الصين تخترع كمامات شفافة لضعاف السمع

«لينج زنكسو» ترتدي الكمامة الشفافة

رغم الأزمات التي تواجهها الصين وسط تفشي فيروس كورونا، إلا أن اختراعاتها لم تتوقف. فقد أصدرت الصين مؤخراً اختراعاً لضعاف السمع بابتكار كمامة شفافة، تُسهل عليهم التواصل بدون خلعها. وبحسب موقع «xinhuanet» تم كشف النقاب عن ذلك بالكمامة الشفافة قبل ساعة ونصف من الافتتاح الرسمي لمؤتمر صحفي حول الوقاية من تفشي الفيروس التاجي والسيطرة عليه في بكين.

كانت «لينج زنكسو»، مترجمة لغة الإشارة ومخترعة الكمامة الشفافة، أول من وصل إلى الموقع حيث بدأت على الفور في عرض الكمامة وكيفية استخدامها بعد أن ارتدت قناعاً شفافاً على وجهها.

قالت «لينج» عن اختراعها: كان دائماً يتم دعوة مترجمي لغة الإشارة إلى المؤتمرات الصحفية في المدن الصينية الكبرى لخدمة الأشخاص الذين يعانون من ضعف السمع، لكن الأقنعة كانت عقبة كبيرة أمام نقل المعلومات، فكانت هذه هي مصدر إلهامي بالاختراع. فقلت لنفسي سيكون لطيفاً لو كان القناع شفافاً».


حاولت «لينج» أن تصمم قناعها بنفسها. فقامت بتفريغ الجزء المركزي من القناع واستبدل غطاء بلاستيكي به. ثم قامت بعد ذلك بتطبيق رذاذ مضاد للضباب قبل تعقيمه.

وقالت: «لقد أجريت الكثير من البحث على الإنترنت، وهذا هو الجيل الثالث من الأقنعة الشفافة، ما زلت أعمل على واحد أفضل يمكن أن يسمح لنا بالتنفس بشكل أسهل».

على مدار الشهر الماضي، أكمل فريق «لينج» أكثر من 30 ترجمة مباشرة، وهي مهمة مرهقة ولكن لم يشكُ أحد على الإطلاق. «لدينا هدف واحد فقط، وهو طمأنة أصدقائنا الذين يعانون من ضعف السمع بمعلومات دقيقة وموثوقة».

في المعركة ضد الوباء، تسعى الصين جاهدة لضمان صحة ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث يعمل المزيد من مترجمي لغة الإشارة كمتحدثين رسميين في جميع أنحاء البلاد لمساعدة المجموعة الخاصة في الحصول على معلومات مباشرة.

وفقاً للممارسات الدولية، عادةً ما يظهر البث المباشر لتفسير لغة الإشارة في الإطار نفسه مثل المتحدث الرئيسي. ولكن تم تكبير صورهم، وأخذت أكثر من ثلث الشاشة بأكملها في المؤتمرات الصحفية الأخيرة في شنجهاي لتقديم خدمة أفضل للمشاهدين ذوي الاحتياجات الخاصة.


قال طالب ضعيف السمع يُدعى «ني»: يمكننا أن نرى شفاه المترجم أكثر وضوحاً، إنه تغيير عظيم». وقال «سونج جيونج مينج»، نائب مدير مجموعة شنجهاي ميديا: «ليس الأمر صعباً من الناحية الفنية، ولكنه طريقة لإظهار الاحترام لجميع المشاهدين».

يوجد في الصين أكثر من 85 مليون شخص من ذوي الاحتياجات الخاصة. في شنجهاي وحدها، كان هناك 578 ألف معاقٍ من بينهم 76 ألف ضعاف سمع بنهاية عام 2019.

نفذت الحكومات على جميع المستويات في جميع أنحاء البلاد سياسات داعمة لمساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة أثناء تفشي المرض.


تقدم بكين الأدوية والاستشارات العقلية وخدمة التوصيل للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، بينما يستخدم اتحاد شنجهاي لذوي الاحتياجات الخاصة لغة الإشارة لتسجيل مقاطع الفيديو لتذكير الناس بأهمية التطهير وارتداء الأقنعة والبقاء في المنزل. يتم الترويج لمقاطع الفيديو من خلال WeChat والرسائل النصية.


كما يقوم الأشخاص ذوو الاحتياجات الخاصة أيضاً بدورهم للمساهمة في مكافحة الفيروسات.


«وانج جيو شيانج»، وهي قروية لديها إعاقة جسدية من ضواحي بكين، ظلت حذرة عند مدخل القرية لأكثر من شهر. تعمل الفتاة البالغة من العمر 50 عاماً أيضاً بدوام جزئي في لجنة القرية لبث معرفة الوقاية من الأوبئة والسيطرة عليها باستخدام مكبرات الصوت.


قالت «وانج» في بث: «من أجل صحة الجميع، يرجى عدم الخروج والتجمع والاتصال بنا إذا أصبت بالحمى أو السعال أو التعب أو أعراض أخرى».


هناك أيضاً أشخاص آخرون معاقون تطوعوا لنقل وتوصيل الإمدادات، والعمل في المجتمعات المحلية لخدمة السكان أثناء الوباء.