محنة توأمين رفضهما الأهل واحتارت بهما الأم البديلة

تعمل الشابة الكندية كاثلين (29 عامًا) في وكالة لتأجير الأرحام للأزواج الراغبين في الإنجاب وقد حملت للمرة الأولى عندما كانت في السابعة عشرة من عمرها وقد شعرت وقتها بالصدمة لأنها لاتزال صغيرة على تحمل المسؤولية، ولكنها قررت أخيراً الاحتفاظ بالطفل، وهو الآن في الثانية عشرة من العمر، ثم أنجبت بعده أربعة أطفال آخرين ولكنها شعرت فجأة برغبة قوية في أن تكون أماً بديلة، وتؤجر رحمها للأزواج الذين يعانون من مشكلة في الإنجاب، وقد رفض زوجها الفكرة في بادئ الأمر، ولكنها أكدت له بأن الدافع لا يتعلق بالمال؛ لأنها يمكن أن تحصل عليه من عمل آخر، كما أن النظام في كندا لا يعطي للأم البديلة أكثر من النفقات، ولكنها كانت راغبة في مساعدة من يريد إنجاب طفل وقد تقبل الزوج الفكرة واقتنع بها في النهاية.


اخبار تدخل السعادة لقلب الزوجين

7161981-791690681.jpg
التوأم بانتظار العائلة التي تتبناهما


وفي شهر أكتوبر/ تشرين الأول من عام 2010 جرى اتصال عبر سكايب بين كاثلين وزوجين بريطانيين في الثلاثينيات من العمر، يشكوان من عدم القدرة على الإنجاب لأسباب تتعلق بالزوجة التي طلبت من كاثلين أن تعيرها رحمها وتكون أماً بديلة لطفلها وقد وافقت على الفور، ولكن المشكلة أنها كانت في ذلك الوقت دون الحادية والعشرين من العمر والقانون الكندي لا يسمح لها بتأجير رحمها وحمل جنين من بويضة زوجة والحيوانات المنوية للزوج لذا قررت أن تكون أماً تقليدية حيث جري تلقيح بويضتها الخاصة بالحيوانات المنوية للزوج البريطاني، وأرسل لها الزوجان عقداً قانونياً للتوقيع عليه، على أن تتلقى نحو 130 جنيهاً إسترلينياً كل شهر كنفقات طعام وملابس حمل، وقد قابلت الزوجين وجها لوجه ولمرة واحدة عندما سافرا إلى كندا لإجراء عملية التلقيح في العيادة الطبية، بعد أن جرت الفحوصات اللازمة للتأكد من خلو الزوج من الأمراض الوراثية أو الجنسية، وبعد ثمانية أسابيع تبين بأنها حامل بتوأم مما أوقعها في الارباك وقد عرض عليها الطبيب إمكانية الاحتفاظ بطفل واحد لكن الزوجة البريطانية كانت سعيدة للغاية بالتوأم وطلبت منها أن تحتفظ بالطفلين معاً.


انفصال الزوجين وانقطاع التواصل

7161971-33711204.jpg
كاثلين في المستشفى بعد الولادة 


ولكن يبدو أن هذه الفرحة لم تستمر طويلاً؛ لأن الزوجين قد توقفا عن إرسال النفقات المتفق عليها شهرياً وتباعدت اتصالاتهما معها، وفي الأسبوع العشرين من الحمل انقطع التواصل تماماً، بعدها أرسل الزوج رسالة إلى كاثلين يخبرها فيها بانفصاله عن زوجته، وفي الأسبوع السابع والعشرين من الحمل أخبرها بأنه لم يعد راغباً بالطفلين وهنا دخلت كاثلين في مرحلة صعبة كما تقول في حديثها لموقع Surrogacy in Canada لأنها لم تتوقع أن تجد نفسها في هذا الموقف ولم تنتظر من الزوجين أن يتركاها حاملاً بطفليهما ويديران لها ظهريهما، ويكتفي الزوج برسالة مقتضبة يعرب فيها عن أسفه لما حصل، ثم حدثت الولادة وكانت مبكرة ودخل الطفلان في شعبة العناية المركزة وكانت تذهب يومياً لإرضاعهما وشعرت نحوهما بعاطفة الأمومة وفكرت بإبقائهما مع أطفالها ولكن الشقة التي يعيشون فيها صغيرة ولا تحتمل ضيفين جديدين وحاولت مرة أخرى تحريك مشاعر الزوجين البريطانيين وأرسلت لهما صورة الطفلين الجميلين لكنهما لم يردا بكلمة واحدة ولجأت أخيراً إلى مكتب للمحاماة من أجل العثور على الزوج الذي وقع معها على تعهد رسمي، ولكن الجهود لم تثمر شيئاً، لذا كان لزاماً عليها البحث عن عائلة تتبناهما، وبالفعل وجدت زوجين طيبين محرومين من الإنجاب كانا سعيدين جداً بأخذ الطفلين إلى منزلهما، بعد أن جرى ترتيب كل الأوراق القانونية والإجراءات المطلوبة للتبني، واتفقت معهما على إرسال صور الطفلين شهرياً خلال السنة الأولى من عمريهما، ورغم هذا الموقف الصعب الذي مرت به إلا أن كاثلين لم تتوقف عن عملها كأم بديلة، وقد حملت أربع مرات بعد ذلك وهي سعيدة كما تقول؛ لأنها أدخلت الفرحة إلى قلوب الأزواج المحرومين، كما أن بعض هؤلاء الأطفال ما يزال يتواصل معها، في حين انقطعت علاقتها بالآخرين، وإن كانت تشعر بالاطمئنان؛ لأنهم يعيشون مع أهل يقدمون لهم الرعاية والمحبة والاهتمام، كما تقول.

شاهدي أيضاً: