تعدّ الإنفلونزا الموسمية من الأمراض المزعجة التي تصيب أطفالنا داخل المنازل؛ لأن العدوى تنتقل سريعاً بين الأشقاء، وتصبح المسؤولية كبيرة على الأم للعناية بهم في وقت واحد، إضافة إلى أنه يمكن أن تنتقل العدوى بفيروس الإنفلونزا الموسمية، كما يطلق عليه، بين التلاميذ في المدرسة، مما يؤدي إلى تكرار الإصابة بها طيلة الموسم البارد.
بسبب خوف الأمهات على أطفالهن عند إصابتهم بأعراض الإنفلونزا، فهنّ يقعن في عدة أخطاء، وأهمها إبقاء الطفل في فراشه طيلة الوقت، على الرغم من أن الطب قد أثبت أن هذا التصرف لا يكون مفيداً أو يسرع بشفاء الطفل، ولذلك فقد التقت "سيدتي وطفلك"، وفي حديث خاص بها، باستشاري طب الأطفال الدكتور إيهاب ربيع، حيث أشار إلى طريقة مدهشة لعلاج طفلك من أعراض الإنفلونزا الموسمية المنتشرة هذه الأيام؛ وهي العلاج باللعب، وطرق أخرى لتقليل أعراضها، في الآتي:
ما المقصود بالإنفلونزا الموسمية عند الأطفال؟

توقعي أنه مع بداية دخول فصل الشتاء، أن يكون نمو فيروس الإنفلونزا سريعاً؛ بسبب درجات الحرارة الباردة وتقلباتها أيضاً، ليصبح طفلك أكثر عرضة للإصابة بأعراض غير مقلقة في البداية، وبما يعرف بالإنفلونزا الموسمية، خاصة إذا كان الطفل تحت عمر 5 سنوات، فهو يصبح من الفئة العمرية الأكثر عرضة للإصابة بفيروس الإنفلونزا، الذي ينشط في فترة الخريف والشتاء، خاصة أن هذا الفيروس يهاجم الجهاز التنفسي بعد دخوله عن طريق العدوى من الأنف إلى الحلق، ثم إلى الرئتين، وتكون أعراضه مرتبطة بالجهاز التنفسي العلوي خصوصاً، مثل الإصابة بالسعال وسيلان الأنف وانسداده، واحتقانه أحياناً.
لاحظي أنه وعلى الرغم من أن الإنفلونزا وحسب الإحصائيات والدراسات العلمية، فهي بشكل عام حين تصيب الأطفال؛ لا تكون خطيرة على صحتهم في العادة، إلا أن الإنفلونزا الموسمية يمكن أن تتسبب ببعض المضاعفات لطفلك، في حال لم تتخذي بدوركِ -وبكل عناية- بعض التدابير الوقائية والاحتياطات؛ مثل حماية الطفل من التعرض المباشر والمتكرر لتغيرات الطقس، وتعزيز مناعة الطفل أيضاً؛ عن طريق الغذاء والأعشاب الطبية والمكملات الغذائية، حسب توصية الطبيب.
دور اللعب في تقليل أعراض الإنفلونزا الموسمية عند طفلك

اعلمي أن لعب الطفل يعدّ من النشاطات المهمة للطفل، ويتعدى دوره مجرد تقضية الوقت أو إضفاء المرح والفرح على الطفل، لكن هناك العديد من الفوائد الصحية والنفسية والاجتماعية التي لا تعدّ ولا تحصى له، ولكن اللافت أن الأم لا تعرف فوائد لعب الطفل في فترة إصابته بفيروس الإنفلونزا، وتحرص على أن يبقى الطفل في سريره، بل إنها تضع فوقه الأغطية الثقيلة؛ لكي تحافظ على دفء جسمه وتمنعه من الحركة.
لاحظي أن الأجداد قديماً قد أطلقوا مثلاً شعبياً عن الإصابة بمرض الإنفلونزا، مع ملاحظة أن أعراضها تزداد صعوبة عاماً بعد عام، وفي السابق رغم أن أعراض الإنفلونزا لم تكن مثلما نشهدها هذه الأيام؛ فقد قالوا عنها "إنها تحب النائم"؛ بمعنى أن أعراضها تشتد وتطول مدتها في حال لزم الطفل -أو حتى البالغ- الفراش، وعلى إثر ذلك؛ فقد أثبتت الأبحاث العلمية صحة هذا المثل، وأصبح فعلياً أن رأي الأجداد سليم، كما أثبتت دراسة علمية حديثة، من خلال أبحاث في جامعة دبلن، أن اللعب يساعد الطفل على سرعة الشفاء والتعافي، حيث إن أجسام الأطفال تفرز مادة طبيعية خلال اللعب والمرح، وتعرف هذه المادة بـ "الإندروفين"؛ وهي تساعد على تقوية وتعزيز المناعة لدى الطفل، ولا تفرز في جسمه حال ركون الطفل للنوم والسكون، أو حين نطلب منه التوقف عن الحركة الزائدة؛ أي "النطنطة" لأنه مريض، وبالتالي فمن الطبيعي أن تزيد المدة اللازمة لتعافي هذا الطفل، مقارنة بغيره ممن لا يتوقفون عن ممارسة حياتهم وأنشطتهم العادية، ومن ضمنها اللعب.
نصائح مهمة لتقليل الإصابة بفيروس الإنفلونزا الموسمية
- احرصي على تهوية المنزل جيداً في الصباح الباكر وحتى ساعات الضحى، حيث إن فتح الشبابيك والشرفات مفيد جداً لقتل الفيروسات بواسطة أشعة الشمس، كما يجب أن تحرصي على استخدام المطهرات في تنظيف أرضية المنزل، وذلك في موسم انتشار فيروس الإنفلونزا.
- احرصي على حث الأطفال على العناية بنظافة اليدين، وألا تقل مدة غسل اليدين تحت الماء الجاري وبالصابون عن 15 ثانية في كل مرة.
- أبعدي الألعاب القطنية عن أنظار الطفل، على الرغم من تعلق طفلك بها؛ لأنها تعدّ منبعاً للفيروسات، كما أنها تكون من أسباب تهيج الحساسية الأنفية والصدرية، ولذلك فلا داعي لكي يلعب بها في فصل الشتاء خصوصاً.
- أكثري من تقديم بعض الفواكه المهمة؛ مثل الجوافة والكيوي وعصير الليمون والبرتقال، فهذه الفواكه تعدّ مصدراً لفيتامين "ج"، كما أن الطماطم -(البندورة)- مفيدة كثيراً لتقوية المناعة؛ نظرا لاحتوائها على مادة "الليكوبين"؛ وهي مادة مضادة للأكسدة، كما يجب عليكِ أن تحرصي على تقديم الموز لطفلك بشكل يومي، ويفضل قبل النوم؛ لأنه غني بالمغنيسيوم؛ الذي يعزز من المناعة الطبيعية عند الطفل.
- أعدي لطفلك شورية الدجاج، حيث تعتبر من المشروبات السحرية لعلاج الإنفلونزا، كما يمكن أن تعدّي له بعض السوائل الدافئة؛ مثل مغلي بذور اليانسون، وأزهار البابونج، أما بالنسبة لطفلك الرضيع؛ فيجب أن تحرصي، وقبل الخروج به من المنزل، على أن تقدمي له الماء، واغسلي وجهه أيضاً، وأكملي إرضاع طفلك؛ لأن أفضل طرق مقاومة فيروس الإنفلونزا بالنسبة للرضيع؛ هو الرضاعة، مع إضافة نقط الماء والملح في أنف الطفل المحتقن أو المسدود فقط.
- لا تتوقفي عن تقديم جرعات فيتامين "د" لطفلك أثناء فترة إصابته بفيروس الإنفلونزا، على اعتقاد منك أنها لن تفيده، بل على العكس؛ فيجب عليكِ أن تحرصي على إضافة جرعة زائدة، وحسب ما يقرر الطبيب، من فيتامين "د" في فصلي الخريف والشتاء خصوصاً، وذلك حسب آخر ما أوصت به الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال.
أهمية تقديم مطعوم الإنفلونزا للطفل

اعلمي أن مطعوم الإنفلونزا عبارة عن فيروس حيّ يتم إضعافه أو قتله، ويُعطى للطفل أو الشخص البالغ مع بداية فصل الشتاء، في منطقة العضل أو تحت الجلد، ويسمح هذا التطعيم بهذه الطريقة للجسم أن يتعرف إلى فيروس الإنفلونزا ويستعد لمواجهته، وبالتالي فهو يسيطر عليه بالتدريج، فلا يصاب به الطفل، ولو أصيب به الطفل؛ فتكون أعراضه بسيطة وليست مزعجة، وتزول سريعاً، ويُعطى هذا المطعوم للأطفال بعد سن ستة أشهر، ويقدم للبالغين أيضاً.
لاحظي أن هناك حالات تستدعي ضرورة حصول الطفل على فيروس الإنفلونزا، وذلك في حال إصابة طفلك بالتهاب الرئتين بعد إصابته بالإنفلونزا في مرة سابقة؛ أي أنه أصيب بعدها بمضاعفات خطيرة، وإذا كان طفلك مصاباً بمرض الربو الشعبي، أو كان لديه أمراض في الكلى، أو يعاني من تشوهات خلقية في القلب، وفي حال كان الطفل يعاني من نقص المناعة.
اعلمي أن مطعوم الإنفلونزا يُمنع إعطاؤه للطفل في حال كان مصاباً بارتفاع درجة حرارته؛ لأن ذلك يضعف مفعوله، كما أن هناك بعض الأعراض البسيطة التي قد تظهر على الطفل بعد الحصول على التطعيم؛ مثل احمرار مكان التطعيم، أو حدوث تورم بسيط، وظهور طفح جلدي بسيط أيضاً يزول سريعاً، مع ارتفاع بسيط في حرارة الطفل، وقد يرافقه الشكوى من الصداع.
لاحظي أنه في حال أن الطفل لم يحصل على أي تطعيم إنفلونزا في حياته، فيمكن ومع حلول بداية فصل الشتاء أن يُعطى جرعتين، بشرط أن يكون هناك فاصل شهر واحد بين كل جرعة وأخرى، أما الطفل الذي حصل عليه من قبل؛ فيجدد له اللقاح، بحيث يُعطى جرعة لمرة واحدة مع بدء فصل الشتاء.
الأعراض المقلقة للإنفلونزا الموسمية
اعلمي أن الأعراض غير المقلقة للإصابة بالإنفلونزا الموسمية؛ تزول بعد أن تستمر لعدة أيام من تلقاء نفسها، بالإضافة إلى إصابة الطفل بالسعال، وارتفاع درجة الحرارة، وآلام محتملة بالعظام والمفاصل.
لاحظي أنه يجب الذهاب بطفلكِ إلى الطبيب فوراً؛ في حال ظهرت عليه بعض الأعراض التي توحي بالخطورة، إلى جانب الأعراض العادية التي سرعان ما تزول، وهذه الأعراض تشمل إصابة طفلك بضيق التنفس، أو تسارع التنفس، وكذلك تحول وجهه إلى اللون الأزرق، وكذلك شفتاه، وحين يصيبه ألمٌ في الصدر والأذن، وكذلك في حال إصابته بألم عضلي يمنعه من المشي.
توقعي أن تظهر أعراض مقلقة أخرى على طفلك تستدعي التوجه به فوراً إلى الطبيب؛ وهي ظهور أعراض الجفاف على الطفل؛ مثل عدم التبول لمدة 8 ساعات متواصلة، وحدوث الجفاف في الفم، وعدم وجود الدموع عند البكاء، ويحدث ذلك عند الرضع غالباً، أما الطفل الأكبر سناً؛ فسوف تظهر عليه أعراض فقدان التركيز، وضعف القدرة على التفاعل.
قد يهمك أيضاً معرفة: مجربة وفعالة: نصائح لتقوية الجهاز التنفسي عند الأطفال
* ملاحظة من "سيدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.






