليس لأنهم فاضلون إلى هذا الحد.. وإلى هذه الدرجة.. ولكن لأن المكان يتطلب نوعا من الفضيلة، وبمجرد أن يتركوا بلادهم «تتوطد» علاقتهم بالرذيلة.. ليس بالضرورة فعلها.. فمجرد التفكير بها والحديث عنها هو نوع من أنواع الرذيلة.

الفضيلة هي نصفك الآخر المفقود.. عندما تزداد رذائلك.. والرذيلة هي جزؤك الذي تحاول أن تهرب منه أو تنغمس فيه.. فالأمر يتعلق بفضيلتك بالدرجة الأولى أو الرذيلة.

راسبوتين، الرجل الشهير والأكثر انغماسا في الرذيلة، قال يوما حكمة -بالتأكيد لم تصدر من حكيم.. ولكنها ربما تكون من مجرب.. وعلى الطريقة المعروفة «اسأل مجربا ولا تسأل حكيما»- فهو قال يوما.. لا يمكننا أن نعرف الفضيلة إلا بالرذيلة.. ولا يمكننا أن نعرف حجم فضيلة كل شخص إلا بضدها؛ أي بالرذيلة.. كما إننا لا يمكن أن نعرف حجم رذيلة كل شخص إلا بالفضيلة.

وكل إنسان يتكون من مجموعة من الفضائل والرذائل.. فقل لي ما فضائلك؟! أقل لك من أنت! وقل لي ما رذائلك؟! أقل لك من أنت!

 

شعلانيات

< مشكلة المديرين أنهم يعلموننا كيف نعمل ولا يعلموننا كيف نحب العمل؟!

< كلمة الحق لا تترك لك صديقا!!

< نحن لا نعترف بأخطائنا من باب الاعتراف بالخطأ.. ولكن من باب ادعاء التواضع.. وهذه قمة الغرور!

< التواضع الكاذب رديف الغرور فهو غرور بملابس تنكرية!!

< أحيانا تقاس أهميتك بعدد خصومك وأعدائك.. لا بحسب أصدقائك!!