في السعودية.. سيدات أعمال لـ "سيدتي": سنستثمر في هذه المشروعات بعد كورونا

طرفة المطيري
أزهار جميل
الدكتورة عائشة نتو
تهاني خياط
6 صور

تسبَّبت أزمة فيروس كورونا المستجد في توقف عالم المال والأعمال في معظم دول العالم، حيث أُغلِقَت عديدٌ من القطاعات الاستثمارية بشكل كامل تفادياً لانتشار "كوفيد 19" بين عمالها، مع الإبقاء قدر الإمكان على الأنشطة الحيوية، مثل قطاع الأغذية، والقطاع الصحي، وقطاع النقل والتجارة الإلكترونية، وغيرها من الأنشطة المهمة لاستمرار الحياة.
وعلى الرغم من شدة الأزمة، وتوقف كثيرٍ من الأنشطة بسبب كورونا، إلا أن مجالات معينة حافظت على نسقها الإنتاجي، وتعزَّز العمل، وتضاعف الاستثمار في قطاعات أخرى، بحسب سيدات أعمالٍ سعوديات، كشفن النقاب عن هذه الأنشطة، وأكدن لـ "سيدتي" أنهن سيستثمرن فيها مستقبلاً مثل الكمامات وملابس الوقاية الطبية.


القطاعات التقنية

أوضحت سيدة الأعمال تهاني أحمد خياط، مالك مؤسسة تهاني خياط التجارية ومالك فروع محلات "لقيمات زولابي" في "الرد سي" و"السلام مول" والموزع المعتمد لمنتجات "آيسكريم باسكن روبنز"، أن فيروس كورونا أثَّر على الاقتصاد في العالم كله، لذا سيدوِّن التاريخ هذا العام في سجلاته، وستتذكَّره الناس طويلاً، مبررةً ذلك بالقول: "فرض فيروس كورونا وقائع وفرضيات جديدة على جميع المستثمرين، سواءً كانت إيجابية، أم سلبية، وقسَّمت هذه الأزمة العالمية المستثمرين إلى ثلاث فئات، الأولى أثبتت بأنها غير مستعدةٍ تماماً لمواجهة الأزمة، إذ لم تستطع أن تواكب التغيرات الحاصلة، ما أدى إلى وقوفها موقف المتفرج الذي يتابع ما يحدث فقط، كما تسبَّب عدم إدراكها عاملَ الوقت إلى توقف استثماراتها، أما الفئة الثانية، فأثبتت بأنها على استعدادٍ تام لمواجهة المتغيرات الطارئة، والأزمات عبر وضع الخطط البديلة، وتطوير استثماراتها ومنتجاتها مجاراةً للوضع الراهن، والصمود بوضع استراتيجياتٍ جديدة لإكمال مشوارها الاستثماري، وهناك فئة ثالثة، ستبدأ استثمارات جديدة كلياً، وتستفيد من الفرص المتاحة في القطاعات التي فرضت نفسها بقوة بعد انتهاء الأزمة، ومن هذه القطاعات القطاعُ التقني، الذي ستعتمد عليه جميع القطاعات الأخرى بنسبة كبيرة لإنجاز مهامها، سواءً قطاع الأعمال، أو القطاع الصحي، أو القطاع التعليمي، وغيرها من القطاعات". كاشفةً أن الموازنة بين الإيرادات والمصروفات في زمن الأزمات الملاذ الأول والقوة الحقيقية للمستثمرين.


الكمامات

trfh.png


وبيَّنت سيدة الأعمال طرفة بنت عبدالرحمن المطيري، المؤسِّس والرئيس التنفيذي لشركة سندس المتقدمة للصناعات الدفاعية والتجهيزات العسكرية، أن المصانع السعودية، بعد أزمة كورونا، ليست عازمةً فقط على الإنتاج وتطوير منتجها الوطني، بل وعلى الإبداع فيه أيضاً، واضعةً ذلك في المقام الأول وفي مقدمة أولوياتها.
وحول نشاط شركتها الخاصة بالمستلزمات الطبية في ظل هذه الأزمة، قالت: "بعد انتشار فيروس كورونا في معظم دول العالم، رأينا ضرورة التركيز على إنتاج الكمامات، وملابس الوقاية الطبية وفقاً لأعلى المواصفات الفنية، وحقاً، قام المصنع بإنتاج الكمامات الخاصة بالجنود، وتزويد أبطالنا في الحد الجنوبي بها، وتتميز هذه الكمامات بانسجامها مع الزي المموَّه للجنود". مضيفةً "هذا المنتج جاء بالتشارك مع مصنعٍ سعودي للمواد الخام في جدة حتى تكون منتجات الوقاية سعودية ١٠٠%، بدءاً من المادة الأولية وحتى الوصول إلى المنتج النهائي، خاصةً مع توفر المواد الأولية محلياً، وإن شاء الله ستكون هناك فرصةٌ للمصانع السعودية لتصدير منتجاتها مستقبلاً".


البيع أون لاين

ysh.jpg


في حين، أكدت الدكتورة عائشة نتو، سيدة الأعمال، أن التاريخ يسجل مرحلةً فاصلة وفارقة في ظل جائحة كورونا التي اجتاحت العالم كله، وقلبته رأساً على عقب، ووضعت قوانين جديدة، وأبدلت كافة الموازين المعمول بها سابقاً قبل انتشار الفيروس، واستناداً إلى ذلك، قالت: "يمكن مما تقدَّم تقسيم التاريخ إلى حقبتين، الحقبة الأولى حقبة ما قبل كورونا، والثانية حقبة ما بعد كورونا، وخلال هذه المرحلة، ستجد سيدات الأعمال فرصاً جديدة للاستثمار، خاصةً في العمل عن بُعد، مثل الأعمال المكتبية، والبيع أون لاين، والنشاطات الاستثمارية التي يمكن أداؤها عن بُعد، لاسيما تلك التي تناسب النساء، أما في زمن ما بعد كورونا، فستظهر مجالات استثمارٍ جديدة، خاصةً تلك التي تتعلق بالتقنية، وستتاح فيها فرصٌ استثمارية مبتكرة".


الاستثمار في المطاعم

أما أزهار جميل ظفر، سيدة الأعمال، فأوضحت أن كافة الأعمال والنشاطات توقفت بعد انتشار فيروس كورونا، ما عدا المشروعات المتعلقة بالطعام، في مقدمتها المطاعم ذات السمعة الطيبة التي يثق زبائنها فيها كثيراً، وعن ذلك قالت: "على الرغم من توقف كثيرٍ من الأنشطة، إلا أن المطاعم الكبرى بقيت تعمل مستفيدةً من السماح لها بتوصيل منتجاتها إلى زبائنها حتى في أوقات منع التجول، بل إن مبيعات عديدٍ من المطاعم ازدادت في هذه الفترة مقارنةً مع مبيعاتها قبل الجائحة، ما يثبت بأن المطاعم من المشروعات الاستثمارية الناجحة التي ستشهد رواجاً كبيراً بعد انتهاء أزمة كورونا". كاشفةً أنها تفكر في افتتاح مطعمٍ بمواصفات خاصة مستقبلاً، مع التركيز على الجودة والخبرة والنظافة والإبداع والابتكار فيه، وتقديم أنواع جديدة من الأطباق ذات الطعم اللذيذ حتى ينجح مطعمها، ويصبح مصدرَ سعادةٍ لكل مَن يرتاده، بإذن الله.