كنت أستمع إلى الأميرة فريال ابنة الملك فاروق في لقاء تلفزيوني.
ولم أحتج إلى كثير من الوقت لأقتنع من كلامها بأن التاريخ مزور، وأن أكبر عملية تزوير في التاريخ هي التي يكتبها أولئك الذين يساهمون في صناعة التاريخ المزور.. فالثورة مثلما تأكل أبناءها فهي تزور أبناءها أيضاً، فيصبحون أبطالاً على حساب الآخرين!!
فالآخرون ليسوا دائماً هم الجحيم، فكما أنك لست ملاكاً.. فإن الآخرين ليسوا شياطين، فأنت الشيطان أحياناً.
وإذا كانت الثورة ليست نعيماً على طول الخط فإن الملكية ليست جحيماً على طول الخط، بل الجحيم الحقيقي أن تصبح «فلسفة الثورة»، أن الجمهوريات تصبح ملكيات، والثوار يصبحون ملوكاً، فالملكية أيام الملك فاروق لم تكن ثورية، بينما الثورات بعد ذلك أصبحت ملكية وملكيته لم تكن بهذه السوداوية، فكما أن الآخرين ليسوا بهذا النقاء والبياض، كما يكتبون على أوراق التاريخ البيضاء، فكل تهمته أنه كان يعيش حياة البذخ، وهي تردها على أصحابها، كما تقول الأميرة فريال.. فهل يريدونه أن يقدم لضيوفه المياه في قلة، ويخيرهم بين الفول والطعمية ليصبح وطنياً، وغير باذخ أو مسرف.. ثم هم فعلوا أكثر منه ولم يكونوا ملوكاً.
شخصياً أرى أن تجربة سقوط الملكية في كل الدول الثورية لو عادت إلى الوراء وتركوا الاختيار للناس لفضلوا الملكية الثورية.
فهي مثل ذلك الذي غاب طويلاً عن بلاده وعاد بعد ذلك وذهب لسوق السمك، فسأل بكم كيلو السمك؟
فرد البائع بـ3 جنيهات، فقال ياه! أيام الاستعمار كان «بقرش».
قال البائع.. رجع الاستعمار وخذ السمك ببلاش.
فتجارب الناس تقول رجع الملكية «وخذ الحرية اللي ما توكلش عيش»!!
وبعدين هيه فين الحرية!!
فهي أصبحت مزورة مثل كل التاريخ المزور الذي كتبه الذين يعاقبون الناس على تزوير بطاقة التموين، ولا يعاقبون من يزور التاريخ!!
شعلانيات:
قلوبنا كالساعة يجب أن نملأها من حين لآخر بالحب!
قسوتك على الآخرين تنبع من ضعفك!
أفضل تكريم للفضيلة هو أن نغفلها لا أن نتكلم عنها!
لو خرج المغفلون من هذه الدنيا.. خرج الضحك أيضاً!!
