mena-gmtdmp

كتابات لرمضان

مبارك الشعلان

انظر حولك لترى مرارة هذه الحقيقة!! 

أصبح كل شيء لدينا آليًا.

فأصبحنا «مبرمجين» حتى في مشاعرنا.. علاقاتنا أصبحت فاترة.. وتفتقر إلى الحميمية، فأقصى ما نفعله عندما نريد أن نتواصل مع من نحب نرسل «مسج»؛ لنقول لأحبائنا: «كل عام وأنتم بخير» ونغلق الهاتف. 

يا ألله.. إلى هذا الحد علاقاتنا متينة؟!

كنا في فترات سابقه «نعتب» على من نحب إذا لم نره منذ فترة، ونقول «خلينا نسمع صوتك على الأقل»!!

وسيأتي اليوم الذي سنقول فيه «خلينا نقرأ مسجك» على الأقل!

فالناس أصبحوا يتواصلون «بالمسجات»، والقليل هم الذين يرفعون السماعة؛ ليقولوا: «كل عام وأنت بخير».

في بداية رمضان أرسل الناس ملايين «المسجات» كلها تعبر عن مشاعر باردة، وعلاقات إنسانية ضعيفة، وتواصل هش يعكس هشاشة روح هذه المرحلة، وناس هذه المرحلة. 

وأصبح بمقدورك أن تعرف من هو أكثر حميمية معك إذا تكرم وأسمعك صوته؛ ليقول لك «كل عام وأنت بخير»، ليس بالضرورة أن يكون صوته حميميًا، وعليك أن تشكره على كرم مشاعره لمجرد أنه أسمعك صوته.

كانوا يقولون في عالم السياسة: لا توجد عداوة دائمة، كما لا توجد محبة دائمة، هناك مصالح دائمة. 

اليوم التواصل الإنساني ينطلق من منطلقات سياسية، فلا يوجد صديق دائم كما لا يوجد عدو دائم، فهناك مصالح دائمة. 

فما الفرق بين الناس والسياسيين إذاً؟!

وبين التواصل السياسي والتواصل الإنساني؟!

فالذين لديهم «مصلحة» لديك تراهم يسارعون بالتواصل معك حتى وإن لم يكونوا من أحبابك، فالحب هو حب المصلحة، والتواصل هو في حقيقة الأمر تواصل مع هذه المصلحة.

وانظر حولك لترى مرارة هذه الحقيقة!

فأصدقاؤك إلى أي حد هم أصدقاؤك؟!

لو حاولت عمل «تصفية» لهم فلن تخرج إلا «بكم» صديق لا يتجاوزون أصابع اليد الواحدة في أفضل الأحوال.

فهل نحن فقراء بالأصدقاء إلى هذا الحد؟!

أم أن الصداقة أصبحت نادرة إلى هذا الحد؟!

إذا كان الأمر كذلك فلا نستغرب أن تكون علاقاتنا علاقات «مسجية» 

فهذا زمن الوجبات السريعة، والعلاقات السريعة، والصداقات السريعة، والمشاعر السريعة أيضاً!!

 

شعلانيات:

أكثر الناس قدره علي إسعاد أنفسهم من ينظرون إلى ما في أيديهم، وليس إلى ما في أيدي الآخرين

إذا كمل عقلك نقص كلامك!

أعرفك من الأشياء التي تضحك عليها، أو من الأشياء التي تبكي عليها!

تعلم من أخطاء الآخرين، فلن تعيش أكثر لترتكب كل هذا العدد من الأخطاء!