من إيجابيات فيروس كورونا أنه أدى إلى أكبر انخفاض في انبعاثات الكربون في تاريخ البشرية، وفقاً لبحث جديد في جامعة إكستر إحدى جامعات الإقليم الجنوبي الغربي من إنجلترا. وبحسب موقع «ميرور» تسببت عمليات الإغلاق وحظر السفر وإغلاق المصانع في انخفاض انبعاثات الكربون بنحو 13 بالمائة هذا العام، ويرجع هذا الانخفاض الكبير إلى القيود الواسعة والموجة الثانية من الوباء كما يقول العلماء، لقد انخفضت انبعاثات الكربون بنسبة 11 و12 في المائة في الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي السبع والعشرين.
أما على الصعيد العالمي، فقد انخفضت انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بمقدار 2. 4 مليار طن في عام 2020 أي ضعفي ونصف ضعف الأرقام السابقة. وقد حدثت ذروة الانخفاض في النصف الأول من أبريل، عندما كانت إجراءات الإغلاق في أقصى حد لها - خاصة في جميع أنحاء أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية - حيث انخفضت الانبعاثات من الصناعة، مثل إنتاج المعادن والمواد الكيميائية والتصنيع بنسبة تصل إلى الثلث أثناء الإغلاق في الربيع. لكن من الممكن أن يعودوا بالفعل إلى مستويات قريبة من 2019 أو أعلى منها الآن. وقد شكل النقل النصيب الأكبر من انخفاض انبعاث الكربون بعد أن انخفضت رحلات السيارات إلى النصف (تقريباً في ذروة عمليات الإغلاق).
في ديسمبر الحالي كانت الانبعاثات من النقل البري والطيران أقل من مستوياتها لعام 2019 - بحوالي 10 و40 في المائة بسبب القيود المستمرة. ومع ذلك فإن مستوى ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي يستمر في النمو - بنحو 2. 5 جزء في المليون في عام 2020، ومن المتوقع أن تصل إلى 412 جزءاً في المليون في المتوسط على مدار العام، أي 48 في المائة فوق مستويات ما قبل الصناعة.
قال المؤلف الرئيسي للبحث الأستاذ «بيير فريدلينجشتاين»: «على الرغم من أن الانبعاثات العالمية لم تكن مرتفعة كما كانت في العام الماضي، إلا أنها لا تزال تصل إلى حوالي 39 مليار طن من ثاني أكسيد الكربون، وأدت حتماً إلى زيادة أخرى في ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي».
«إن مستوى ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، وبالتالي مناخ العالم، سيستقر فقط عندما تقترب انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية من الصفر».
وقالت المؤلفة المشاركة البروفيسورة «كورين لو كوير» من جامعة إيست أنجليا: «يمكن أن تساعد الإجراءات الحكومية لتحفيز الاقتصاد في نهاية جائحة COVID-19 أيضاً في تقليل الانبعاثات ومعالجة تغير المناخ من خلال تسريع نشر السيارات الكهربائية والطاقة المتجددة ودعم المشي وركوب الدراجات في المدن».
