إحصاء عدد الأفيال الأفريقية من الفضاء

تمكن باحثون بريطانيون من التقاط صور عالية الدقة من الفضاء لفيلة إفريقية أثناء تنقلها في حديقة أدو إليفانت الوطنية جنوب أفريقيا، لتكون بذلك أولى الحيوانات التي يتم عدّها بنجاح من الفضاء أثناء التنقل عبر المناظر الطبيعية من الحشائش المفتوحة إلى الغابات، حيث تم التقاط الصور على ارتفاع 372 ميلاً (600 كيلومتر) فوق سطح الأرض بواسطة الأقمار الصناعية Worldview 3 و4 worldview، جنباً إلى جنب مع التعلم الحاسوبي العميق، وذلك وفقاً لمجلة livescience العلمية.

 

الأقمار الصناعية والخوارزميات لعدّ الفيلة


عادة، يقوم دعاة الحفاظ على البيئة بإحصاء ومراقبة الأفيال من خلال الطائرات التي تحلق على ارتفاع منخفض وهي طريقة تستغرق عدة ساعات، على عكس التقنية الجديدة التي اعتمدها العلماء مؤخراً لعدّ الفيلة والتي تجمع بين صور الأقمار الصناعية والذكاء الاصطناعي، حيث يمكنها مسح ما يصل إلى 3100 ميل مربع (5000 كيلومتر مربع) في يوم واحد من السماء في دقائق، بعد ذلك، تقوم خوارزميات الكمبيوتر ذات التعلم العميق للباحثين بتحليل تلك الصور واختيار الأفيال الفردية.


أظهرت نتائج هذه الدراسة الجديدة لإثبات المفهوم أن الذكاء الاصطناعي كان دقيقاً مثل دقة العين البشرية في إحصاء واكتشاف كل فيل، وقالت مؤلفة الدراسة الرئيسية إيسلا دوبورج، عالمة الحيوان بجامعة أكسفورد في المملكة المتحدة، لبي بي سي: «منظمات الحفاظ علي البيئة مهتمة بالفعل باستخدام هذه التقنية بدلاً من عمليات المسح التي تستخدم الطائرات».

 

إحصاء الفيلة الإفريقية يحميها من الإنقراض


تعد التقنية الجديدة جزءاً أساسياً من ضمان بقاء هذا النوع، والذي تم إدراجه على أنه «عرضة للانقراض» من قبل القائمة الحمراء للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، وهي قاعدة البيانات الرائدة في العالم المحيطة بتهديدات الانقراض للحياة البرية التي أنشأها الاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة (IUCN) ) بسبب الصيد الجائر وتدمير الموائل،إذ يتجول 415 ألف فيل أفريقي فقط في البرية، وفقاً للصندوق العالمي للحياة البرية (WWF).
وقالت أولغا إيزوبوفا، عالمة الكمبيوتر في جامعة باث في المملكة المتحدة التي كتبت خوارزميات التعلم العميق المستخدمة في الدراسة، في بيان: «المراقبة الدقيقة ضرورية إذا أردنا إنقاذ الأنواع». «نحن بحاجة إلى معرفة مكان وجود الحيوانات وعددها».

 

تزداد دقة صور الأقمار الصناعية كل عامين


ما يميز هذه الدراسة حقاً عن مشاريع تتبع الأقمار الصناعية الأخرى هو مدى نجاح برنامج الكمبيوتر في انتقاء الأفيال من خلفياتها المعقدة - المعروفة في علم البيئة بالمناظر الطبيعية غير المتجانسة - بما في ذلك الأراضي العشبية والسافانا المغطاة جزئياً بالأشجار، وقالت إيزوبوفا في البيان: «تم القيام بهذا النوع من العمل من قبل مع الحيتان، لكن المحيط كله بالطبع أزرق اللون، لذا فإن العد أقل صعوبة بكثير».
تعد صور الأقمار الصناعية طريقة مسح أكثر فاعلية من المسوحات الحالية التي يتم إجراؤها. والأهم من ذلك، أنها أسرع وتتجنب العدّ المزدوج للفيلة نفسها. كما يقلل المسح عن بعد من تأثير الباحثين على الحيوانات ويسمح لهم بإحصاء الأفراد الذين يتنقلون بين البلدان، وهو أمر يمكن أن يكون خادعاً من الطائرات بسبب الرقابة الصارمة على الحدود ومناطق الصراع، وفقاً للبيان، وأضافت إيزوبوفا في البيان: «تزداد دقة صور الأقمار الصناعية كل عامين، ومع كل زيادة، سنكون قادرين على رؤية أشياء أصغر بتفصيل أكبر»، ونظراً لذبك قد يكون من الممكن إحصاء الأنواع الأخرى الأصغر من الفضاء أيضاً قريباً.