ريتاج الموسى: الرسم ساعدني في التغلب على إعاقتي السمعية

ريتاج الموسى: الرسم ساعدني في التغلب على إعاقتي السمعية

كثيرةٌ هي النماذج السعودية المشرِّفة التي واجهت المرض، وتغلَّبت على ظروفها الصحية، وحققت إنجازات في شتى مجالات الحياة والإبداع، خاصةً في المجال الفني...ومن هذه المواهب ريتاج تركي الموسى، الطالبة البالغة من العمر ١٩ عاماً، التي أصيبت بضعف السمع في أذنيها من النوع الحسي والعصبي...فعلى الرغم من وضعها الصحي الصعب، إلا أنها استطاعت خلال دراستها اكتشاف موهبتها الفنية، واستثمرت فيها، وعزَّزتها، كما حدَّدت أيضاً مهنتها المستقبلية...« سيدتي» التقت ريتاج، فتحدثت عن مشوارها الفني، والإنجازات التي حققتها، وأبرز الصعوبات التي واجهتها...معا نتابع السطور التالية


كيف جاءت بدايتكِ في الرسم، وما الوسائل التي اتبعتها لتطوير هذه الموهبة؟

ريتاج الموسى: والدتي صاحبة الفضل الأكبر في تنمية موهبتي


كنت أشعر برغبة كبيرة في الرسم خلال الدراسة في الصفوف الأولية، خاصةً عندما كنت أرى أشخاصاً يرسمون، وبعد فترة صرت أقدِّم لأقاربي لوحاتٍ من رسمي، وكانوا ينبهرون من جمالها، وأعدُّ والدتي صاحبة الفضل الأكبر عليَّ في تنمية موهبتي، إذ كانت تحضر لي الألوان وكراسات الرسم، وتشجعني على التعبير عن نفسي، وقد استعنت، لتحقيق ذلك، بقنوات يوتيوب المتخصصة، التي استفدت منها في تطوير مهاراتي في الرسم، وتعلم كافة أنواعه، لا سيما رسم المناظر الطبيعية والشخصيات، ثم طوَّرت وسائلي التعليمية بحفظ صورٍ في الجوال، وإبداع أخرى قريبة منها، وفي مرحلة متطورة صرت أستخدم الفحم، والألوان المائية، وألوان آبل لرسم لوحاتي، كما رسمت على الأكواب».


كيف انعكست موهبتكِ على ثقتك في نفسكِ؟


قبل ممارسة الرسم، كنت أتجنَّب التعامل مع الغرباء، وأكتفي بالحديث مع عائلتي، لكن بعد مشاركتي في معارض ومهرجانات عدة، تغيَّر الحال، إذ أسهمت هذه الهواية في تعرُّفي على ذاتي، والتعبير عن نفسي للآخرين.


حدِّثينا عن أولى مشاركاتكِ في المعارض الفنية؟

ريتاج الموسى..مشاركتي في المعارض المحلية منحتني حافزا


أقمت معرضي الخاص الأول في مدرستي الثانوية بدعمٍ من معلماتي اللاتي أُعجِبن بلوحاتي، وقد قدمت خلال المعرض هدايا بسيطة للحاضرات، كذلك الحال مع صديقاتي اللاتي أهديتهن لوحاتٍ مجاناً في مناسباتهن الخاصة، وشعرت بالسعادة لمساعدة معلماتي لي في التحضير له، وتطوير قدراتي التعليمية، إضافة إلى اجتهاد زميلاتي للاندماج معي بفهم وتعلم لغة الإشارة، وقد شجعتني هذه الخطوة على المشاركة في معارض محلية عدة، ومنحتني حافزاً لإكمال مسيرتي الفنية.


ما أبرز الجوائز والتكريمات التي حصلتِ عليها؟


حصدت شهادات وتكريمات عدة، منها درع تكريم كرسي غازي القصيبي للدراسات التنموية والثقافية في جامعة اليمامة، و«آرتولوجي» الذي افتتحه الأمير بدر بن عبدالمحسن، وكنت أصغر رسامةٍ فيه، كذلك شاركت في أكثر من ٢٥ معرضاً، ونلت شهادة شكرٍ من مديرية مكافحة المخدرات في منطقة الرياض بعد حملة توعوية تحت شعار «أنتم الأمل.. لبناء الوطن»، وأخرى من هيئة تطوير مدينة الرياض عن مشاركتي في فعالية «اليوم العالمي للبيئة»، وشهادة من «نفح الأمل التطوعية» لخدمتي ذوي الإعاقة، كذلك قدمت لي وزارة الثقافة والإعلام شهادة شكرٍ عن دوري في مهرجان «اليوم العالمي للطفل»، وكرَّمتني جامعة الإمام محمد بن سعود عن معرض «سلمان في عيونهم»، ومركز الملك فهد الثقافي عن مهرجان «الفرق الاستعراضية للأطفال».


في أي المجالات ستتخصصين مستقبلاً؟


أطمح إلى إكمال دراستي في تخصص الرسم في الخارج، وهذا ما يدفعني إلى تعلم اللغة الإنجليزية، وقد أدرس التربية الخاصة لإجادتي لغة الإشارة بشكل جيد.


كيف اكتشفتِ إصابتك بالإعاقة السمعية؟


حينما كنت طفلة سجَّلتني والدتي في روضةٍ دون علمها بهذه الإعاقة، إذ كنت أقول الكلمات العادية مثل ماما وبابا، وفي يومٍ من الأيام، اتصلت بها المديرة، وأخبرتها بمعاناتي من مشكلةٍ في التواصل مع الأطفال، ونصحتها بالتشخيص المبكر لي، وبسبب تأخر الإجراءات أُلحقت بمدارس دمجٍ، ثم أعدت السنة لأنني كنت صامتة، لكنني تحسَّنت مع معلماتي، وتأقلمت مع الطالبات والمدرسة ووضعي الصحي.


والدتكِ المصورة منال الغلث، ماذا تقول عن موهبتكِ؟


تصفني بالمتميزة لتفوقي في دراستي، إذ أفضِّل قضاء وقتي في الدراسة بدل التسلية حتى أحقق أحلامي، كما أن معلماتي يثنين دوماً على حُسن تربيتي ويشكرنها، وهي تعتمد عليَّ في كل شيءٍ، وتثق بي كثيراً.


هل هناك مواهب فنية أخرى تتميز بها عائلتكِ؟


جدي من أبي، يتمتع بموهبة الرسم، ويساعدني كثيراً بإعطائي لوحاته حتى أتأمَّلها وأستفيد منها.