حصرياً.. "سيدتي" تلتقي الطلبة السعوديين العائدين من الصين بعد تفشي "كورونا"

الاستعداد لاستقبال الطلبه العائدون من الصين
المبتعث فهد عريشي
الطالب عبدالرحمن بدر الطريمان
صورة جماعية للطلبة العائدون
6 صور

شهدت الصين خلال الأيام الماضية انتشاراً سريعاً وواسعاً لفيروس كورونا الجديد في مختلف مدن البلاد، لينتقل منها إلى دولٍ أخرى، ما أثار الرعب في جميع أنحاء العالم حتى أصبح الحديث عن الفيروس القاتل محور نقاشات الأسر والمجتمع بشكل عام.
وحفاظاً على سلامة طلابها في الصين، قامت السعودية بإعادتهم إلى أرض الوطن على متن طائرة، أرسلتها بشكل خاص إليهم، بالتنسيق مع السلطات الصينية.
"سيدتي" التقت حصرياً الطلبة السعوديين العائدين من الصين، منهم طالبٌ، كان يدرس في ووهان، أولى المدن الصينية التي تفشَّى فيها الفيروس القاتل، ما أجبر السلطات هناك إلى إخضاعها للحجر الصحي المتشدد، واتخاذ تدابير وقائية للحد من تفشي الفيروس فيها.

1111111.jpg


البقاء في المنازل

 


بدايةً، كشف الطالب عبدالرحمن بدر الطريمان لسيدتي، أنه كان موجوداً في مدينة ووهان الصينية حينما بدأ الفيروس ينتشر فيها، وقال: "قامت السلطات الصينية، عندما بدأ كورونا يتفشى، بإغلاق المدينة بالكامل من مواصلات، وقطارات، ومطارات، حتى المطاعم ومحلات السوبر ماركات أغلقت منعاً لانتشار كورونا، لذا اضطررنا إلى البقاء في المنازل ولم نكن نخرج إلا للضرورة".
ووصف الوضع هناك بالقول: "كنا نعيش في قلقٍ وخوفٍ دائمَين خشية الإصابة بالفيروس، وكنا نرتدي الكمامات الواقية عند خروجنا من المنزل للضرورة، كذلك حرصنا على التواصل مع السفارة السعودية في الصين، كما أنشأنا مجموعةً للطلبة في واتسآب حتى نتواصل مع بعضنا، ونطمئن على أحوال الجميع على مدار الساعة".


وثمَّن الطريمان الدور الذي قامت به السفارة السعودية، وتعاونها معهم قائلاً: "سفارتنا اهتمت بوضعنا، وقدمت لنا يد العون والمساعدة، وعملت على إخراجنا من ذلك الوضع المرعب الذي كنا نعيشه في أسرع وقت، خاصةً بعد عزل المدينة عن العالم، وكان السفير السعودي في الصين يتابع أخبارنا أولاً بأول".
وأضاف: "أشكر الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان، حفظهما الله، على تخصيص طائرةٍ لإعادتنا إلى أرض الوطن، وإنقاذنا من ذلك المأزق، والحمد لله، جميع الطلبة الذين كانوا يدرسون في الصين، وصلوا إلى السعودية وهم في صحة وعافية".

 


انتشار مخيف

 

666666.jpg


فيما أوضح المبتعث فهد عريشي، الذي كان يدرس في مدينة تشنجدو بمقاطعة سيشوان، أن كورونا لم يكن متفشياً على نطاق واسع في المدينة التي كان يدرس فيها قبل عودته إلى السعودية بأسبوع واحد، وقال: "تشهد تشنجدو اليوم انتشاراً مخيفاً لفيروس كورونا، وقد حرصت خلال وجودي فيها على التواصل مع أصدقائي في مدينة ووهان بسبب تأزم الوضع عندهم، وفرض إجراءات الطوارئ فيها، حيث كنت أطمئن عليهم بشكل مستمر".
وأضاف "أكثرنا معاناةً حينما كنا في الصين الطلاب السعوديون الذين كانوا يدرسون في مدينة ووهان، لأن الحكومة الصينية أغلقت المدينة بالكامل، وفرضت إجراءات مشددة فيها، وقد حاولت إرسال مواد غذائية إلى أصدقائي من الطلبة السعوديين هناك، وكمامات طبية عبر الشحن الجوي، لكنها لم تصل بسبب إغلاق مطار ووهان".
وعن عودته إلى الصين لإكمال دراسته، قال عريشي: "أجَّلت عودتي إلى الصين لاستكمال دراستي فيها إلى أن يستقر الوضع الصحي هناك، ويتم القضاء على كورونا نهائياً".
وتحدث المبتعث السعودي عن سبب انتشار كورونا بالقول: "من وجهة نظري، يعود سبب انتشار الفيروس في الصين إلى تجاهل الحكومة تحذيرات الأطباء في مدينة ووهان حول وجود فيروس جديد‏، إذ كانت في البداية تحاول حل المشكلة سراً، لكن بعد انتشار كورونا على نطاق واسع، اعترفت الصين أخيراً بخطورة الوضع، وخصَّصت مليارات الدولارات لمكافحته".

 

 

 


يذكر أن السلطات الطبية السعودية، عزلت الطلبة السعوديين العائدين من مدينة ووهان الصينية تحديداً في مقر خاص مجهَّزٍ بأفضل الأجهزة الطبية، مع توفير كل ما يحتاجون إليه من وسائل ترفيه وأطعمة، كما خصَّصت لكل طالب غرفة، يعيش فيها خلال مدة عزله بهدف الاطمئنان على صحتهم جميعاً، وتفادياً لانتشار الفيروس، لا سمح الله.
وكانت السفارة السعودية في الصين قد أجلت المبتعثين السعوديين في مدينة ووهان بعد تفشي فيروس كورونا فيها عبر طائرة خاصة، وتحت إشراف طاقم طبي، وفور وصولهم إلى أرض الوطن، تم عزلهم للاطمئنان على صحتهم.
جاء ذلك إنفاذاً لتوجيهات الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، والأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد، وبإشرافٍ ومتابعة من الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله، وزير الخارجية.