بعض الناس نحاول أن نقول عنهم كلمة طيبة فلا نجد.
فنحاول بعد ذلك أن لا نقول عنهم كلمة سيئة.
وهذه بحد ذاتها كلمة طيبة.
لمن لا نجد في صحيفته معنا كلمة طيبة.
توفيت أم مطرب شعبي مشهور. كانت أمه راقصة واعتزلت، ولم تكن فوق مستوى الشبهات. وعندما ذهب صديقه المونولوجست خفيف الظل يعزيه.. بدا المطرب في حالة تأثر شديد؛ لوفاة أمه الراقصة المعتزلة. وأراد أن يدلل على صلاح أمه الفقيدة الراحلة فقال: إن نعشها كان يجري بها جرياً. فعلق المونولوجست: لازم خايف من بوليس الآداب!!
هذا الابن الصالح أراد أن يقول كلمة طيبة في أمه الراحلة. فأراد أن يذكر شيئاً من محاسنها فلم يجد، وصديقه لم يجد كذلك.
تُرى، كم واحداً وواحدة من الراحلين من نوعية المرحومة؟ التي يجري بها نعشها جرياً من شدة الصلاح والتقى والعفاف والورع... ومن بوليس الآداب.. لكننا نحاول أن نقول كلمة عنهم... كلمة طيبة؛ لأن القاعدة تقول اذكروا محاسن موتاكم، فنحاول مرة بعد مرة أن نبحث عن موقف طيب فلا نجد، أو كلمة طيبة فلا نجد، ولو كانت القاعدة اذكروا مساوئ موتاكم لوجدنا.
فهناك كثيرون وكثيرات أعطاهم الله كل شيء لكي يحبوا ويحبوا، فلديهم كل أسباب الحب، ومع ذلك لا يخرج منهم إلا كل أسباب الكراهية.
فبدلاً من أن يقولوا كلمة طيبة يقولون كلمة سيئة، وعوضاً أن يفعلوا خيراً ويصمتوا... لا يفعلون خيراً ولا يصمتون، ويريدون بعد ذلك من الناس أن يذكروا مناقبهم باعتبارهم أهل مناقب!
في فيلم معالي الوزير، حلم معالي الوزير رأفت رستم أنه مات... وأنه «محدش مشي في جنازته.. وأن جنازته لا تليق بمقام معالي الوزير، وأثناء الجنازة «صحي»، فرفض أن يموت موتة «مهببة» لا تليق بمعاليه.
ولم يجد كلمة واحدة تقال في حقه إلا من زوجته ورفيقة دربه التي قالت «وأنت عايش قارفنا وأنت ميت قارفنا».
وكأن أنور السادات لم يجد كلمة طيبة يقولها عن سلفه عبدالناصر إلا كلمة «الله.. يرحمواااا»... بطريقة ساخرة وتهكمية.
وعندما مات السادات لم يجد الناس بعد ذلك كلمة طيبة يقولونها عنه إلا كلمته التي كان يقولها عن عبدالناصر «الله.. يرحمواااا!».
شعلانيات:
الإنسان الناجح هو الذي يغلق فمه قبل أن يغلق الناس آذانهم، ويفتح أذنيه قبل أن يفتح الناس أفواههم.
تكلم وأنت غاضب.. فستقول أعظم حديث تندم عليه طوال حياتك.
من وثق بالله أغناه، ومن توكل عليه كفاه، ومن خافه قلت مخافته، ومن عرفه تمت معرفته.
عندما يمدح الناس شخصاً... قليلون يصدقون ذلك. وعندما يذمونه فالجميع يصدقون.





