mena-gmtdmp

كاريكاتير ضد المرأة!!

مبارك الشعلان

توقفت كثيرًا أمام كلمات أستاذة الصحافة الدكتور سامية عبدالوهاب عن صورة المرأة في الصحافة العربية.. فهي تقول إن الملامح التي ترسمها صور الكاريكاتير للمرأة في الصحافة تصفها بــ «القبح، والاسترجال، وسلاطة اللسان، والخداع، والأنانية، والثرثرة، والادعاء».. الأمر الذي سيثبت بالتكرار صورة ذهنية للمرأة يمكن أن تهدد السلم الاجتماعي!!
انتهى كلامها وابتدأ كلامي:
فهذه الصورة النمطية خلقها الإعلام العربي عمومًا، والإعلام المصري على وجه الخصوص،  ورسامو الكاريكتير على وجه أكثر دقة، فهم صوروها «سمينة» و«مكلبظة» و«حماة مشاكسة» و«مزّة». فهي إما تكون على هيئة ماري منيب أو نعيمة الصغير.. أو ليلى علوي في شبابها وصباها.. وفريدة سيف النصر وأخواتها..
أما حكاية تهديد السلم الاجتماعي فهي مثل حكاية الجماعات المتمردة من الخمير الحمر أو الانفصالية الأبخاز، أو جماعات الشين بيت الأيرلندية، فهذه الجماعات هي التي تهدد السلم العالمي.
هذه الصورة النمطية للمرأة تشبه إلى حد كبير صورة الرجل العربي في الأفلام الأميركية.. فهو يعيش في الصحراء، ويركب الجمال، ويلبس اللباس الخليجي بطريقة مضحكة، حتى لو كان الفيلم جادًا مثل لورانس العرب.
وفي أحسن الأحوال يكون الرجل زير نساء تجلس حوله الجواري والحريم، فهل هذه الصورة هي حقيقته أم أنها صورة كاريكاتيرية، أو بالأصح صورة مشوهة؟!
في الواقع إن هذه نظرة ذكورية في ذهن الرجل عن المرأة، بينما لا توجد صورة ذهنية في الكاريكاتير لامرأة شوهت صورة الرجل؛ لأن المرأة أجمل بكثير من أن تمارس عملية التشويه، فالرجل في واقع الحال هو المعتدي، وهو الجهة المارقة الخارجة عن القانون؛ لذلك تحاول تشويه الصورة الجميلة بصورة كاريكاتيرية قد تكون صحيحة حينًا مع «زكية زكريا» وأخواتها، ولكن ليست كل النساء «زكية زكريا».
فالمرأة، هذا الكائن الجميل، لا تستحق من الرجل أن يعاملها بهذه القسوة، فالصورة الذهنية التي تقدمها بعض وسائل الإعلام مليئة بالشخابيط. فالعيب بالشخابيط ومن يمارسون هذه الشخبطة، لا بالصورة الحقيقية.
لذلك فالرجل مدين باعتذار للمرأة عن تشويه الصورة الذهنية الجميلة واستبدال أخرى قبيحة بها، «معلش» اعذرننا، وامسحنها في وجه رسامي الكاريكاتير، الذين يجب أن يعاملوا كمجرمي حرب، ويقدموا للمحاكمة؛ ليأخذوا جزاءهم في محراب عدالة المرأة!!

 
شعلانيات
*من يعش بسلام مع الآخرين فبالتأكيد لديه شيء من السلام مع نفسه!
*الآخرون ليسوا دائمًا هم الجحيم، فهم أيضًا النعيم الذي قد تحلم به أحيانًا!
*عندما تحب الآخرين فأنت تحب نفسك
وعندما تتخاصم مع الآخرين فأنت تتخاصم مع نفسك!!