يقول مصطفى محمود:
«إذا أردت أن تفهم إنساناً فانظر إلى فعله في لحظة اختيار حر
وحينئذ سوف تفاجأ تماماً؛ فقد ترى القديس يفجر،
وقد ترى الفاجر يصلي،
وقد ترى الطبيب يشرب السم،
وقد تفاجأ بصديقك يطعنك،
وبعدوك ينقذك،
وقد ترى الخادم سيداً في أفعاله،
والسيد أحقر من أحقر خادم في أعماله،
وقد ترى ملوكاً يرتشون،
وصعاليك يتصدقون»
انتهى كلامه، وبدأ كلامي. فهذه الفلسفة الإنسانية العميقة لها ما يؤكدها على أرض الواقع للتجربة الحياتية اليومية. انظر إلى من هم حولك؛ لتعرف أن لحظة الاختيار الحقيقي هي ما تشكل جوهر علاقاتك ومعارفك، فأصدقاؤك هم جزء من دائرة أعدائك، ومن كنت تعتقد أنهم أعداؤك يقومون في لحظة اختيار حقيقي بأدوار لا يقوم بها إلا صديق حميم، وكاتم أسرارك هو أول من يتبرع بكشف أسرار صندوقك الأسود. وأبعدهم يقوم بدور المنقذ. وإذا كان لديك شيء من الشك فجرّب أن تقع وتتبعثر أسرار صندوقك الأسود؛ لتعرف أن هذه الفلسفة كتبت بماء التجربة الإنسانية، وأنك أحد كتابها دون أن تعلم. فتجربتك تستحق أن تُكتب وتروى.
تجاوز التجربة وانتقل إلى أفق الحياة العامة. انظر حولك لتجد السياسيين الفاسدين هم أكثر من يتكلم عن الإصلاح، وأن من لا أمان ولا أمانة لهم يتكلمون عن الأمانة، ومن يضيقون ذرعاً بالرأي الآخر هم من يرفعون شعار الرأي والرأي الآخر...
فبعض الديموقراطيين هم آخر من يتحمل نتائج الديموقراطية. وبعض الإسلاميين هم آخر من يتحمل أحكام الإسلام!!
شعلانيات:
إن لم تستطع قول الحق فلا تصفق للباطل!
بعضنا يتمنى أحلامه حقيقية، وبعض الحقائق نتمنى لو كانت أحلاماً!
أصعب شيء أن تكون «شيئاً» جميلاً ويرغمك كل من حولك على أن تكون «شيئاً آخر»، تماماً مثلما تقضي عمرك «تدرس» شيئاً، و«تعمل» شيئاً آخر!!





