mena-gmtdmp

معالي الوزير بـالصدفة!!

مبارك الشعلان

كل صاحب معالي يجد تشابهًا بين أحداث هذه المقالة الخيالية وأي أحداث حقيقية مرّ بها في حياته.. عليه أن يعلم أن هذه ليست مسؤولية المقالة أو كاتبها.. ولكنها مسؤولية «معاليه» شخصيًّا.. هذه المقدمة التي تشبه مقدمة فيلم «معالي الوزير» الذي يبدأ بإعلان عدم مسؤولية الفيلم عن أي أحداث تشبه الأحداث التي مرّ بها «معاليه».. لأن أي تشابه بينها وبين أحداث الفيلم هي من قبيل الصدفة.. وأي مسؤولية هي مسؤولية «معاليه» شخصيًّا لا مسؤولية الفيلم.

فمقالتي اليوم تشبه فيلم «معالي الوزير» الذي يبدأ في بيت الدكتور رأفت رستم بنقاش عن طريقة اختيار الوزراء، ينتقل بعدها النقاش للحديث عن المحشي، والذي يرى رأفت رستم بأنهم كلهم «ممتازون» مثل «المحشي بتاع ثومة».. يرن بعدها جرس التليفون.. وعلى الطرف الآخر مدير مكتب رئيس الوزراء المشغول بتشكيل الحكومة الجديدة.. ترفع زوجة رأفت رستم التليفون وترد «بلاش بواخة» وتغلق التليفون.. يسألها رأفت رستم: «مين؟!».. ترد: واحد «بايخ» يقول إن رئيس مجلس الوزراء «عايزك».. يرن التليفون مرة أخرى.. «يركض» رأفت رستم ويرفع الخط ويتنفس الصعداء.. ويقول الحمد الله أني «شلته».. الفرصة «ما تجيش مرتين».. وتتواصل أحداث الفيلم إلى أن يذهب رأفت رستم لأداء القسم في الحكومة الجديدة.. وقبل القسم يسأل رئيس الوزراء: «مين ده؟!» فيرد مدير مكتبه: «ده رأفت رستم!»، فيقول: «يا غبي.. أنا مش عاوز رأفت رستم ده، عايز رأفت رستم الثاني.. مش ده!»، فيرد مدير مكتبه: «عايزنا نقول للريس إيه.. عايزه يقول إننا شكّلنا الوزارة بالغلط؟!»

فيجد رأفت رستم نفسه بــ «قدرة قادر» وزيرًا.. وإن كان وزيرًا بالغلط ولكنه وزير.. يخرج من جلسة القسم وهو يردد في نفسه.. أقسم بالله العظيم أن أحترم هذه «الصدفة».. وأن أحترم هذه «الغلطة» التي جعلت مني وزيرًا.. وأن أُحسن استغلالها.. وأن أبذل قصارى جهدي لخدمة هذه «الغلطة» العظيمة.

فكم من وزير هذه الأيام، وزير بــ «الصدفة».. أو وزير بــ «الغلط» من نوع رأفت رستم.. كل مؤهلاته أنه رفع سماعة التليفون بــ «الغلط» ووجد نفسه فجأة صاحب معالي.. وكان وفيًّا لقسمه.. فاحترم «الصدفة» التي جعلت منه وزيرًا وأحسن استغلالها.

نسيت أن أقول إن رأفت رستم أصبح بعد ذلك رئيسًا للوزراء.. وغيّر الكثير من قناعاته.. لكنه لم يغيّر قناعته بطريقة اختيار الوزراء.. ولم يغيّر رأيه فيهم فكلهم «ممتازون».. زي «المحشي بتاع ثومة»!!

 

شعلانيات

< نقرأ هذه الأيام أن أمين الصندوق تم إيقافه لأنه غير «أمين».. وأن رئيس جهاز مكافحة الرذيلة أدين بتهمة ممارسة الرذيلة!!

< صداقات هذه الأيام مثل أسهم البورصة.. الصديق الذي تكسبه في سنوات تخسره في لحظة!!

< اثنان لا يعرفان الزمن ولا يعترفان به.. الفن والمرأة!!