القارئ هذه الأيام مثل الزبون فهو
دائما على حق...
والكاتب هذه الأيام غالبًا مثل الجرسون فهو دائما عليه الحق...
فكلام الزبون القارئ يجب أن يكون دائما مثل «العسل على قلبه»، وعليه أن «يطبطب» على ظهر القارئ الزبون، ويقول له «معلش امسحها في وجهي» أو «امسحها في أوراقي الحق عليَّ »...
أو بالأصح «الحق لك» مع العلم أن الجرسون أو الكاتب لم يكن «على باطل» ولكنها «مزاجية» الزبون، والتي تشبه إلى حد كبير «مزاجية» القارئ...
الكاتب يواجه دكتاتوريات متعددة، فمن دكتاتورية الكاتب نفسه إلى دكتاتورية القارئ، ودكتاتورية القارئ أكثر دكتاتورية من سواها، فهي «مطاطة» ومتقلبة مثل الطقس الذي ترى فيه أربعة فصول في يوم واحد.
أقول هذا الكلام كبداية لما أريد أن أقوله فتصلني في بعض الأحيان ردود فعل على ما أكتب من الزبون الذي هو القارئ هنا؛ طالما أن بضاعتنا هي الكلام.
فعندما أكتب عن المرأة تحتج بعض النساء بحجة أنني مناهض ومناوئ لحقوق المرأة،
وعندما لا أكتب عن النساء تحتج بعض النساء بأنني لا أكتب عن قضايا المرأة، والقارئ الرجل ليس بأفضل حال من حال المرأة في مزاجيته، فهو يريدك أن تكتب عن قضاياها وإعطاءها أولوية على ما سواها، وعندما تفعل يريدك أن تهاجم المرأة وكأن حل قضاياه ومشاكله في مهاجمة المرأة.
البعض الآخر يقول لماذا تكتب عن الرجل والمرأة؟
وأرد فأقول: ماذا أكتب بخلاف قضايا المرأة والرجل والتي تستطيع أن تبيع من خلالها. ثالث يريدك أن تكتب في السياسة، وعندما تفعل يقول: السياسة ثقيلة، اكتب عن المرأة.
بمعنى آخر هناك من يريدك أن تفتح محلاً لبيع الملابس وتبيع أي شيء إلا الملابس، بمعنى ثان هو يريدك أن تبيع مكيفات في آلاسكا أو تبيع «دفايات» في جنوب خط الاستواء، بمعنى رابع يريدك أن تفتح محلا، وتكتب عليه لافتة «مغلق»، ومع كل ذلك عليك أن تقول إن «الزبون على حق»، وإنك «على باطل».
البعض الآخر يريدك أن تكتب مقالتك بشكل قصير، وموجز بعيدا عن الإطالة على طريقة أغاني شادية، والبعض الآخر يريدك أن تكتب «المطولات» على طريقة أغاني أم كلثوم،
وفي كل الأحوال الزبون القارئ على حق خاصة إذا كان هذا القارئ من «النوع الجيد»، الذي لا نريد أن «نكسبه»؛ فالقارئ الجيد أصبح عملة نادرة، وعلى الكاتب أن يكافئه بأن يستمع إلى ملاحظاته دون أن ينزعج منها.
ولا أبالغ إذا قلت إن الكاتب إذا حاول أن يكون مخلصًا لقرائه، فعليه أن يفعل أي شيء حتى لو تطلب الأمر إرسال شهادة تقدير للقراء المتميزين!!
شخصيًا سأحاول أن أفعل ما يفعل صاحب أي سوبر ماركت عندما يطالبه الزبون ببضاعة غير موجودة أصلاً؛ لذلك سيجد القارئ كل ما يسره، وسأكتب عن كل ما من شأنه توطيد العلاقة مع القارئ على الرغم من أنني لا أعرف ماذا يريد القارئ بالضبط، ولكنني سأفعل؛ لأنه ببساطة القارئ دائما على حق!!
شعلانيات:
*في الغرب يصفون كل من لايحبونه بأنه خنزير، مع أنه أكلتهم المفضلة!!
*قال سقراط يوما: ضخامة الكذبة تجعل أكثر الناس يصدقونها!
*بعض الناس لاتستطيع أن تهديه أي شيء لأن لديه كل شيء!





