متى يقولها الرجل: "زوجتي غشيمة" ماذا أفعل؟

7 صور

«زوجتي غشيمة جداً» عبارة يطلقها بعض الأزواج بين أصدقائهم، معبرين عن رأيهم بزوجاتهم في التعامل مع الأهل والأصدقاء، إذ يقول أحدهم إن زوجته لديها من المواصفات الحسنة الكثير، لكنها تفتقر إلى اللباقة والدبلوماسية في كلماتها.. ما يجعلها محاطة بالانتقاد، وتضعني في حيرة دائماً؛ فلا أنا قادر على تغيير أسلوبها، ولا هي أيضاً قادرة على ذلك.

الإعلامي وسام خان يقول: زوجتي إنسانة طيبة القلب، لكنها لا تجيد التحدث في بعض الأوقات من دون أن تعطي أهمية لما تقول، فتتفوّه بأمور غير لائقة أو غير مناسبة. ويشير وسام إلى أنه تغلّب على هذا الأمر بعدة محاولات تغييرية، استنبطها من أحد البرامج الأسرية، ومن دورات حضرها، وباتت تأتي ببعض النتائج؛ بحيث أصبح الأمر أفضل مما سبق.

استعراض
أما محمد الأمير، متزوج منذ 3 أعوام، فيرى أنَّ الرجل الذي يُطلق على زوجته عبارة «زوجتي غشيمة» أمام أصدقائه هو متباهٍ بذكائه، مشيراً إلى أنَّ للموروثات تأثيراً واضحاً على نمط الشخصية، لافتاً إلى استطاعة الزوجة تغيير أسلوبها في التعامل مع الآخرين، وتغيير نمط سلوكها عن طريق التعليم، فكل شخص يستطيع التمييز بين الصواب والخطأ، وكثيرون منهم يختارون الخطأ؛ نظراً لقلة الخبرة التي ينشأ عليها المرء في مراحل التعليم الأولى، ومع اكتساب الكثير من الخبرات في التعليم تعيد تشكيل تلك الخبرات.

ثقافة الزوجة
من جهته، يرى الإعلامي أنور الليلي أن الرجل إذا أحس بأنَّ زوجته لا تفقه شيئاً في الحياة، سواء في الأسلوب أو اللبس أو الأناقة، أو في مواكبة الموضة، يطلق عليها «غشيمة». لكن يبقى شيء مهم؛ وهو أن تقتنع الزوجة بتغيير أسلوبها، وإذا كانت لا تتأثر بذلك فسوف تستمر المشكلة. وبيّن الليلي بعض الطرق التي يجب أن يخرجها من أسلوبها القديم، بالنصح، ويحاول كسب قلبها قبل أن يبدأ بالنصح، ويحاول أن يعرف كيف يصل لقلبها قبل سماعها، وأنَّ يثني عليها إذا تغير جزء بسيط من معاملاتها للآخرين؛ حتى تقتنع بالتغير، مع مدحها وشكرها على حسن التصرف مع الآخرين.

علاقة مضطربة
كيف تنظر السيدات إلى هذه القضية؟ هذا ما نحاول معرفته من خلال اللقاءات مع مجموعة منهنَّ؛ حيث كانت البداية مع الإعلامية نورة أحمد، التي تقول: «إنَّ هذا السلوك يصدر من رجل يعتقد معرفته بكل شيء، بينما في الواقع لا يفهم الزوجة التي أمامه، أو تكون العلاقة بينهما مضطربة، أو لا توجد علاقات صحية مع أهل زوجها أو أصدقائه، ما ينعكس في أسلوب تعاملها معهم، في لحظة غفلة وغباء من الرجل».

اكتساب سلوكيات
الإعلامية بنان بيك، مذيعة صباح السعودية، تقول: «إن لكل شخص أسلوبه الخاص الذي يميزه عن الآخرين، ولكن من الممكن اكتساب سلوكيات، وتهذيب سلوكيات معينة، وإن اقتنع الشخص بضرورة التغيير سعى لذلك، بينما إن كانت ردة فعله من الآخرين، باعتبارها طبيعية، فلا جدوى. من المؤكد أنَّ التصرف الخاطئ من قبل أحد الطرفين سيدفع بالآخر للانزعاج، والقول (غشيمة أو غشيم)، بينما من الممكن التغيير طبعاً إن أرادت ذلك بإدراك ما تفعله، فهذا يعود لحجم الغلط وحجم الانتقاد وأسلوب الإقناع بضرورة التغيير أو التعديل، فبعض التصرفات إن لم تعدّل فقد توصل الحياة بين الزوجين إلى مرحلة صعبة، قد تمنعهما من الاستمتاع بالخروج، أو الاشتراك في أنشطة مشتركة، فهذه هي النتيجة الحتمية لإحراج أحد الطرفين للطرف الآخر؛ لسوء تصرفه، أو عدم معرفته بالتصرف المناسب في المكان المناسب».
نوف العبود، مديرة العلاقات العامة بجمعية الشفاء، تختار أسلوب الحوار الهادئ بين الزوجين؛ الذي يستطيع الزوج من خلاله إقناع زوجته بتغيير أسلوبها، من دون أن يسبب لها حالة من الحرج، وتضيف: «تفهم الزوجة بأخذ دورات تطويرية في أسلوب التعامل مع الآخرين، وشراء بعض الكتب وقراءتها، سيحدث تغييراً، ولو بعد فترة وجيزة».

الرأي الاجتماعي
ترجع الاختصاصية الاجتماعية في دار التربية الاجتماعية للأيتام، ريهام جعفر صبيحة، أنَّ لكل فرد سلوكاً وشخصية يتميز بهما، والشخصية «الغشيمة» تجهل الأمور، فيقع النقد من بعض الرجال عليها، ويضطر إلى الاعتراف بذلك؛ نتيجة تعدد المواقف التي يتصادم فيها مع عائلته بسبب زوجته، فيضطر إلى تجنب الحضور معها في اللقاءات والمناسبات الاجتماعية. وتتابع: «لا ننكر دور الجينات في وجود هذا السلوك، وللتنشئة البيئية دورها أيضاً، فكثيراً ما يُنتقد الفرد في أسلوبه وتعامله، ما يجبره على ردة فعل عكسية تؤدي إلى فقدانه اللباقة، التي تعتبر لدى الآخرين وسيلة قوة، ويتطور هذا السلوك إيجاباً إذا وجد من يوجهه إلى سلوك أفضل».
تواصل قائلة: «لا ننسى دور الزوج الأكبر في تعديل سلوك زوجته من السلبي إلى الإيجابي، مع الإقرار والمعرفة بأنَّ التغيير لن يحدث في ليلة وضحاها، وإنما يمتد إلى شهور؛ في حال اقتناع الزوجة باحتياجها إلى تعديل سلوكها، وقد يستمر إلى سنوات؛ في حال عدم اقتناعها بما تفعل. فيما يكون دور الزوج هنا تدريجياً؛ بدءاً من التوجيه، ثم التنبيه، يليه العقاب، وأخيراً الانقطاع والإهمال؛ بغرض التعديل، ومن ثمَّ انضمامها وتسجيلها في الدورات التدريبية؛ كفن الحوار، وفن الإتيكيت، أو من خلال قراءة الكتب، وتطبيق ما يتم تعليمه معها كحافز للتغيير».

خبيرة إتيكيت
أما خبيرة الإتيكيت غدير حافظ، فترى أنَّ في كثير من المواقف يمكن أن يُطلق الرجل على زوجته أنَّها «غشيمة» إذا كانت لا تجيد الحوار والمناقشة، أو عندما لا تجيد الظهور أمامه بالزي الذي يُرضي غروره ورغباته.
وتنصح الحافظ الزوجة أولاً بقولها: سيدتي.. كوني حسنة التصرف ولطيفة التعامل؛ للحصول على احترام الذات وتقدير الآخرين، وتهذيب اللسان واللياقة يحسنان علاقتك بالآخرين.
وللزوج: اجعل دوماً مداخلاتك إيجابيَّة، وتفكيرك إيجابياً، وقناعاتك إيجابية، وانفعالاتك إيجابية، وسلوكك إيجابياً؛ لتكون قدوة جيدة لزوجتك.