سهوب بغدادي: العمل التطوعي وجه من أوجه القوى الناعمة

2 صور

في يوم مدرسي جميل اعتادت إحدى الطالبات على أكل ما لذّ وطاب من الأكلات المتوافرة في مقصف المدرسة. وكان جل تفكيرها في وجبتها القادمة، هل آكل «مناقيش»؟ جبنة أم زعتر؟ حسنًا سأختار البيتزا. انتهت الطالبة من الأكل، ورن جرس انتهاء الفسحة؛ فهرعت إلى الدَّرَج المؤدي إلى صفها، وحاولت رمي كيس البيتزا الفارغ في سلة المهملات برمية خاطفة إلا أنها لم تستطع إحراز الهدف؛ فأكملت طريقها.

في تلك اللحظة سمعت دوي صوت معلمة من جنسية عربية، فقالت وهي مصدومة: «ألا تحبين وطنك؟». فقالت الطالبة: «نعم». قالت المعلمة: «مَن يحب وطنه يهتم بنظافته، ولا يجعله متسخًا». وقفت الطالبة ما يقارب الدقيقة لتتفكر فيما قالت، فكانت أول فكرة تجول في خاطرها «أيش دَخْل الكيس في حب الوطن؟!»، ومن ثم انتبهت ذات السنوات الثماني إلى المغزى؛ فابتسمت، وابتسمت المعلمة لها.


"كورونا" وتفعيل القوة الناعمة

سهوب البغدادي


من هذه القصة الطفولية كبرت لأعلم أن وطني يستحق أفضل ما لدي. بالتأكيد تستطيع أن تحب وطنك بجميع الأشكال، فأحببت وطني، وأحبني على الرغم من أخطائي، وأطمح دومًا إلى المزيد في حبه. فيما يستطيع الفرد حب وطنه بتحسين المواطن المنوطة بالتحسين المستمر في مجالات عدة كالحفاظ على البيئة والرفق بالحيوان عن طريق تفعيل المبادرات المعنية بهذا النطاق. أيضا بأن نكون صوت من لا صوت له، كائن من كان فلا نعلم أي عمل يدخلنا جات النعيم.


فيما تعد المواطنة الواعية وخاصة في هذه الفترة الحالية في ظل الأزمة الصحية بانتشار فيروس كورونا - حمانا الله وإياكم - من أهم الأمور بغية دعم خطط وزارة الصحة والكيانات المعنية بتطويق الوباء، على سبيل المثال بالابتعاد عن التجمعات والخروج من المنزل بلا حاجة ملحة وهكذا.

على صعيد آخر، أرى أن تفعيل القوى الناعمة أحد أهم السبل لعكس صورة نمطية إيجابية عن وطننا وديننا الإسلامي السمح سواء كان بالرفق أو الوعي والتصرف الإيجابي في النواحي الآنف ذكرها أم عن طريق المعاملة الحسنة والالتزام بالقوانين فكل منا يستطيع تقديم شيء لوطنه ودينه وإن كان بسيطاً.

 

من هي سهوب بغدادي؟

 

سهوب بغدادي


- مستشارة إعلامية وسياسية، كاتبة صحافية بصحيفة الجزيرة السعودية.
- أول قائدة سعودية في الكونجرس الأمريكي الإسلامي لحوارات الأديان.


- حاصلة على ماجستير لغويات إنجليزي من جامعة وين ستيت الولايات المتحدة، وبكالوريوس لغات وترجمة لغة فرنسية.
- متطوعة في مجالات عدة، منها: حقوق الإنسان، والرفق وإنقاذ الحيوانات الضالة، والحفاظ على البيئة.


■ قالوا عنها:

 

سهوب البغدادي


• «سهوب بغدادي، لمست فيها نباهة اللغة ورؤيا الإنسانية، انطلقت أبحث عنها عبر مقالاتها في صحيفة الجزيرة، فظفرتُ حينها بإنسانة تحمل في بشاشة روحها وعي الحياة وحياة الوعي معاً، وكلما اقتربت من حضورها المعرفي؛ تعرّفت على الإنسان فيك».
(إبراهيم الوافي، شاعر وأديب، وكاتب صحافي)

• «سهوب شخصية يصعب الحديث عنها، أكرمها الله بحسن الخلق، هي أم حنون، وقدوة في العطاء، داعمة لكل خير وفكر بناء، ولا أنسى دعمها المتواصل، قولاً وعملاً، فقد كانت الأخت والمستشارة والداعمة لي في مبادرتي، وكل الأعمال التطوعية التي قدمتها للمجتمع».
(خلود خالد، أخصائية الاجتماعية، ومؤسس مبادرة لا للاعتداء)

• «سهوب شخصية ذات تنوع فكري وثقافي وتعليمي، يتميز بحضور لافت في المحافل والمنتديات، كما أنها ناشطة في مجالات عدة على المستوى المحلي والعالمي».
(د. سليمان العيدي، إعلامي، وعضو هيئة تدريس)