إذا لم أجد ما سأقوله، أو سأكتبه فسأعتزل فوراً. ولكن اعتزالي سيكون على طريقة لاعبي الكرة في الدول العربية، فهو يعلن أنه سيعتزل اللعب دولياً ويبقى مستمراً مع ناديه المحلي الذي يضغط بدوره على اتحاد الكرة؛ لكي يختاره مرة أخرى للعب الدولي؛ لأنه لا يملك نفسه، فهو ملك جماهيره التي تطالبه بالعودة.
ويفعل مثلهم السياسيون العرب الذين يعلنون رغبتهم في اعتزال الحياة السياسية، ولكنهم يعودون بناء على رغبة الجماهير مع أن الجماهير عندما تطالبهم بالاعتزال لا يلبون رغبتها ويعتزلون.
وبما أنني من هذه الأمة التي إن غوت غويت. وإن ترشد أرشد، فأنا منها وإليها؛ لذلك عندما قررت الاعتزال خرجت عليّ الجماهير تطالبني بعدم الاعتزال والاستمرار؛ لأنني مازال لديّ ما أقوله، وهي صادقة في ذلك فحتى لو لم أجد ما أقوله، فسيتبرع من يعطيني شيئاً أقوله بالنيابة عنه.
أقول، والعهدة على الراوي الذي أرادني أن أتحدث بالنيابة عنه، إن زوجاً عربياً انزعج من اهتمام زوجته بالقط، وإهمالها له.. فهددها قائلاً: اختاري إما أنا أو القط وردت بدورها: لا تجرب حظك؛ لأنني ربما اختار القط. لأن القط -والكلام للزوجة- أحياناً كثيرة أفضل من الزوج، وهي اتكأت في ذلك على أقوال إنجليزية تقول إن القط أفضل من الزوج لعدة أسباب:
فهو لا يشترط أن تطبخي.. ويكتفي بالمعلبات.
لا يعلق بمناسبة أو دون مناسبة، يترك لك الريموت ولاينازعك على اختيار قناة بحجة أنه هو رب الأسرة، وصاحب القرار والقوامة، وكأن القوامة لا تتحقق إلا إذا أمسك الريموت.
إذا ذهبت للتسوق لا يغضب من تأخرك، ولا يقول لك إنك تنفقين أكثر من دخل الأسرة.
لا يشاهد مباريات كأس العالم، ويعتبرها أهم من الزوجة.
يرحب بك عندما تدخلين البيت، ويستمر في عادة الترحيب هذه حتى بعد سنوات، وليس مثل الزوج الذي تنقطع عادته هذه بمجرد انتهاء شهر العسل.
مزاجه على طول العام واحد لا يتعكر ولا يتغير.
ليس لديه نوايا عدوانية، ولا يميل إلى العنف وضرب الزوجة، والأهم من هذا أو ذاك أنه يعتبر مهماً جداً بالنسبة لجمعيات الرفق بالحيوان.
ويعتبر مهماً بالنسبة للزوجة؛ لأنه يفهمها أكثر من زوجها.. فالزوج لا يفهم المرأة مرتين سوى مرة قبل الزواج، ومرة بعد الزواج، في حين القط يفهمها في كل مراحل حياتها قبل الزواج وبعده؛ لذلك على أي رجل ألا يشد على يده أكثر من اللازم عندما تذكر حكاية المقارنة بينه وبين القط. فالقطط هذه الأيام تخرج من أجلها المظاهرات؛ من أجل الرفق بها. في حين لم نسمع أو نقرأ عن مظاهرة أقيمت من أجل الرفق بالأزواج، وهذا يبيّن إلى أي حد أهمية كل واحد، ورحم الله رجلاً عرف قدره وقدر قطته!!
شعلانيات
عيوب الجسم قد يسترها متر قماش، وعيوب الفكر يكشفها أول نقاش!
كل يوم تزيد أعداد الذين تمتلئ أفواههم بالماء.. وبأشياء أخرى!!
أفضل بكثير أن يفلت عشرة مذنبين من أن يعاقب بريء واحد!!
لكل قوي ضعفاء يستذلهم، ولكل غني فقراء يستغلهم!





