اهتموا بالثقافة واتركوا اللقافة

أحمد العرفج

 

تعتبر وسائل التواصل مجالاً خصباً للدراسات الاجتماعية والنفسية، وبالذات السناب وتويتر والتيك توك، نظراً لأنها تحتوي على كثير من التفاعل وردات الفعل.

إن أنماط التفكير تتجلى في مواقع التواصل، وهي تثري العقل وتغني الفكر في أكثر جوانبها، ولكن الجانب الذي لا يفيد هو كمية «اللقافة والدرعمة» التي تصدر من بعض المتابعين والمتابعات مع أن هؤلاء كلهم يحفظون حديثاً نبوياً شريفاً يقول: «من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه».

عندما نتابع بعض ردود الأفعال في مواقع التواصل الاجتماعي، نجد أن البعض كأنه وكيل حواء على أولادها، حيث يشتغلون بالرد على هذا وتصحيح ذاك وتوبيخ الثالث، وتتضح من سطورهم كمية الضعف الإملائي التي تسيطر عليهم، فهو يكتب سطرين وبداخل هذين السطرين عشرات الأخطاء، هنا تتأكد النظرية القائلة: «إن الإنسان الضعيف يترك إصلاح نفسه ويهرول إلى محاولة إصلاح الآخرين»، فهذا الرجل الطيب من الأفضل له أن يترك الناس ويشتغل على تطوير مادة الإملاء التي يبدو فيها ضعيفاً إلى أبعد حد.

إن «الملاقيف» في مواقع التواصل يشبهون مراقب البلدية، والفرق الوحيد أن مراقب البلدية يعمل بأجر، أما هم فليس لهم من عملهم إلا تعب العيون ووجع الأصابع.

إننى لست ضد النقد بل أرحب به وأحترمه وأبحث عنه، ولكن ما يقوله هؤلاء «الملاقيف» لا علاقة له بالنقد، بل هو تدخل بحياة الناس، وتعليمهم ماذا يفعلون، وماذا يجتنبون، مع أن هؤلاء «الملاقيف» هم أحوج الناس لتطوير أنفسهم وتنمية أدواتهم.

في النهاية أقول:

يا قوم كلكم درستم وأنتم في المرحلة الابتدائية حديثاً يقول: «قل خيراً أو اصمت»، ليتنا نتأمل هذه الوصية النبوية لأننا لو تدبرناها لتحسنت الأفكار تحسناً كبيراً في مواقع التواصل الاجتماعي.