أسماء سنوات مميزة شهدتها السعودية.. هذه قصة تسميتها

2 صور

تزامناً مع انتشار فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19" في جميع أنحاء العالم، وما يرافقه من أقاويل وأحداث حزينة، يستذكر السعوديون أحداثاً استثنائية، مرت في تاريخ بلادهم، وظلت محفورةً في ذاكرتهم، يتوارثونها جيلاً بعد آخر، أحداثاً مهمة لا يمكن إهمالها، أو نسيانها على الإطلاق.

ويرجع ذلك إلى أن الناس قديماً، كانت تعتمد على ذاكرتها في توثيق الأحداث، كما أن اهتمامهم في تلك الفترات كان مُركَّزاً على كسب قوت يومهم أكثر من تعلم القراءة والكتابة، لذا كانوا يلجؤون إلى أسهل طريقة لتذكُّر تلك السنوات بإطلاق أسماء عليها، وبهذه الطريقة البسيطة، اكتسبت "أشهر السنوات السعودية" أسماءها، ومن أبرزها:

 



سنة السّبَلَة



نسبة إلى معركة السبلة التي حدثت عام 1347هـ، بين مملكة الحجاز ونجد بقيادة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، وقوات الإخوان بقيادة فيصل الدويش وسلطان الدين بن بجاد بن حميد في روضة السبلة، وانتهت بانتصار الملك عبدالعزيز.
والإخوان هم من البدو الذين تركوا حياة البادية، واستقروا في الهجر، ووقعت هذه الحرب لرغبة الملك عبدالعزيز تحقيق إصلاحات، تعمل على حداثة البلاد، فيما كان الإخوان يعارضون ذلك، واستمروا في غزو القبائل العراقية، فكانت الحرب الخيار الوحيد أمام الملك عبدالعزيز.


سنة الدّبْدَبَة


على الرغم من انتصار الملك عبدالعزيز على قوات الإخوان في معركة السبلة، إلا أن تلك الحرب لم تقطع دابر الفتنة، واستمر نشاط الإخوان في الحدود المتاخمة للأراضي السعودية، فزحف إليهم الملك عبدالعزيز بجيش جرَّار سنة 1348هـ، ووصل إلى الحدود الشمالية مخترقاً الدهناء والصمان للقضاء عليهم، وقد سُمِّيت هذه السنة بسنة الدبدبة نسبة إلى غزوة، أو مغزى الدبدبة، كما أُطلق عليها نسبة إلى الموقع الجغرافي الذي حصلت فيه تلك الأحداث.


سنة الجُوعْ

6511336-15559330_0.jpg


وتُعرف أيضاً بـ "سنة السلاق"، وتحديداً سنة 1327هـ، حيث عمَّ الجوع جميع مناطق نجد، وارتفعت الأسعار، وقلَّت المؤن، ما أدى إلى وفاة كثيرٍ من الناس، أغلبهم من الأطفال، حتى اضطروا إلى تناول الأعشاب الجافة والجلود والعظام ونوى التمر والخوخ، والنعال، والأحذية المصنوعة من الجلد وغيرها من المخلفات الجافة بعد طبخها، كما أن الأطفال كانوا يبحثون في الشوارع عن نوى التمر ليقوموا بامتصاصها تخفيفاً لجوعهم الشديد.


سنة الرّحْمَة


وتُعرف كذلك بـ "سنة السخونة" في 1337هـ، وفيها انتشر وباء في نجد، يُقال إنه الكوليرا، أدى إلى إصابة الناس بارتفاع شديد في درجة الحرارة، وتوفي عدد كبير منهم نتيجة عدم وجود علاجٍ.
وسُمِّيت هذه السنة بالرحمة، لأن الناس كانوا يترَّحمون على موتاهم، ويتفاءلون برحمة الله.


سنة الجدري


وفيها انتشر مرض الجدري في السعودية، واستمر سنوات، لكنَّ أكثرها ذكراً كانت سنة 1358هـ، فبسبب انتشار المرض على صعيد واسع، وعدم وجود علاج له، توفي عدد كبير من المصابين، ومنهم مَن فقدَ البصر على إثره.


سنة الدبا والجراد


أُطلِق على سنوات مختلفة اسم "سنة الدبا أو الجراد"، أو سنة الجردان أو الجرادان، فقد شهدت سنوات عدة غزو أسراب الجراد، منها سنتا 1307هـ و1325هـ، أما غزو الجراد الأكبر فكان سنة 1349هـ، حيث غزت أسراب الجراد منطقة القصيم خلال فصل الربيع، ومن أبرز السنوات كذلك 1364هـ، حيث فتك الجراد فيها بمعظم المحاصيل وتلوثت المياه ببيضه.


سنة الحصبة


أصيب الأطفال في أعوامهم الأولى خلال سنة 1330هـ بداء الحصبة، وانتشر بينهم في تلك الفترة، حيث لم يكن هناك تطعيمات بعد ضده.


سنة الثلج

6536121-1866156873.jpg


سنة 1392هـ، استيقظ سكان الرياض، العاصمة السعودية، على تساقط الثلوج بعد أمطار هطلت لمدة ثلاثة أيام متواصلة، وتزامن ذلك مع ضباب كثيف، حدَّ من مستوى الرؤية، وبلغ مستوى سماكة الثلوج المتراكمة في الدرعية 20 سم، وأغلقت المدارس على إثرها.


سنة الجرب


انتشر الجرب في مختلف المناطق، خاصة في نجد سنة 1340هـ، ولم يكن هناك علاج أو تطعيم متوفر آنذاك، فتوفي عدد كبير من الناس.


سنة الغبار


هبت الرياح محمَّلة بالغبار على مناطق عدة من السعودية، خاصةً منطقة حائل، سنة 1361هـ، وكان لونه أحمرَ، حتى إنه حجب الشمس طوال أيام.


سنة الهدام


وتُعرف كذلك بـ "سنة الغرفة وطوفان نجد الكبير" في 1376هـ، حيث أغرقت الأمطار المنطقة، واستمر هطولها 58 يوماً، ما أدى إلى فيضان الأودية، ومحاصرة السيول البيوت الطينية، فهرب الناس من البيوت والقرى وتوجهوا إلى الأماكن المرتفعة.


سنة الكسوف


سُمِّيت بـ "سنة الظلمة" أيضاً في 1371هـ، حيث حدث كسوف تام في كافة أنحاء السعودية وعمَّ الظلام فيها.


سنة الشهاقة


أصيب عدد كبير من الأطفال سنة 1360هـ بمرض في الجهاز التنفسي، سمِّي بالشهاقة، لخروج أصوات من المريض تشبه الشهيق، مع سعال شديد، وسمِّيت أيضاً بـ "سنة جبّار" تفاؤلاً بالخير الذي عم فيها عكس ما سبقها من السنوات، ففي هذه السنة نما زرع كثير على الرغم من قلة الأمطار.


سنة جهيمان


وهي السنة التي دخل فيها جهيمان المسجد الحرام عند صلاة الفجر في 1 محرم 1400هـ، وقدم صهره محمد بن عبدالله القحطاني على أنه المهدي المنتظر، وطلب من جموع الناس مبايعته، فبقي الجميع محاصراً طوال أيام حتى تمكَّنت قوات الأمن من اقتحام المسجد، وتحرير الناس، والقبض على جهيمان وجماعته المكوَّنة من 61 شخصاً، وقد حُكِّم عليهم بالإعدام.