بين الحب والصداقة

أحمد العرفج


في حياتي كنت أفرق بين الحب والصداقة..
الصداقة أعمق والحب أضيق..
الصداقة تقوم على الحكمة..
والحب يقوم على العواطف..
الصداقة تتأثر بالعطاء، والحب يتأثر بالمشاعر..
الصداقة لا تلتفت للغيرة.. بينما الحب قد يتدهور بسبب الغيرة..


الحب يسعى على الاستحواذ والسيطرة والامتلاك، بينما الصداقة تسعى إلى الدعم وتجاوز العوائق والأسلاك.
الحب له متطلبات كثيرة منها الهدايا والكلام الرومانسي المستمر، في حين أن الصداقة تحتاج على القليل من ماء الصدق والوفاء والنية الحسنة.
الحب قد يقع من أول نظرة، فهو مثل «نار حطب العرفج» -كما تقول العرب في أمثالها- سريعة الاشتعال، بينما الصداقة الجيدة مثل غرس الشجرة المثمرة تحتاج إلى وقت، الصداقة في الغالب تدوم، أما الحب فهو على الزوال أقرب، أو الخفوت والذبول في أحسن الأحوال..!


الصداقة عزيزة النفس، لذلك قد تتحول الصداقة إلى حب ولكن الحب لا تقبله الصداقة حين يعود إليها وهو يحمل خسائره فوق ظهره بعد أن كبر عن الصداقة وركب قطار الحب.
أخيراً.. الحب أنانية بين اثنين، أما الصداقة فهي المشاعر حين تنضج على نار الوقت وتستولي على جمر الوعي، وتتدلى من عنقود الإدراك.


في النهاية أقول:
لقد كتبت عن الصداقة والحب هذا المعنى فأرجو أن تقبلوه أو ترفضوه:
يا من تريد الحب كن متوثباً للسعد أو للدمع في الأجفانِ
أما الصداقة فهي خير هديةٍ تحلو مع الأصحاب والخلانِ.