أعرف
صديقاً من المحروسة مصر.. من عائلة معروفة «وابن ذوات ولديه ميول سياسية وكارنيه الحزب»، وأشياء أخرى كثيرة تؤهله لأن يصبح وزيراً. سألته مرة... ما هو أول شيء ستفعله عندما تصبح وزيراً؟!
قال: «سأقيم حفلة كبيرة أدعو لها كل أهلي وأصدقائي من الدرجة الأولى، وجميع معارفي من الدرجة الأولى والأخيرة... وأشكرهم على محبتهم القديمة والجديدة... قبل المنصب وبعد المنصب، وأقدم لهم تذاكر مجانية على ظهر السفينة المشهورة «تايتنك» من حسابي الخاص، على أمل أن يستمتعوا بهذه الرحلة العظيمة، وما «أشوفش لا وجه ولا قفا واحد بعد ذلك»... لأن المنصب الوزاري يتطلب ذلك.. فالوزارة تريد شخصاً لا يعرف أحداً.. ولا يعرفه أحد؛ لأنك في المنصب تكتشف فجأة أنك محبوب الجماهير... وحتى معارفك القدماء يظهرون فجأة... وكل واحد يريد منك أن تعمل معه واجباً.. لذلك أفضل واجب هو أن أقدّم لهم رحلة العمر على ظهر «التايتنك»، وهناك رحلات جوية لمن يريد على طريقة الطائرات التي تذهب ولن تعود... يعني مثل طائرات برج التجارة «دي اللي في أميركا»، فهذا هو الحل الوحيد للتخلص من أهلك ومعارفك؛ حتى لا يطالبوك بعد ذلك بأي خدمات.. «مش كفاية إن الوزير عمره قصير؟ وهمه عايزين يقصّروا في عمرك بطلباتهم اللي ما تخلصش»؟!!
وإذا كان كلام صديقنا «بتاع» التايتنك ينتقل بين الهذر والجد... فالجد والأكيد أن عمر الوزير في الوطن العربي قصير لا يحتاج إلى تقصير... وإذا كان عمره قصيراً في المجمل، حتى في الحكومات الديكتاتورية... فإن عمره في الحكومات الديموقراطية أقصر؛ لأن الحكومات الديموقراطية تستقيل أكثر من غيرها... وأكبر دليل على ذلك أن حكومات الأردن، التي إن طالت في عمرها، لا تزيد على سنة، لدرجة أن الصحافة الأردنية تُسمي الشعب الأردني «معالي الشعب الأردني» من كثرة الوزراء لديهم.
أما لدينا فحدِّث ولا حرج؛ فقد كنت أستمع إلى وزير سابق يتكلم عن عمر الوزير في الكويت، فقال إن السنة 365 يوماً أو 52 أسبوعاً، «شِيل» منها خميس وجمعة... «وشيل» منها يومين في الأسبوع لاجتماعات مجلس الوزراء ومجلس الأمة... «وشيل» العطل الرسمية يتبقى 127 يوماً... «شيل» منها الإجازة السنوية للوزير؛ لأنه يحتاج لإجازة شهراً على الأقل مع العائلة... و«شيل» الاجتماعات واللجان... إذن الصافي شهران فقط من عمر الوزير الذي سينتظر بعد هذين الشهرين أي محطة «يطير منها»؛ لأن عمره الافتراضي هو سنة واحدة فقط قبل الخصم، ويأتي بعده وزير تكون مهمته هي «مسح» السبورة اللي كتب عليها الوزير الذي قبله... ليكتب عليها... ويعد أيامه هو الآخر... تحسباً لوزير جديد يمسح السبورة!!
شعلانيات:
استمتع بالأشياء الصغيرة، فقد يأتي يومٌ تدرك فيه أنها كانت كبيرة!
كلما ساعدت الآخرين على النجاح نجحت!
الحل الأمثل لأي مشكلة هو في أغلب الأحوال الحل الأبسط!!
