mena-gmtdmp

تأجير آذان للاستماع!! 

مبارك الشعلان
اقترحت على صديق يعمل في تنظيم المؤتمرات، ويشكو من عزوف الناس المعنية بهذه المؤتمرات عن الحضور، أن يؤسس له شركة على هامش عمله، وكأنها شركة أخرى لا علاقة له بها؛ لتوفير الدعم اللوجستي لمؤتمراته هذه. نشاط هذه الشركة التي اقترحتها على صاحبنا يقتصر على إحضار «شوية ناس» لا علاقة لهم بالمؤتمرات والمحاضرات، كل مهمتهم أن «يسدوا» الفراغ، ويجلسوا في القاعة، إلى أن تنتهي المحاضرة؛ ليثبتوا أن هناك أناساً مازالوا يهتمون ويستمعون للمحاضرات، على أن يؤسس شركة تابعة أخرى على طريقة الشركات التي تفرخ شركات، تكون مهمتها توفير مجموعة من «المصفقين»، الذين تكون مهمتهم النبيلة هي التصفيق لكل محاضر، بمجرد أن ينتهي من كلامه، فقد لاحظت، ويلاحظ معي القارئ اللبيب أن اجتماعات الأمم المتحدة تجمع أكبر عدد من المتحدثين، وأقل عدد من المستمعين، فالكل يريد أن يتكلم، ولكن لا أحد يريد أن يستمع. هذا الوضع جعل شركة أميركية «تتلقف» فكرتي النيِّرة، التي لم يتلقفها صاحبنا اللبيب، وتقوم بمخاطبة الجهات البحثية والعلمية في الولايات المتحدة الأميركية، كمحطة أولى لعملها؛ وذلك بهدف توفير مستمعين للمتحدثين، فانهالت عليها الطلبات لحضور جلسات الجمعية العادية للأمم المتحدة، وهو ما يفسر الحضور الكثيف هذا العام لاجتماعات الجمعية. هذه الشركة قامت بوضع رسوم للحضور تصل إلى 3 آلاف دولار للجهة الاعتبارية، وألف دولار للأشخاص، وعادت من ذلك بصيد وفير؛ حيثُ وصل عدد الجهات التي أرسلت من يمثلها إلى 300 جهة، في حين بلغ عدد الأشخاص الراغبين في الحضور نحو 250 شخصاً واستطاعت من خلالهم الشركة أن تحقق أرباحاً لا بأس بها في سنتها الأولى! هذا في أميركا، أما في الهند فقد كانت لديهم أفكار «نيِّرة» تشبه أفكاري، فقد قام أحدهم بتأسيس شركة مهمتها توفير الحضور في المناسبات والأعراس، بعد أن «لاحظ» أن الحياة السريعة، أفقدت الناس الكثير من علاقاتهم وارتباطاتهم، فأصبح حضور المآتم، أكثر من حضور الأفراح؛ لذلك «تعهد» بأن يوفر لكل عرس أو مناسبة سعيدة مجموعة من الناس، الذين يملأون الصالة؛ لتوحي بأن أصحاب الفرح لديهم علاقات وطيدة وارتباطات عائلية عريقة. وفي نهاية الحفل يدفع هذا المتعهد «كم» روبية لكل مدعو؛ لأنه «حضر»، وقام بعمله على أكمل وجه..! شعلانيات: • إذا أخطأ عليك شخص فهو مخطئ، وإذا أخطأ عليك شخص مرتين فأنت المخطئ. • عندما سقطت التفاحة، الجميع قالوا سقطت التفاحة، إلا واحد قال لماذا سقطت؟؟ • الحياة أحياناً لا تقوم على أساس الصراحة التامة، بل على أساس من الصمت الحكيم.!!