انضم الدكتور عبد الله بن محمد التنومي، رئيس المركز الثقافي للوعي الفكري، والباحث في أدب التاريخ الإسلامي والإنساني، لحملة «لمتنا سعودية»، التي تحتفل خلالها مجلة «سيدتي» ومجلة «الرجل» بمناسبة اليوم الوطني السعودي الـ90، بإضاءات مختلفة، تاريخية وجغرافية وسياحية وحضارية واجتماعية وثقافية، تعبِّر عن التضامن والتكافل ومحبَّة الوطن، وقد وصف فكرةَ الحملة بالممتازة، داعياً إلى تعليم الأطفال تاريخَ حكام السعودية وملوكها.
سلالة آل سعود
وقال الدكتور التنومي: نحن في بلد عظيم يحتضن بيت الله ومسجد رسوله، وننعم بخيرات كثيرة، لكن لا يعلم الكثير بدايةَ سلالة حكَّام البلاد لتصبح على ما هي عليه الآن، وبشكل مختصر؛ فإن الدولة بدأت حين بنى الجد الأكبر مانع قرية الدرعية عام 850هـ، وكَثُرَ الناسُ فيها، وائتمنه أهلها؛ لأمانته ودينه، وأصبح شيخاً على هذه البلدة، ثم أتت سلالة آل سعود، ممثلة في مؤسس الدولة السعودية الأولى محمد بن سعود، ثم فيصل بن تركي مؤسس الدولة السعودية الثانية، ويليه مؤسس الدولة السعودية الثالثة الإمام الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، الذين تمسَّكوا بالعدل بين الناس بشكل يضمن لكل رجل وامرأة على هذه الأرض ضرورياتهم الخمس أو الكليات الخمس وهي: الدين، والنفس، والعقل، والمال، والعرض، حتى إن كان مقيماً، وحتى اليهودي والنصراني والذمي؛ فالإسلام يأمر بحقوق لا بُدَّ أن يقوم عليها ولي الأمر، بالمحافظة على دم الإنسان ودينه واقتصاده وعرضه ونفسه.
الدولة السعوديّة الأولى
حكمَها محمّد بن سعود وابنه عبد العزيز وحفيده سعود، ثم ابن حفيده عبد الله بن سعود بن عبد العزيز بن سعود بن محمد، وقد اختلف المؤرخون فيما شملته من مدن؛ فيُرى أنها كانت تضمّ نجد، والأحساء، وعسير وحضرموت وبلدان الخليج العربي، والبصرة، ويُرى أيضاً أنها كانت تضم نجد وإمارات الخليج والحجاز وعسير، وقد انتهت على يد والي مصر العثماني محمد علي باشا وابنه إبراهيم باشا، اللذين قادا الحملة المصرية الثالثة إلى وسط الجزيرة العربية، فوصلا إلى العاصمة الدرعية، وتم تدميرها، وأُرْسِلَ الحكام إلى إسطنبول؛ ليتمَّ التخلص منهم وتتم السيطرة على البلاد، ولكن على الرغم مما دمرته القوات، فإن أهالي المدينة ظل ولاؤهم ظاهراً لأسرة آل سعود وقيادتها الحكيمة، مما جعل الحكام يحاربون لإعادة تكوين الدولة، وبالفعل في غضون عامين تولَّى الإمام مشاري بن سعود الحكم في الدرعية، ولكن انتهى ذلك عقب بضعة أشهر.
الدولة السعودية الثانية
ليعود الإمام تركي بن عبد الله بن محمد بن سعود عام 1240هـ مؤسِّساً الدولة السعودية الثانية، متخذاً من الرياض عاصمةً لها، بالركائز ذاتها التي أنجحت الدولة السعودية الأولى لفترة ليست ببسيطة، وكسبت الحب في قلوب شعبها، ولم تختلف سوى بازدهار العلم، وانتقل الحكم لابنه فيصل، ثم أشقاء الإمام فيصل، وهم: عبد الله وسعود وعبد الرحمن، ولكن في عام 1309هـ تخاصَم أبناء الإمام فيصل بن تركي، مما جعل الحكم ضعيفاً، وسهلت السيطرة عليه من قِبَلِ محمد بن رشيد حاكم حائل.
الدولة السعودية الثالثة
ليتمكن بعد ذلك الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل آل سعود، في الخامس من شوال عام 1319هـ، من استرداد الرياض وتوحيد معظم أجزاء شبه الجزيرة العربية، وتحقيق الإنجازات في عدة مجالات، وتنقل البلدة إلى نقطة تحوُّل غير مسبوقة، بدءاً بضم جنوب نجد وسدير والوشم عام 1320هـ، والقصيم في عام 1322هـ، ثم الأحساء عام 1331هـ، وتلتها بعدة سنوات منطقة عسير وحائل عام 1340هـ، وأخيراً الحجاز وجازان.
اليوم الوطني
ليصدر أمر ملكي في السابع عشر من شهر جمادى الأولى عام 1351هـ يُعْلِنُ توحيد البلاد وتسميتها بـ«المملكة العربية السعودية»، وتم تحديد يوم الأول من الميزان الموافق الثالث والعشرين من شهر سبتمبر؛ ليصبح اليوم الوطني للسعودية، وتأخذ مكانتها الدولية، وتتم اتفاقياتها واستقرارها، وبعد وفاة الملك عبد العزيز عام 1373هـ اتَّبع أبناؤه مسيرته ومبادئه، ليحكم ابنه الملك سعود، ثم الملك فيصل، ويليه الملك خالد، ثم الملك فهد، ثم الملك عبد الله، وأخيراً الملك سلمان بن عبد العزيز.
الحكام العظماء
وأكمل التنومي داعياً إلى تعليم الأبناء تاريخَ الدولة وحكامها، فقال: يجب أن نخبر أبناءنا من بعدنا عن هؤلاء الحكام الرائعين، وآخرهم ولي عهدنا الذي فتح الآفاق للسعودية، لدرجة أن هناك دولاً تتمنى لو كان والياً عليها؛ ليُنْبَذَ الفسادُ ويَعُمَّ الأمن، ويصبح لديهم مكتسبات يتمنون أن يعيشوها.
واختتم حديثه قائلًا: تاريخ المملكة طويل، ويحتاج إلى وقت للحديث عنه، هذه فقط نبذة مختصرة لدولتنا الفتية وملوكها.
للمشاركة في المسابقة:
يمكن لكل من يرغب في المشاركة إرسال ما يريد التعبير عنه في فيديو أو صورة أو تسجيل صوتي أو رسالة مكتوبة إلى البريد الإلكتروني للحملة:
أو:
كما يمكن إضافة الاسم والمدينة ورقم الهاتف لمن يرغب بالتواصل معه مباشرة.
أو عن طريق الرابط التالي: