البيانات الضخمة واستشراف المستقبل

البيانات الضخمة واستشراف المستقبل
البيانات الضخمة واستشراف المستقبل
البيانات الضخمة واستشراف المستقبل
البيانات الضخمة واستشراف المستقبل
البيانات الضخمة واستشراف المستقبل
5 صور

عندما تشغل تطبيق Netflix على جهازك المحمول أو حاسوبك، ستظهر لك برامج وأفلام لم تشاهدها من قبل، يرشحها لك التطبيق نفسه، وغالباً ما تكون جيدةً فعلاً وملائمة لذوقك، كيف قام بذلك؟

الخدعة تكمن هنا في قراءة سجلك في التطبيق وملاحظة ما تشاهده، وأين تقضي الوقت الأطول من وقتك، هل تتابع الوثائقيات أم الكوميديا؟ وبعد تحليل ومقارنة بنتائج غيرك من المستخدمين الذين يشاهدون البرامج التي تشاهدها وبرامج أخرى، يقرر التطبيق أنّ ذوقكما قد يكون متشابهاً، فيعرض عليك هذه البرامج الأخرى.. طبعاً هذا اختصار وتبسيط كبير، لاستخدام بسيط آخر لما يُعرف بالبيانات الضخمة Big Data.

المصطلح المعقد بسيط جداً، فهو يعبر عن نفسه ببساطة: البيانات الضخمة تعني الكثير والكثير والكثير من البيانات.
 



كل هذه البيانات الضخمة تتخذ السحاب (التخزين السحابي طبعاً وليس السحاب الحقيقي!)، موطناً لها، ولكن عندما تكون بحوزتك كل هذه المعطيات فإنّه لا بدّ أن تكون الخصوصية أمراً يشغل بالك بشكل مستمر، لكن باستخدام المعطيات نستطيع أيضاً أن نوقف الهجمات الإلكترونية ونمنعها، وذلك بدراسة وتحليل عدد مرات تسجيل الدخول في أماكن معينة، وذلك لتنبيه المستخدم بالقيام بالتدخل مباشرةً والقيام بالاحتياطات اللازمة لمنع اختراق بياناته.

بواسطة البيانات الضخمة تستطيع الحكومات تحليل نمط السير، وتتبع أماكن الجريمة واستخدام المرافق العامة، وبذلك تستطيع إعطاء المسؤولين قدرةً أكبر على تحسين الاختيارات بشكلٍ مستمر وتطوير قوانين تلائم المتغيرات بشكل يلائم القرن الجديد.

يوماً ما، وبسبب زيادة كمية المعلومات بشكلٍ كبير، فإننا قد نصل إلى خوارزميات تستخدم وسائل التواصل الاجتماعي في معرفة نتيجة الانتخابات حتى. لكن على الجانب الآخر، مع تزايد كمية البيانات يزداد أيضاً خطر انعدام الخصوصية والخوف من الاختراق بشكلٍ مستمر، وبالتالي معرفة المزيد من المعلومات الخاصة عن الأفراد دون إذنهم، لكن لا بدّ من تطوير حلٍ يمنع ذلك.
باختصار وتبسيط شديد.

كلّ ما يدخل على الشبكة العنكبوتية يتم تحليله، من بيانات وسائل التواصل الاجتماعي، وحتى مشترياتك من أمازون وقائمة الأفلام على IMDB وNetflix، وأعداد الحوادث وأماكن حصولها بشكلٍ مباشر.
 



بعد تحليل هذه البيانات تحاول الحواسيب الخارقة إيجاد أنماط متشابهة فيها، وحسب هذه الأنماط تقوم بتوقع الاختيار التالي أو الاختيارات الأفضل للمستخدم، سواء كان برنامجاً وثائقياً في ليلةٍ هادئة، أو منتوجاً من مواقع التبضع الإلكترونية، أو حتى احتمالية الإصابة بمرض معيّن.

تقدر أبحاث شركة إنتل أن حجم البيانات التي ولّدها البشر منذ بداية التاريخ وحتى عام 2003 ما قدره 5 إكسا بايت، لكن هذا الرقم تضاعف 500 مرة خلال عام 2012 ليصل إلى 2.7 زيتا بايت، ويتوقع أن يتضاعف هذا الرقم أيضاً بمقدار ثلاث مرات خلال عام 2015.

ومصدر تلك البيانات كل من المعلومات المنظمة، والتي تشكل جزءاً ضئيلاً يصل إلى 10% مقارنة بالمعلومات غير المنظمة، والتي تشكل النسبة المتبقية، والمقصود بالمعلومات غير المنظمة هي ما ينتجه البشر، كرسائل البريد الإلكتروني، ومقاطع الفيديو، والتغريدات، ومنشورات فيس بوك، ورسائل الدردشة على الواتساب، والنقرات على المواقع وغيرها.

وعرّف معهد ماكنزي العالمي سنة 2011، البيانات الضخمة بأنها أي مجموعة من البيانات التي هي بحجم يفوق قدرة أدوات قواعد البيانات التقليدية من التقاط، وتخزين، وإدارة وتحليل تلك البيانات. إن ما هو ضخم اليوم، لن يكون كذلك غداً. وما هو ضخم بالنسبة لك، يعد صغيراً جداً لغيرك.
 



ومع مرور الزمن أصبحت البيانات التي ينتجها المستخدمون تنمو بشكل متسارع لعدة أسباب، منها بيانات المشتريات في محال السوبر ماركت والأسواق التجارية وفواتير الشحن والمصارف والصحة والشبكات الاجتماعية. فإنها كلها تسهم في زيادة حجم البيانات المنتجة.

تلك التقنية سيكون لها كلمة السر لاستشراف المستقبل. ذات يوم قامت شركة جوجل بتهنئة أحد موظفيها بحمل ابنته، الغريب في الأمر أن الأب وابنته لم يعرفا بالحمل، وسبيل جوجل نحو تلك الحقيقة كان من خلال الكلمات البحثية التي تقوم البنت بالبحث عنها.

لا تنزعج مع تعرف البرامج النتية على خصوصياتك ما دمت تستخدم وسائل التواصل الاجتماعي والإنترنت في حياتك، هذا ما أظهره محللو البيانات الضخمة؛ لأنها تنقلنا لاستشراف المستقبل ببساطة، وهو ما أظهرته جوجل عندما هنأت أحد موظفيها بحمل ابنته، والذي كان لا يعرف بهذا الحمل إلا بعد هذه التهنئة.