إذا كنا كأمهات نخاف على صحة أطفالنا فالشكوى الدائمة التي نسمعها منهم هي ألم البطن، وغالباً ما نقوم بتقديم بعض السوائل العشبية لعلاج هذه الشكوى، ونكتشف أن هذه الشكوى في بعض الأحيان قد تكون لأسباب غير مرضية، حيث يتوقف الطفل عن البكاء بمجرد أن تحتضنه الأم أو حين تقرر أن ينام في سريرها بدلاً من سريره، وهنا تظهر الأسباب النفسية خلف الاحتمالات المرضية التي تتكرر كثيراً.
يجب على الأم أن تتعرف إلى الأسباب المرضية التي تجعل ألم البطن حقيقياً وليس نوعاً من طرق جلب الاهتمام أو التعبير عن الغيرة مثلاً، ولذلك فقد التقت " سيدتي وطفلك" وفي حديث خاص بها باستشارية أمراض الجهاز الهضمي الدكتورة شيماء عبد الرحمن، حيث أشارت إلى ما هي الأسباب النفسية والمرضية لشكوى الأطفال الشائعة من ألم البطن، وطرق التفريق بين هذه الأسباب والتعامل معها، ومتى تستدعي اللجوء إلى الطبيب؟ وذلك في الآتي:
الأسباب المرضية لألم البطن عند الطفل
- توقعي أن يصاب طفلك بألم البطن بشكل عادي وطبيعي مثله مثل أي انسان، ولا يجب عليك القلق ما دام طفلك ينمو بشكل طبيعي بحيث يزيد وزنه وتكون شهيته جيدة بالنسبة للطعام، فمن الممكن أن يصاب بالمغص في هذه الحالة بسبب تعرضه لبرد المعدة ويمكن التخلص منه سريعاً عن طريق شربه لمغلي أحد الأعشاب الطبية الشهيرة الدافئة مثل مغلي أوراق المريمية ومسحوق الكمون وغيرهما.
- اعلمي أن من أهم أسباب إصابة الطفل بألم البطن هو إصابته بالإمساك بسبب نوعية الطعام الذي يتناوله في حال كان فوق سن العامين، وكذلك بسبب عدم تقديم الماء له إذا كان رضيعاً قد تجاوز نصف العام من عمره.
- لاحظي أن هناك بعض الأطعمة التي تسبب انتفاخ البطن وتؤدي إلى شعور الطفل بألم في البطن وشعور عام بعدم الراحة، مثل القرنبيط والكرنب والبروكلي، حيث تحتوي هذه الأصناف على نسبة من الكبريت الذي يسبب مثل هذه الأعراض.
- توقعي أن تكون إصابة طفلك بالديدان المعوية من أهم أسباب إصابته بالمغص، ولذلك فمن الضروري أن تجري فحصاً لعينة من فضلات الطفل كل ستة أشهر لكي تتأكدي من خلوها من الطفيليات التي تسبب مشاكل أخرى ومنها إصابة الطفل بفقر الدم.
- لاحظي أن من أسباب ألم البطن عند الطفل هو إصابته بمتلازمة القولون العصبي وهي حالة تصيب الكبار والصغار، ولذلك يشعر الطفل بعدم الراحة خصوصاً عند تناول أكلات معينة وتصبح لديه رغبة في التبرز، وفي بعض الأحيان يصاب بالإسهال أو الإمساك مما يؤدي للشعور الدائم بحركات في المعدة والأمعاء.
الأسباب النفسية لألم البطن عند الطفل
- لاحظي أن طفلك قد يصاب بألم البطن في موقف معين أو في وقت معين، ويجب أن تراقبي ذلك جيداً لكي تعالجي الأسباب مثل ألم البطن الذي يصيب الأطفال يومياً في الصباح قبل الذهاب إلى المدرسة، وغالباً ما يشكو الطفل منه عند باب المنزل أو عند ركوب باص المدرسة.
- لاحظي أن طفلك سوف يتوقف عن الشكوى من ألم البطن حين يلعب أو حين يشاهد التلفاز ثم يعاود الشكوى بعد أن ينتهي من اللعب لمدة طويلة مثلاً ويكون ذلك لأسباب نفسية، أهمها هو لفت انتباه الأم والرغبة بالشعور باهتمامها، وفي بعض الأحيان قد يصاب الأطفال بألم البطن النفسي الذي ليس له أسباب مرضية مع موعد تناول وجبة طعام رئيسية، وقد تتساءلين لماذا يرفض الطفل الجلوس إلى مائدة الطعام مع العائلة؟ وقد يكون ذلك تعبيراً لرفضه لصنف الطعام نفسه وعدم الرغبة في تناوله، حيث يحب الأطفال تناول السناكس والحلوى بين الوجبات مما يفقدهم شهيتهم تجاه الوجبات المغذية ويشتكون من ألم البطن الوهمي للتخلص من الوجبة المعدّة على المائدة.
- توقعي أن يدّعي طفلك الإصابة بألم البطن عندما تحملين المولود الجديد أو تقومين بإرضاعه أو حين تلاعبينه وتتركين الطفل الأكبر جانباً، ويعرف هذا الألم بأنه الألم المرضي بسبب الشعور بالغيرة، وقد يتفاقم مع الطفل بسبب غيرته من زملاء المدرسة وعدم رغبته في خوض المنافسات بروح رياضية معهم.
متى يكون ألم البطن مقلقاً عند الطفل؟
- توجهي بطفلك إلى الطبيب على الفور في حال كان ألم البطن يوقظ الطفل من نومه العميق، حيث تلاحظين أن طفلك قد استيقظ فجأة وبدأ في البكاء في منتصف الليل مع الضغط بيديه على بطنه وقد يتلوى كثيراً وبشدة من الألم، كما قد يظهر لديه تغير واضح في لون شفتيه فيتحول لونهما إلى اللون الباهت ويجب القلق من بكاء الطفل الليلي والبحث عن أسبابه عموماً.
- لاحظي أن هناك علامات تكون مترافقة مع ألم البطن المقلق والمرضي ويجب أن تتوجهي بطفلك للفحص، مثل حدوث تغير واضح في لون البول وحدوث انتفاخ وتضخم في البطن، فتغير لون البول يشير إلى وجود التهابات بسبب العدوى في مجرى البول وانتفاخ البطن وكبر حجمه قد يكون بسبب انسداد الأمعاء.
- اصطحبي طفلك فوراً إلى قسم الطوارىء في المستشفى، في حال استمر ألم البطن معه لأكثر من ثلاث ساعات متواصلة وترافق أيضاً بارتفاع في درجة حرارته، ويجب أن تحددي للطبيب بعد سؤال طفلك ومراقبته جهة الألم فقد يكون الطفل مصاباً بالتهاب في الزائدة الدودية، وقد يضطر الطبيب في هذه الحالة لإجراء عملية جراحية طارئة لاستئصالها.
- اصطحبي طفلك إلى الطبيب لكي يخضع لفحوصات يقررها الطبيب فقط في حال كان يعاني من نوبات ألم بطن متقطعة ولكن هذه النوبات تسببت في فقدان الوزن الملحوظ عند الطفل، ويجب ألا تنتظري لمدة أطول على اعتقاد أن النوبات المتباعدة غير خطيرة لأنها تؤثر على صحته العامة.
خطوات تقليل ألم البطن عند الرضيع
- دلّكي بطن الرضيع بالقليل من زيت الزيتون وذلك بأطراف أصابعك وعكس عقارب الساعة، وذلك حين يبدو الطفل متألماً من المغص فيقوم بإغلاق قبضتي كفيه الصغيرين ويشد ساقيه للأعلى ويضمهما نحو بطنه، ويمكن تعريض بطن الطفل لتيار من الماء الدافىء مع التدليك بلطف، ويفيد أيضاً أن تقلبي الرضيع على بطنه بحيث يلامس بطنه ركبتك وتتركيه على هذه الهيئة لبضع دقائق.
- اهتمي بخطوة التكريع للرضيع بعد كل رضعة ويفضل أن تتم عملية التكريع بعد نقل الرضيع من الثدي الأول إلى الثاني لكي يتخلص من الهواء تباعاً والذي ابتلعه خلال الرضاعة، لأن الهواء يضاعف من آلام البطن لدى الطفل في حال عدم التخلص منه على فترات.
- قلّلي من تناول المنبهات المحتوية على الكافيين خلال فترة الرضاعة لأنها من أسباب انتفاخ بطن الرضيع فتنتقل إلى الرضيع من خلالك، مثل شرب القهوة والشوكولاتة والسوائل الغازية، كما يجب أن تقللي من بعض المأكولات التي تحتوي على الكبريت خصوصاً مثل البصل والثوم والكرّات والقرنبيط لأنها تنتقل إلى الرضيع من خلال حليب الأم.
كيف يمكن علاج ألم البطن عند الطفل بعد عمر العامين؟
- حاولي تحديد نوع المغص وألم البطن الذي يعاني منه طفلك مع مراقبة الأعراض، ففي حال وجود أعراض مثل سخونة الطفل مع بكاء الطفل المستمر وتكرار ذهابه إلى الحمام للتبول مع تغير في رائحة البول ويشكو الطفل أحياناً من صعوبات في التبول أو تقطعه وكذلك وجود حرقان وألم عند التبول، ففي هذه الحالة يجب أن يخضع الطفل لتحليل عينة من البول وسط عملية التبول وقد يحتاج لإجراء مزرعة لعينة من البول للكشف عن سبب التهاب البول ونوع البكتيريا المسببة له.
- راقبي بعض الأعراض التي تترافق مع حمى البحر المتوسط في حال شكوى طفلك ألم البطن مع أعراض أخرى واضحة مثل ارتفاع درجة الحرارة، وكذلك يلاحظ أن الألم يخف ويزيد على فترات مع شكوى الطفل من ألم في جهة واحدة من الصدر بسبب التهاب الغشاء البلوري إضافة لشكوى الطفل من آلام مفاصل الركبتين والكاحلين وكذلك الرسغين تحديداً.
- توقفي تماماً عن تقديم الأصناف غير الصحية والجاهزة التي تقدم للأطفال بكثرة بسبب حب الأطفال لها وتتسبب في حدوث شكوى دائمة من ألم البطن، مثل المقرمشات الجاهزة والعصائر المصنعة، وكذلك الحلويات والسكاكر، ويجب أن تقدمي بدائل صحية عنها متوافرة في المنزل وتُعديها بنفسك وتشجعي طفلك على تناولها، مثل الفيشار وعصائر الفاكهة الطازجة والمهلبية والبودنج وغيرها.
قد يهمك أيضاً: طرق التعامل مع مغص الرضع ونصائح لتخفيفه
*ملاحظة من «سيدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليكِ استشارة طبيب متخصص.
