mena-gmtdmp

وهم الديموقراطية!!

مبارك الشعلان

 

إذا 

كان توريث الأبناء عادة ديموقراطية أصيلة تعكس الثقافة الديموقراطية العربية في أجمل صورها، التي تعمل تحت شعار ديموقراطي أصيل «ما أغلى من الرئيس إلا ابن الرئيس»، فإن الثقافة الديموقراطية الأكثر جمالاً وبهاءً من التجربة العربية هي الديموقراطية الكوبية التي ترسخ «الأخوة» الحقيقية.. 

فلا رئيس إلا «أخو» الرئيس.

فمن «فيدل» إلى «راؤول» هناك استمرار لسياسة الرئيس التي «تعرف» مصلحة الشعب... وترسيخ للحكم الديموقراطي... وخوفاً على الشعب من أن يضيع بين سياسات الرئيس السابق والرئيس اللاحق لابد أن ينتقل الشعب من غرفة إلى غرفة في البيت الكوبي الواحد.. والدليل على ذلك الأنباء التي تناقلتها وكالات الأنباء بأن الكوبيين استقبلوا تنحي الرئيس «فيدل كاسترو» بالحزن الشديد... ليس عليه.... وإنما حزن وخوف من القادم من الأيام. «فيدل» الذي جثم على قلب الشعب 50 عاماً أرحم بكثير من «راؤول».. فـ«فيدل» فكرة جميلة... و«راؤول» واقع أليم... «فيدل» أحلام كبيرة ورفاق طيبون مثل غيفارا... «راؤول» مرحلة تشبع من كل الأوهام ورفاق سوء

 

فيدل شخص قمعي واحد... راؤول مؤسسات كثيرة من القمع.

 

فكانت أقصى أحلام الشعب الكوبي أن يُبقي فيدل كاسترو؛ ليس حباً في فيدل ولكن كرهاً في راؤول، فالذي رآه الشعب من فيدل سيكون «لعب عيال» بالمقارنة مع الذي سيراه من راؤول.. فهو يريد أن يكون وفياً لأخيه وأستاذه بدرجة يتفوق معها على أستاذه.

 

تجربة فيدل كاسترو وراؤول هي تجربة بطعم الألم للتجربة الإنسانية عموماً، وتأكيد راسخ على أن الحياة غير عادلة، فلو كانت الحياة عادلة لما بقي كاسترو 50 عاماً ليورث القمع.. في حين ذهب غيفارا بعيداً في دروب الحياة والموت؛ بحثاً عن الحرية المزعومة.

 

فيدل كاسترو كان يصرخ في بداية عمره «المهم أن تبقى الثورة حية»، ليس مهماً بعد ذلك كم واحداً يموت من أجل أن تحيا الثورة».

 

وصرخ في نهاية حياته «إياكم والإصلاحات»؛ لأنه آمن أن أي إصلاح لحياة الناس هو في واقع الحال «تخريب» للثورة.. راؤول تعلّم الدرس على حساب أخيه في توريث الثورة، فالمهم أن تبقى الثورة حتى لو ذهب الناس إلى الجحيم!!

 

 

شعلانيات:

   في هذه المرحلة الديموقراطية يبدو أن البعض أخذ «وكالة» الديموقراطية كما لو كانت وكالة سيارات، أو وكالة أجهزة كهربائية!

   إذا أردت أن «تجرّب» كيف أن هؤلاء الديموقراطيين ديموقراطيون فحاول أن تختلف معهم؛ لتعرف أن الخلاف في الرأي يفسد للود قضية!

   يكفي أن تحاول «استخدام» الديموقراطية دون الرجوع لـ«وكلاء» الديموقراطية؛ لكي تعرف أنك من أعداء الثورة ومن أعداء الديموقراطية؛ لأنك لم تحصل على ترخيص «ديموقراطي» يسمح لك بمزاولة الديموقراطية، ويجعلك «ديموقراطياً» حسب قانون «وكالة» الديموقراطية!