
بعد زواج «البزنس» بين أهل البزنس وأهلاته.. وزواج «المسيار» بين مسياره ومسيراته.. و«المسفار»، وما أدراك ما المسفار.. و«المتعة» و«المتمتعين».. و«العرفي» وأهله الذين يعرفون بما لا يعرفون.. ظهر علينا أخيرا زواج «المثقاف» كآخر تقليعة في عالم موضة الزواج موديل 2010، هذا الزواج لا يقر به إلا المثقفون والذين آمنوا بالمثقفين والمثقفات الأحياء منهم والأموات.
هذا الزواج زواج «فلسفة».. أو ناس «تتفلسف»، فهو من نوع زواج «الفلسفة» أو «فلسفة» الزواج.
وعندما تجتمع الفلسفة بالزواج.. والزواج بالفلسفة يكون «الطلاق» ثالثهما.
لكن مع ذلك بدأ المثقفون يتزوجون ويتناسلون بهدف «تهجين» الثقافة، وإيجاد سلالة من البشر يُولدون مثقفين.. لأن أبناء التجار أصبحوا تجارا.. وأبناء السياسيين أصبحوا سياسيين.. وأبناء الرؤساء أصبحوا رؤساء.. فلماذا لا يصبح أبناء المثقفين مثقفين؟
على كل حال زواج المثقاف يقوم -حسب ما أعلن محبوه ومريدوه- على التفاهم الفكري والثقافي.. يستفيد فيه المثقف من ثقافة زوجته المثقفة.. وهي بدورها تقوم بدور ثقافي داخل البيت ليكون بعدها المطبخ مركز إشعاع ثقافي، ينعكس بدوره على نفسية الأبناء الثقافية بكلام آخر، يعني «يقلبون» البيت إلى مكتبة.. فيهرب بعدها الزوج والأطفال من نافذة هذه المكتبة.. لأنه عندما يدخل الزواج من الباب يهرب الحب من النافذة.. وإذا دخلت الثقافة من الباب خرج الأطفال المثقفون إلى الشارع هربا من مقررات الدراسة والثقافة!!
بعض المثقفين تراهم ناسا شخصياتهم جميلة وسهلة وأنت تسمعهم، وغير ذلك عندما تعاشرهم.. فهم لديهم نظريات جميلة.. ولكن تطبيقها غير جميل، فهم مثل الاشتراكيين.. نظريتهم سهلة وحلوة وتطبيقها صعب ومر.
الكاتب الساخر المثقف الراحل كامل الشناوي قال يوما: قبل الزواج كانت لدي 4 نظريات في الزواج ولا زوجة واحدة.. بعد ذلك أصبح لدي أربع زوجات ولا نظرية واحدة!!
وقبله برنارد شو المعروف بذكائه وبشاعة منظره، والمرأة الجميلة الفاتنة الغبية التي عرضت عليه الزواج لكي يخرج أطفالهما جميلين مثلها، وأذكياء مثله، فقالت: يعتبرك الناس أذكى البشر ويعتبرونني أجمل النساء، فلو تزوجنا لجاء أولادنا أجمل الأولاد وأذكاهم، فرد عليها بعبارته الشهيرة: أخشى يا سيدتي أن يأتي أولادنا على شاكلة أبيهم بالجمال وشاكلة أمهم بالذكاء.. وهنا تكون المصيبة!!
وأخيرا، وليس آخرا، كان رئيس تحرير الشرق الأوسط اللندنية السابق وناشر إيلاف عثمان العمير.. وهو رجل مثقف جدا.. لكنه لا يميل للزواج من مثقفة.. فعندما سأله زاهي وهبي في «خليك بالبيت» عن الثقافة والجمال والزواج: هل تفضل الزوجة الجميلة غير المثقفة أم المثقفة غير الجميلة؟ فقال: أفضل الجميلة طبعا.. فلديّ أصدقاء كثيرون أتحدث معهم في الثقافة!!
شعلانيات
< أن تكون ذيلا لأسد خير من أن تكون رأسا لكلب!!
< أسوأ ما في النقاش «الخناقة».. وأسوأ منها الأفكار المسبقة عن الآخرين!!
< أعداء الإنسان الزمن ونفسه!!
< كانت لديه أفكار عظيمة لتغيير العالم.. اليوم ليست لديه فكرة واحدة لتغيير نفسه!!





