إيطاليا تشهد انخفاضاً في تلوث الهواء تزامناً مع تفشي كورونا

حدة التلوث باللون البرتقالي في 8 مارس
حدة التلوث باللون البرتقالي، في 4 مارس
حدة التلوث باللون البرتقالي، في 24 فبراير
حالات الإصابة بكورونا في بعض الدول
رسوم متحركة ببيانات من أداة خاصة تسمى Tropomi
حدة التلوث باللون البرتقالي، في 14 فبراير
6 صور

كشفت لقطات من القمر الصناعي كوبرنيكوس التابع لوكالة الفضاء الأوروبية، عن انخفاض ملحوظ في تلوث الهواء فوق إيطاليا بعد انتشار الفيروس التاجي، وبحسب موقع «ديلي ميل» شاركت وكالة الفضاء الأوروبية رسوماً متحركة ببيانات من أداة خاصة تسمى Tropomi على القمر الصناعي كوبرنيكوس Copernicus Sentinel-5 التي ترسم آثار الغازات الضارة في الغلاف الجوي، والتي أظهرت تغيراً كبيراً في مستويات التلوث فوق إيطاليا بين يناير ومارس؛ خاصة فوق وادي بو في الشمال.

تُعتبر أداة Tropomi هي الأداة الأكثر دقة لقياس تلوث الهواء من الفضاء؛ حيث ترسم مجموعة من الغازات النزرة مثل ثاني أكسيد النيتروجين والأوزون والفورمالديهايد وثاني أكسيد الكبريت والميثان وأول أكسيد الكربون والهباء الجوي.
تقول وكالة الفضاء الأوروبية إن كل هذه الغازات تؤثر على الهواء الذي نتنفسه، وبالتالي على صحتنا، وقد جاء انخفاض التلوث في إيطاليا بعد إعلان رئيس الوزراء الإيطالي «جوزيبي كونتي» إغلاق البلاد بالكامل، في محاولة للحد من انتشار المرض الفتاك.

أغلقت إيطاليا المدارس والمطاعم والحانات والمتاحف وغيرها من الأماكن - بالإضافة إلى التجمعات الكبيرة المحدودة - والتي أدت جميعها إلى تقليل عدد الأنشطة الملوثة.

كما أغلقت حكومة البلاد الكثير من نشاطها الصناعي، وفرضت قيوداً على السفر بالطائرات والسيارات للحد من انتشار الفيروس القاتل.

من جهته، قال «كلاوس زينر» من وكالة الفضاء الأوروبية، مدير مهمة القمر الصناعي كوبرنيكوس Copernicus Sentinel-5: «إن انخفاض انبعاثات ثاني أكسيد النيتروجين فوق وادي بو في شمال إيطاليا، واضح بشكل خاص.

«على الرغم من أنه قد تكون هناك اختلافات طفيفة في البيانات بسبب الغطاء السحابي وتغير الطقس، إلا أننا واثقون جداً من أن انخفاض الانبعاثات الذي يمكننا رؤيته يتزامن مع الإغلاق في إيطاليا؛ مما يتسبب في انخفاض حركة المرور والأنشطة الصناعية».

وقد لاحظ الباحث في وكالة ناسا، تغييرات مماثلة في مستويات التلوث عند دراسة بيانات أخرى من كوبرنيكوس.

قال: «فى شهر واحد، هناك انخفاض واضح فى مستويات NO2 (علامة تلوث) في شمال إيطاليا وفقاً لمستشعر الأقمار الصناعية، بالإضافة إلى انخفاض في الجسيمات الدقيقة (PM2. 5) لشهر فبراير مقارنة بالسنوات الثلاث السابقة بين 20 و30 فى المائة».

PM2. 5 هو واحد من أهم ملوثات الهواء فيما يتعلق بالتأثيرات الصحية؛ وفقاً لمنظمة الصحة العالمية.

أما ثاني أكسيد النيتروجين فهو غاز ضار يتم إطلاقه أثناء احتراق الوقود، وينبعث من السيارات ومحطات الطاقة والمنشآت الصناعية، ويتشكل عندما يتم حرق الوقود الأحفوري مثل الفحم أو الغاز أو الديزل عند درجات حرارة عالية، ويمكن أن يسبب مجموعة من الآثار الضارة على الرئتين، بما في ذلك زيادة التهاب الشعب الهوائية وزيادة خطر الإصابة بنوبات الربو».

وقال «فاي ليو» باحث جودة الهواء في مركز جودارد لرحلات الفضاء التابع لوكالة ناسا: «هذه هي المرة الأولى التي أرى فيها مثل هذا الانخفاض الكبير في هذه المساحة الواسعة لحدث معين».


وقالت الوكالة: «بالنظر إلى الأهمية المتزايدة والحاجة إلى المراقبة المستمرة لجودة الهواء، ستقوم بعثتا كوبرنيكوس سنتينل -4 وسنتنل -5 القادمة برصد الغازات النزرة والهباء الجوي».

«ستوفر هذه البعثات معلومات حول جودة الهواء والأوزون الستراتوسفيرى والإشعاع الشمسي، بالإضافة إلى مراقبة المناخ».

كما كشف نفس القمر الصناعي التابع لوكالة الفضاء الأوروبية عن انخفاض تلوث الهواء فوق الصين مع ذرات جزيئات صغيرة في أعقاب فيروس كورونا.