mena-gmtdmp

ليست دعوة للألم!!

مبارك الشعلان

"لا أريد أن أشغل الناس بآلامي.. فألمي لي وحدي..« الفنان أحمد زكي"

عندما نتألم فإن الدعوة لا تقبل القسمة لأكثر من شخص.. فهي دعوة خاصة لشخص واحد.. فلم نسمع عن شخص بعث دعوات للآخرين لكي يتألموا معه.. أو من أجله.

كلنا عندما نتألم ننزوي إلى مكان قصي في ذواتنا لكي نتألم على »راحتنا«.. لا نريد للآخرين أن يشاركونا الألم.. وهم بالأصح لن يشاركونا الألم حتى لو ادعوا غير ذلك.

فالناس لا تريد أن تتألم بالنيابة عن بعضها.. ولكن لديها رغبة أن تشارك الآخرين أفراحهم.. فهي تريد أن تأخذ حصتهم من الفرح أو تشاركهم في هذه الحصة.. بينما لا تريد الحصة نفسها من الألم.

لاحظوا الأفراح والأتراح.. وفلسفة الفرح والألم.. فالناس بالأفراح تشارك الآخرين هذا الفرح لأطول فترة ممكنة.. وكأنهم يريدون أن يسرقوا فرح الآخرين.. بينما نراهم في الحزن والألم لا يطيقون هذه المشاركة لأكثر من لحظات.. كما لو أنهم يهربون من ألم الآخرين.. فهم لا يريدون أن يجلسوا على مقاعد مدرسة الألم.

الألم مدرسة نتعلم فيها بقدر ما نتألم.. فالذين يتألمون بقدر أكبر يبدعون بقدر أكبر.. كلمة قالها أستاذ في مدرسة الألم هو تولستوي.. والذي قال يومًا إن المحرومين من متعة الألم.. محرومون من متعة الأمل.. فالأمل يكون بحجم الألم.. بدليل أن الشعوب التي تتألم أكثر «تتشعبط» بأمل الحياة أكثر.. لأنها تؤمن بأنه في نهاية كل نفق هناك بصيص من أمل ربما لا يكون بحجم الألم ولكن مفعوله أبلغ.. فكل الذين يتألمون يمنحون من يحبونهم قدرًا من الأمل، بينما هم يتألمون وحدهم.

وأحمد زكي عندما قال كلماته «لا أريد أن أشغل الناس بآلامي.. فألمي لي وحدي» هو نفسه أحمد زكي الذي كان «يوزع» الأمل على الناس مثلما يوزع الحلول، لأنه أدرك أن بضاعته من الألم له وحده، بينما الناس تبحث عن المحملين ببضائع الأمل.. لأنه كان يدرك معادلة الأمل والألم.

فالفنانون الذين يجعلون الناس يموتون من شدة الضحك تجدهم يموتون من شدة الألم!!

 

 

شعلانيات

< امدح صديقك علنًا.. وعاتبه سرًّا!!

< الخير يعرفه قليلون.. الشر يعرفه الجميع!!

< في كل الأفلام ينتصر الخير على الشر في النهاية.. هذه الأيام يكاد ينتصر الشر على الخير والقبح على الجمال حتى في الأفلام!!

< الناس في الغالب ليست لديها مبادئ نهائية.. فهم فوق المبادئ أو تحت المبادئ!!