mena-gmtdmp

للزبال مع الاعتذار!!

مبارك الشعلان
| قال الابن لأبيه: هذا عامل الزبالة. فرد الأب: هذا عامل النظافة. ونحن أصحاب الزبالة!! أكتب اليوم منتصراً للزبال والزبالين، بعد الإساءات البالغة التي يتعرضون لها من أهل الفكر.. فبالأمس دارت معركة بين أهل القلم، عندما قالت مديرة محطة تليفزيونية مشهورة لمذيع مشهور: أنت لا تصلح للعمل حتى «زبال». وأضافت: أساساً لم أرفعك لمرتبة زبال!! وقبل فترة دار سجال بين نائب ووزير، قال فيه النائب للوزير: «أنت ما تصلح حتى فراش» في وزارتك! وبعد ذلك، دار سجال مماثل بين نائب ووزير قال فيه الوزير للنائب: «أنت ما تصلح حتى بواب في مجلسك»، لا يعنيني الوزير.. ولا حتى النائب. ما يعنيني اليوم هو حكاية البواب والفراش، والزبال. فالبواب المسكين «الذي يؤدي أعماله بالأمانة والصدق»، أصبح كرة يتقاذفها السياسيون الذين يتهمون بعضهم بأنهم لا يؤدون أعمالهم «بالأمانة والصدق»، ومثله الفراش المسكين.. الذي لم يسرق أموال الأمة، ولم يرتكب أعمالاً تُخل بالشرف والأمانة، ولم يخرج علينا كل صباح ومساء بتصريحات صحافية. ولم يعقد مؤتمراً صحافياً كل أسبوع؛ ليلمع نفسه بما ليس فيها؛ لأنه ليس لديه طموحات سياسية وأحلام توسعية، فكل أحلامه أن «يمشي جنب الحيط». ومع كل ذلك «يتطاول» عليه أشخاص يرفضون أن «يتطاول» عليهم أحد، «يتطاولون» عليه بما ليس فيه، ويرفضون أن «يتطاول» عليهم أحد بما هو فيهم! «وبعدين مالهم البواب أو الفراش والزبال»، فهم أطول عمراً من النائب، فهم باقون، والوزير زائل؛ لأن البقاء للأصلح، بدليل أن كل الوزراء المتعاقبين والنواب المتعاقبين في كل حكومات العالم، وفي كل مجالس الشعب زالوا، في حين البواب باقٍ في منصبه، ومثله الفراش، الذي يكاد يثبت أنه الأصلح؛ لأنه باقٍ وغيره زائل، ومثلهما الزبال المحترم. فهل لايزال الوزراء والنواب الإصلاحيون يرفعون شعار «البقاء للأصلح»؟! إذا كان هذا هو شعار المرحلة، فلسان الحال يقول: «إن البواب هو الأصلح لأنه باقٍ، وأن الفراش هو الأجدر؛ لأنه يشغل وظيفة لا يصلح لها أحد إلا هو؛ حتى لو كان الوزير إياه بجلالة قدره»، والزبال هو الأنظف؛ لأن أجمل ما في كلمات النائب للوزير أن الوزير إياه لا يصلح حتى فراش، وأجمل ما في كلمات الوزير للنائب أن النائب لا يصلح حتى بواب، وهو ما يثبت أن الفراش والبواب والزبال يصلحون لمهمة ولمنصب لا يصلح لها بعض الوزراء وبعض النواب وبعض المذيعين والمذيعات!! شعلانيات: • عندما تتصدق على فقير، لا تظن أنك مثَّلت دور الكريم مع المحتاج، بل أنت محتاج يعطي محتاجاً، ولكن حاجته عندك وحاجتك عند الله». • إذا لم تستطع الاستمتاع بما لديك؛ فلماذا تطلب المزيد..!؟ «اختلاف الرأي لا يفسد للود قضيَّة».. هذا شعار كل قضايا الود عبر التاريخ أفسدها اختلاف الرأي..هذه حقيقة!!