الاختلافات الفسيولوجية وتأثيرها على العلاقة الحميمة

معرفة الاختلافات الفسيولوجية في العلاقة الحميمة بين الرجال والنساء أمر مهم ويساعد على تحقيق التوافق والتناغم الجنسي، الذي يساعد بدوره على التوازن والاستقرار في العلاقة الزوجية، ويخفف نسبة معدلات الطلاق المرتفعة بسبب عدم التوافق الجنسي، الذي كثيراً ما يحدث نتيجة التفسير والاعتقاد الخاطئ من أحد الزوجين تجاه الاخر، الأمر الذي يسبب الكثير من المشكلات الزوجية، وأيضاً قد يكون السبب وراء حدوث علاقات محرمة ومرفوضة اجتماعياً رغبة في الحصول على الرضا الجنسي، الذي يمكن تحقيقه داخل مؤسسة الزواج، إذا ما تعاون الطرفان على إيجاد حلول للمشكلات المتعلقة بالأداء الجنسي وهو أمر يعتقد الكثير من الأشخاص بأنه من الأمور المحظور مناقشتها حتى مع المختصين في هذا المجال الحساس.

الحالة:
الرسالة التالية وصلتني من ليلى.ج. تقول: أرجو أن تساعدوني وبأسرع وقت للوصول إلى حل، واتخاذ القرار الصائب؛ فزواجي على حافة الانهيار، وأفكر فعلياً في الطلاق، فأنا إنسانة لا أستطيع أن أكمل بقية حياتي مع شخص أناني، لا يهمه إلا تلبية حاجاته الخاصة، وعدم إشباعي عاطفياً؛ حتى أصبحت أشعر بأنه لا يحبني، ويمكن أنه تزوجني لمصلحة، أو أن لديه علاقات خفية، وأصبحت أخشى على نفسي ممن حولي، فأنا أعيش وأعمل في مدينة غير عربية، وتزوجت منذ أقل من عام، من شخص من نفس بلدي الأم، وبعد علاقة حب استمرت لأكثر من عامين، كنت أشعر فيهما بمنتهى السعادة، ولكن تغير الأمر بعد الزواج؛ خاصة في أثناء العلاقة الحميمة؛ فزوجي أصبح قليل الكلام، ويندر أن يلاطفني؛ بل يقوم مباشرة بممارسة الجماع من دون مقدمات، ثم يستغرق في نوم عميق، وكلما ناقشته بالأمر؛ يقول إنه متعب ومهموم بمشاكل الغربة والعمل، تحملته في البداية، ولكني لم أعد أقدر على أن أتحمل؛ خاصة وأنا شابة صغيرة في مجتمع؛ كل شيء فيه متاح، ولكني إنسانة محافظة، وأتمنى أن أكمل حياتي معه، وأن يكون لنا أسرة وأطفال، هل يوجد حل؟ وهل شكوكي في محلها؟ ماذا أفعل؟ شكراً لمساعدتكم.

الإجابة:
السيدة ليلى.ج. يبدو أن المشكلة الكبرى تكمن في عدم المعرفة بالاختلافات الفسيولوجية المتعلقة بالجماع، وبخاصة عدم وجود إشباع أو رضا في جانب التهيئة فيما قبل الجماع، وهو من الأمور التي تعتبر مهمة للكثير من النساء، في حين يهتم معظم الرجال بالجانب الحركي أكثر، ومن هنا نشأت المشكلة في عدم حصولك على الدرجة المطلوبة من الراحة الجنسية، والذي بدأ يخلق نوعاً من الشك في سلوك الزوج، وهنا أريد أن أوضح بعض هذه الاختلافات الفسيولوجية بين الرجل والمرأة؛ خاصة مدى تأثير الضغوط الخارجية على القدرة على الأداء الجنسي، واختلافها بين الرجال والنساء:

1- تتأثر قدرة الرجل على الانتصاب سلباً بزيادة معدل القلق والتوتر لديه، مما يجعل الرغبة في ممارسة العلاقة الحميمة تختلف، وأيضاً القدرة على الانتصاب قد تتأثر، على عكس المرأة التي تستطيع ببعض الإثارة والمداعبة أن تكون مهيأة من متابعة العلاقة الحميمة، ومن الأمور التي تؤثر سلباً على قدرة المرأة على التفاعل الحميم أثناء العلاقة؛ وجود علامات للشك في سلوك الزوج، أما الرغبة الجنسية؛ فعادة ما تتأثر عند المرأة بوجود علامات الاكتئاب وغيرها من الاضطرابات الجسدية والنفسية.

2- مرحلة المداعبة والتهيئة تعتبر مرحلة مهمة للزوجين، وهي عادة مختلفة في طول الفترة، ومن المعروف أن الرجل يحتاج لفترة أقل من المرأة للوصول لهذه التهيئة؛ خاصة الرجال الذين يعانون من مشكلة القذف المبكر، أما النساء اللاتي يعانين من بطء الاستثارة؛ فيجب أن تكون هذه المرحلة أطول.

3- بعد حدوث القذف؛ يحتاج الرجل إلى مرحلة الكمون أو الاسترخاء التام، وهي مرحلة لا يستطيع الرجل الحصول على انتصاب ثان إلا بعد فترة، تختلف بحسب العمر والحالة الجسدية عند الرجل، وتتراوح هذه الفترة من عدة دقائق إلى أيام، وأحياناً أسابيع، ومن المعروف أن معدل الجماع الطبيعي للمتزوجين بعد السنة الأولى؛ عادة ما يكون 2-3 مرات أسبوعياً، وتقل مع تقدم العمر، أما المرأة؛ فهي قادرة على الشعور بالإثارة الجنسية مرة ثانية، وقد تتكرر عدة مرات في فترة الجماع الواحدة، بحيث لا تحتاج إلى أي فترة كمون، هذه المرحلة إذا لم تكن واضحة للزوجين؛ قد تسبب الكثير من الخلافات التي تهدد مستقبل علاقة الزواج؛ خاصة وأن بعض الزوجات يعتقدن أن الرجل يتعمد النوم وعدم الاهتمام، أو قد يعتقد الزوج أن المرأة متطلبة وتحتاج لأكثر مما يقدمه لها، لذلك من المهم أن يفهم الزوجان هذه الاختلافات الفسيولوجية؛ حتى تخف حدة الخلافات الزوجية.

4- هنا أوجه رسالة للرجال: المرأة تحتاج في هذه المرحلة من العلاقة الحميمة إلى أن تحتضنها وإلى التقارب الجسدي، حتى ولو أردت أن تخلد للنوم، وهو أمر يزيد من التناغم الجنسي بينكما.

نصيحة
الفروقات الجنسية بين الزوجين، أمر يحتاج إلى توضيح للطرفين؛ خاصة مع غياب الثقافة الجنسية، والتهيئة الحقيقية للمقبلين على الزواج، وأعتقد من المهم التفكير فعلياً في تطبيق مثل هذه البرامج للمقبلين على الزواج؛ للحد من ارتفاع معدلات الطلاق المخيفة في المجتمعات العربية، والخليجية بصفة خاصة.