شرطة لندن تستخدم تقنية التعرف على ملامح الوجه لتعقب المشتبه بهم

شرطة لندن ستستعين بكاميرات تقنية التعرف على وجوه المشتبه بهم

بعد زيادة خطر المجرمين والإرهابيين المنتمين لخلايا سرية محلية وأجنبية، تدرس دول عديدة إمكانية استخدامها تقنية التعرف على الوجوه، التي كانت الصين أول من تعتمدها، والآن قررت شرطة لندن استخدامها في عام 2020.


لكن هل ستنجح شرطة لندن بمسعاها برغم العقبات والمعارضات لها بحجة انتهاكها خصوصية الأفراد حيث يتنقلون؟


أفادت إدارة شرطة لندن أوّل من أمس، بأنها ستبدأ في استخدام تقنية التعرف على ملامح الوجه؛ لتعقب المجرمين المشتبه بهم، بينما يتجولون في الشوارع من خلال كاميرات الفيديو، لترفع بذلك درجة المراقبة لمستوى نادراً ما يتبع خارج الصين.


يعد القرار تطوراً رئيسياً في استخدام تقنية أثارت جدلاً عالمياً حول التوازن بين الأمان والخصوصية. وتزعم إدارات الشرطة أنّ التطبيق يوفر وسيلة للقبض على المجرمين، حتى أولئك الذين يتحاشون الكشف عن ملامحهم، لكنّ المنتقدين يقولون إنّ التقنية تعدّ انتهاكا للخصوصية، وإن دقتها غير كاملة، وإنها لم تخضع لمناقشات عامة كافية.


تعتبر بريطانيا في طليعة الدول التي تشهد تلك النقاشات، نظراً لتاريخها الحافل بالهجمات الإرهابية، حيث تلقى مراقبة الشرطة قبولاً أكثر من غيرها من البلدان الغربية الأخرى، باستخدام الدوائر التلفزيونية المغلقة في الشوارع، حسب ما ذكرت صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية.


وتتجاوز التقنية التي ستنشرها لندن العديد من أنظمة التعرف على الوجه المستخدمة في أي مكان آخر، والتي تتطابق مع صورة يجري مطابقتها مع قاعدة بيانات لتحديد هوية الأشخاص، حيث تستخدم الأدوات الجديدة برنامجاً يمكنه على الفور تحديد الأشخاص الموجودين على قائمة مراقبة الشرطة بمجرد تصويرهم بكاميرا فيديو.


وقالت شرطة متروبوليتان في بيان إنّ التكنولوجيا ستساعد على تحديد المشتبه بهم، وإلقاء القبض عليهم بسرعة، وإنّها ستساعد على «التصدي للجريمة الخطرة، بما في ذلك العنف والجريمة التي يستخدم فيها الأسلحة النارية والسكين والاستغلال الجنسي للأطفال، وكذلك توفير الحماية للمستضعفين».


واجهت لندن العديد من الهجمات الإرهابية، حيث شهدت زيادة في معدلات الجريمة في السنوات الأخيرة. ففي نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أطلقت الشرطة النار على رجل كان يحمل قنبلة غير حقيقية على جسر لندن بعد أن طعن شخصين. ووصفت الشرطة الهجوم بأنّه حادث إرهابي.


وفي عام 2017، خلّف هجوم طعن آخر ثمانية قتلى وعشرات الجرحى، لترتفع معدل جرائم الطعن في إنجلترا وويلز إلى مستوى قياسي في الأشهر التسعة الأولى من العام الماضي، وفقاً للإحصاءات الحكومية.


وقال نيك أفغريف، مساعد المفوض في قسم الشرطة، في البيان إنّ «كل يوم، يجري إطلاع ضباط الشرطة لدينا على المشتبه بهم الذين يتعين عليهم البحث عنهم»، مضيفاً أن تقنية التعرف على الوجه المباشر «يحسن فعالية هذا التكتيك». وتابع مضيفاً: «كقوة شرطة حديثة، أعتقد أنّ علينا واجب استخدام التقنيات الحديثة للحفاظ على سلامة الناس في لندن».