ما فيك قد يكون من فيك (6)

أحمد العرفج
أحمد العرفج
أحمد العرفج

نكمل هذا الأسبوع الحديث، الذي امتد لخمس حلقات، عن أن الكون قائم على أن ما تفكر فيه وتخاف منه سيتحقق.. من خلال هذه اليوميات :

الأحد: عن أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر الصديق، رضي الله عنهما، أن ابنة الجون لما أُدخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ودنا منها، قالت: أعوذُ بالله منك، فقال لها: (لقد عُذت بعظيم، الحقي بأهلك) ..

يقول العلامة محمد بن صالح العثيمين، رحمه الله: هذه المرأة لم يُقدِّر الله لها ما هو خير، فإنها لو بقيت من زوجات الرسول، صلى الله عليه وسلم، لكانت معه في الجنة، لكن فضل الله يؤتيه من يشاء... فالإنسان قد يحرم الخير - والعياذ بالله - بمقالةٍ يقولها .

الإثنين: وفي قصة مقتل كعب بن الأشرف الذي حالف اليهود، وصار منهم، أنه كان شاعراً يقول القصائد في أذية الله عز وجل، ورسوله عليه الصلاة والسلام، وفي التشبيب في نساء المؤمنين، فلما بلغ أذاه هذا المبلغ، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من لكعب بن الأشرف؟ فإنه قد آذى الله ورسوله)، فانتدب ابن أخت كعب، وهو محمد بن سلمة، رضي الله عنه، لذلك، وقال للرسول: فأذن لي أن أقول شيئاً، كأنه طلب من الرسول عليه الصلاة والسلام أن يقول لكعب كلاماً يُعرض فيه بسبِّ الرسول، صلى الله عليه وسلم، لأجل أن يطمئن كعب، فقال له الرسول عليه الصلاة والسلام: (قل) فجاء محمد رضي الله عنه إلى كعب، وقال له: قد أتيتك أستلفك، فطلب كعب رهانة لذلك السلف، فقال له ابن سلمة، رضي الله عنه: وأي شيءٍ تريد؟ فقال كعب: ارهنوني نساءكم، قال: كيف نرهنك نساءنا وأنت أجمل العرب؟! قال: فارهنوني أبناءكم، قال: كيف نرهنك أبناءنا، هذا عار علينا، ولكنا نرهنك السلاح، فوافق كعب، فجاء ابن سلمة ليلاً ومعه أبو نائلة، وهو أخو كعب من الرضاعة، فنزل إليهم، فقالت له امرأته: أين تخرج هذه الساعة؟ فقال: إنما هو محمد بن سلمة وأخي أبو نائلة، فقالت امرأته: أسمع صوتاً كأنه يقطر دماً، فقال كعب: إنما هو أخي محمد بن سلمة، ورضيعي أبو نائلة، إن الكريم لو دعي إلى طعنة بليل لأجاب، ثم إنه نزل إليهما فطعناه، فقتل .

الثلاثاء: الفنان جورج وسوف غنى عبارة (أطباء الكون ما تشفيني).. والآن الشاعر والمغني أُصيبا بأمراض نادرة.

الأربعاء: اجتمع الكسائي واليزيدي عند الرشيد فحضرت صلاة المغرب، فتقدم الكسائي فصلى فارتج عليه في سورة (الكافرون)، فلما سلم قال اليزيدي قارئ الكوفة يرتج عليه في سورة (الكافرون)، فحضرت صلاة العشاء فتقدم اليزيدي فارتج عليه في سورة الفاتحة فلما سلم قال له: احفظ لسانك أن تقول فتبتلي.. إن البلاء موكل بالمنطق.

الخميس: يقول الشاعر الخبز الأرزي :

إذا ما لسان المرء أكثر هذره ... فذاك لسان بالبلاء موكل

الجمعة: في يوم من الأيام قال شيخنا أبو سفيان العاصي: اعتنِ بكلماتك لأنها ترسم خطة حياتك .

السبت: يقول الشاعر العباسي صالح بن جنّاح :

أقللْ كلامك واستعذ من شره ... إن البلاء ببعضه مقرونُ