من الطبيعي أنه وخلال الأشهر الأولى من حياة رضيعك أن يصاب بالمغص، وغالباً ما يُصاب معظم الرضع بالمغص خصوصاً في الليل في الأشهر الثلاثة الأولى من عمرهم، وهناك نوبات المغص الليلي التي تستمر مع نسبة قليلة من الرضع وحسب الإحصائيات حتى وصولهم إلى سن ستة أشهر، ويعود ذلك لأسباب عدة ومنها طبيعة غذاء الأم وإكثارها من تناول المشروبات المحتوية على الكافيين.
تبقى مشكلة مغص الرضع هي أولى المشاكل التي تواجه الأمهات ويبحثن عن طرق لتقليلها لأن التخلص منها نهائياً يكاد يكون صعباً، ولذلك فقد التقت "سيدتي وطفلك" وفي حديث خاص بها باستشارية طب الأطفال ورعاية الخدج وحديثي الولادة الدكتورة ماجدة أبو سلطان، حيث أشارت إلى طرق التعامل مع مغص الرضع ونصائح لتخفيفه مثل التدليك وطريقة حمل الطفل وأسباب إصابة الرضع بالمغص خصوصاً في الليل في الآتي:
لماذا يحدث مغص الرضع خصوصاً في الليل؟

- اعلمي أن مغص الرضع هو ظاهرة طبيعية تدل على نموه فسيولوجياً جيداً، وتبدأ في الظهور عند المولود بعد بلوغه خمسة عشر يوماً من الولادة فيكون أول أسبوعين من عمره أسبوعين ذهبيين، وقد يمتد هذا المغص المزعج حتى الشهر السادس من عمر طفلك، وربما يتوقف أو يبدأ في الانخفاض بعد الشهر الرابع، ولكن على الأم في كل الحالات أن تعلم أن البكاء الليلي المستمر لا يدل على حالة غير طبيعية عند طفلها، ولكنه نوبة بكاء طبيعية تحدث عند غالبية الرضع وتنتهي مهما طالت بنوم الرضيع.
- لاحظي أن نوبة المغص الليلي خصوصاً تحدث كل يوم في التوقيت ذاته، وغالباً ما تكون مع ساعات المساء الأولى أو بعد منتصف الليل، وتستمر المدة نفسها يومياً تقريباً قد تصل إلى ثلاث ساعات، ولمدة تصل إلى ثلاثة أيام في الأسبوع ولمدة تصل أيضاً ثلاثة أشهر من حياة المولود، فهذه الحالة تعد طبيعية تماماً ما لم تظهر أعراض مقلقة مثل تحول شفتي طفلك إلى اللون الأزرق أو حدوث التشنجات أثناء نوبة البكاء.
- اعلمي أن المغص الطبيعي سوف يُصيب رضيعك كظاهرة تحدث مع معظم الرضع ودون وجود أسباب مرضية قد تكون مقلقة بسبب عدم تعود الجهاز الهضمي لطفلك على هضم الحليب الذي يحصل عليه منك، أو عن طريق الرضاعة الصناعية، فالرضيع كان يستمد عناصر الغذاء من دم الأم عن طريق الحبل السري، ولذلك فجهازه الهضمي يكون غير مكتمل النمو لكي يقوم بعمليتي الهضم والامتصاص، والملاحظ وحسب الدراسات أن نوبات المغص تزداد مع الرضع الذين يحصلون على رضاعة صناعية، ويزداد المغص عند الطفل في حال تعرضه للإمساك والذي يسببه الحليب الصناعي أكثر من حليب الأم، وإن كان نوع تغذية الأم قد يسبب الإمساك أيضاً.
- لاحظي أن كثرة بكاء رضيعك أي بقاء فمه مفتوحاً في بداية النوبة بسبب المغص، فالبكاء يساعد على أن يبتلع الرضيع كمية كبيرة من الهواء مرة بعد مرة تسبب له المزيد من أعراض المغص وتراكم الغازات، ولا يُفضل أن يُقدم للرضيع في حالة المغص الذي يصيبه في شهوره الأولى أي أدوية دون استشارة الطبيب من أجل وقف البكاء وتهدئة الرضيع حيث قد تؤدي بعض العقاقير إلى زيادة حدة المغص، وإلى نتائج وأعراض جانبية أخرى.
أعراض إصابة الرضيع بالمغص

- لاحظي أن المغص في الشهور الأولى يكون مؤلماً بالنسبة للرضيع بسبب تكدس الغازات المزعجة في أمعائه، وكذلك بسبب حدوث تلبكات في جهازه الهضمي غير المكتمل النمو، وهذه الأعراض التي تؤلم الكبار لا يستطيع الصغير التعبير عنها إلا عن طريق واحد وهو البكاء، وقد يكون الرضيع نائماً ثم يبكي فجأة بسبب شعوره المؤلم من تراكم الغازات التي لا يستطيع التخلص منها وإخراجها، وفي هذه الحالة سوف تلاحظين أن وجه رضيعك سوف يحمر، وكذلك سوف يشد ساقيه إلى الأعلى، وسوف يشد قبضتي يديه المغلقتين.
- تابعي ولا تهملي أعراض مغص الرضيع والتي تستمر بقيامه بعملية شد الفخذ نحو البطن بقوة وألم، ويحمر وجهه أكثر ويبدو الطفل وكأنه يحزق، وقد تخرج من فتحة الشرج في هذه الحالة بعض الغازات التي قد تشعره بالراحة قليلاً، ولكن خروج الغازات قليلاً يؤدي إلى استمرار نوبة البكاء لأن هناك الكثير منها يضايقه والتي تطول لساعات، وقد تنتهي فجأة في حال قيام الرضيع بعملية التبرز أي إخراج الفضلات.
ما أهم طرق تخفيف مغص الرضيع؟

- قومي بأول خطوة تسهم بشكل كبير في تقليل مغص الرضيع، وذلك بأن تقومي بتدليك بطن الرضيع بقطرات من زيت الزيتون البكر المعصور على البارد والدافئ بأطراف أصابعك وحسب عكس عقارب الساعة، حيث يساعد التدليك والمساج بهذه الطريقة في إخراج الغازات المتراكمة في بطن الرضيع، وسوف تشعر الأم بخروج الغازات ويشعر بعدها الطفل بالراحة، ولاحظي أن فوائد تدليك الطفل حديث الولادة كثيرة ومن بينها تخليصه من المغص، إضافة لمساعدته على الاسترخاء والنوم العميق والتخلص من الشد في عضلاته بسبب كثرة البكاء.
- لا تغفلي خطوة التكريع بعد كل رضعة طبيعية يحصل عليها طفلك من أحد الثديين، ويُفضل أن تقومي بتكريع رضيعك قبل نقله من ثدي لآخر حتى تزيد هذه الخطوة من إقباله على الرضاعة، ولكي لا تتراكم الغازات الناتجة خلال الجولة الأولى من الرضاعة عند ابتلاع الهواء في بطن طفلك مع العلم أن الحرص على الرضاعة الطبيعية كمصدر وخيار تغذية أول يقلل من حدوث مغص الرضع بشكل كبير مقارنة بأضرار استخدام الرضاعة الصناعية، ومشاكلها الكثيرة خلال مرحلة الرضاعة، وحيث تؤثر على مناعة الطفل وقوة عظامه وأسنانه مدى الحياة.
- اهتمي بحصول رضيعك على حمام دافئ قبل النوم خصوصاً، ويفضل أن يصبح الحمام المسائي روتينياً يومياً له، حيث يسهم الماء الدافئ وليس الساخن والبارد خاصة لو وضعت الطفل في حوض به ماء دافئ لعدة دقائق في تقليل حدة المغص وآلامه، ويمكنك تكرار هذه الخطوة خلال النهار، كما أن تعريض منطقة البطن خاصة ومحيط خصره إلى أعلى المعدة عند الرضيع للماء الدافئ بعد اختبار درجة حرارة الماء بحيث يكون الماء متدفقاً على شكل تيار يخفف كثيراً من حدة المغص ويساعد في خروج الغازات المسببة للألم.
- قدمي الماء لرضيعك بعد أن يتم الشهر الرابع من عمره وذلك بكميات صغيرة جداً لا تزيد على عدة مليمترات بين الرضعات؛ لكي لا تمنحه إحساساً وهمياً بالشبع مما يخفف من تراكم الغازات لديه، ويقلل من تعرض الطفل للإصابة بالإمساك المزعج الذي يعد من أسباب انتفاخ بطن الرضيع وشعوره بالمغص.
- مرني ساقي رضيعك بخفة عن طريق استخدام تمرين الدراجة الشهير، ويمكن التعرف إلى طريقة تطبيق هذا التمرين من خلال مواقع الإنترنت، ويجب أن تستخدميه برفق لكي لا يتعرض الصغير لخلع في مفصل الورك، وكذلك قد يؤدي الاستخدام الخاطئ لمثل هذا التمرين إلى نتائج عكسية فيبكي الطفل أكثر وبشدة، ولكن التمرين يكون بطريقة صحيحة وغير مرهقة أيضاً يفيد في تقليل حدة المغص، ويُسهم بشكل كبير في خطوة خروج الغازات.
- احملي طفلك باستمرار على طريقة حيوان الكوالا، أي أن يكون بطنه ملامساً لصدرك عند حمله سواء كان نائماً أو مستيقظاً، ويمكن استخدام شيالة الصدر المخصصة لهذا الغرض، حيث تسهم طريقة حمل حيوان الكوالا بتخليصه من المغص عن طريق دفع الهواء الذي تم ابتلاعه باستمرار، ومنع نزوله مع الرضعة، ويمكن للام إرضاع الطفل بهذه الطريقة أيضاً.
قد يهمك أيضاً: علاج المغص للرضع يبعد الأرق عن الأمهات
*ملاحظة من «سيدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليكِ استشارة طبيب متخصص.