أعلنت أرامكو السعودية عن «اكتشاف حقلين جديدين للزيت والغاز في الأجزاء الشمالية من المملكة، وهما حقل (هضبة الحجرة) للغاز في منطقة الجوف، وحقل (أبرق التلول) للزيت والغاز في منطقة الحدود الشمالية».
لتعزز من مكانة السعودية كأكبر مصدر للبترول في العالم، ويبلغ احتياطيها الثابت من النفط الخام 268.5 مليار برميل وإنتاجها اليومي يزيد عن 11 مليون برميل، وتبلغ صادرات النفط الخام أكثر من 8 ملايين برميل يومياً.
وضمن حملة لمتنا سعودية يعود بنا المؤرخ جلال الهارون إلى أكثر من 80 عاماً ليروي قصة اكتشاف أول بئر بترول في السعودية.
أول بئر بترول
تُعدُّ بئر الدمام رقم 7، أو بئر الخير، الواقعة شمال الظهران في المنطقة الشرقية أول حقل بترول، تُكتشف في السعودية، وذلك قبل نحو 84 عاماً، وتحديداً في مارس 1936.
وفي حديثه لـ «سيدتي» عنها، أشار المؤرخ جلال الهارون، إلى أن هذه البئر التي تم اكتشافها من قِبل شركة أرامكو الأمريكية سابقاً «السعودية حالياً»، سبق أن تم التنقيب فيها قبل هذا العام، لكنَّ كل المحاولات باءت بالفشل، ما اضطر الشركة إلى التوجه إلى مواقع عدة متفرقة، منها مواقع محاذية لشاطئ الخليج العربي، لكنها لم تنجح أيضاً في اكتشاف البترول.
تدفق النفط
وقال الهارون: «اضطر الخبراء الجيولوجيون في الشركة إلى العودة مجدداً إلى هذه المنطقة، وتحديداً فوق التل المعروف باسم جبل الظهران في محاولة أخيرة للبحث عن البترول قبل الخروج من السعودية، وعمد الخبراء بقيادة الجيولوجي الأمريكي ماكس ستينكي في عمليات التنقيب الجديدة إلى زيادة عمق الحفر من أجل كسر الطبقات الصخرية التي كانت تمنع آلات الحفر من الوصول إلى البترول، حيث زادوا العمق بنحو ثلاثة آلاف قدم، وهو ما ساعد في ظهور تباشير النفط والغاز، حيث تدفقت كميات كبيرة من النفط».
وأوضح أن «أرامكو» اعتمدت في عمليات الحفر الاستكشافية المبكرة على الدراسات الجيولوجية السطحية، مشيراً إلى أن التركيز كان منصباً على البحث عن التراكيب البنائية الظاهرة على السطح، مثل القباب المحدبة، وهذه المواصفات كانت متوفرة في تلال الظهران «قبة الدمام»، حيث قامت أثناء عمليات الحفر الاستكشافية الأولى بالاستعانة بعمليات المسح الجيوفيزيائي من أجل التعرُّف على التراكيب، كما شكَّلت فرق مسحٍ زلزالي وغيرها من أجل تحديد مواقع وجود النفط حتى تمكَّنت من اكتشاف بئر الدمام.
أول خط أنابيب للنفط
كشف الهارون عن أن أول خط أنابيب للنفط من نقطة بئر الدمام إلى الخبر وصل طوله إلى ثلاثة كيلومترات، وقطره إلى نحو 15 سم، حيث جرى تركيبه استعداداً لبدء عملية تصدير النفط إلى خارج السعودية، في الرابع من مارس عام 1939، بدأ حقل الدمام رقم 7.
وقد الشركة تأكدت بعد تعميق «بئر الدمام 7» من إمكانية تطويرها لتصبح إحدى الآبار التي يمكن تصدير النفط منها إلى الأسواق العالمية، تابع الهارون: «عملت الشركة بحلول العام 1937 على تطوير عمق البئر ليصل إلى 4727 قدماً، أي ما يعادل 1441 متراً، وأصبحت تنتج 1585 برميلاً يومياً، واستمرت في العمل على تطويرها ليصل إنتاجها عام 1938 إلى ثلاثة آلاف برميل يومياً».
أول شحنة للزيت الخام
وتم تصدير أول شحنة من الزيت الخام على متن ناقلة في الأول من مايو 1939، كان الملك عبدالعزيز هو من أدار الصمام بيده لتعبئتها.
وتم شحن 450 طناً من النفط الخام بواسطة مقطورات «صنادل» من ميناء الشحن المؤقت في العزيزية بالخبر إلى فرضة الزلاق في البحرين، ومنها إلى المصفاة الواقعة على بُعد ميلين ونصف الميل عن جزيرة سترة، شمال شرقي البحرين.
وذكر الهارون، أن شركة أرامكو أقامت احتفالاً كبيراً بعد تصدير أول شحنة من النفط إلى الأسواق العالمية، في حضور المؤسِّس الملك عبدالعزيز، طيب الله ثراه، قائلاً: «أعدَّت الشركة بهذه المناسبة مخيماً للملك المؤسِّس ومرافقيه بالقرب من طريق أبو حدرية، وتحديداً عند موقع جامعة الملك فهد للبترول والمعادن حالياً، وفي تلك الأثناء قام الملك عبدالعزيز بزيارة منصة حفر البئر الاستكشافية الأولى، إضافة إلى مرافق الشركة».
واستمر الزيت يتدفق من البئر رقم 7 حتى عام 1982، عندما استبعدت لأسباب تشغيلية، وذلك بعد 45 سنة من الإنتاج المستمر، وبلغ مجموع ما أنتجته ما مقداره 32 مليون برميل وبمعدل إنتاج يومي بلغ 1600 برميل.
للمشاركة في الحملة:
يمكن لكل من يرغب في المشاركة إرسال ما يريد التعبير عنه في فيديو أو صورة أو تسجيل صوتي أو رسالة مكتوبة إلى البريد الإلكتروني للحملة:
أو:
كما يمكن إضافة الاسم والمدينة ورقم الهاتف لمن يرغب بالتواصل معه مباشرة.
أو عن طريق الرابط التالي: