«أرسولا» أم لسبعة أولاد وتعمل وزيرة دفاع ألمانيا

14 صور

للمرة الأولى في تاريخ ألمانيا، تتقلد سيدة منصب وزارة الدفاع، مما يدفع للسؤال، هل هذا نصر لحزب CDU الذي تنتمي إليه الوزيرة «أرسولا فون دير لين» مع المستشارة الألمانية «إنجيلا ميركل»، أم هو نصر للنساء وقوتهن، وإثباتٌ لقدرة المرأة في أن تكون في أرفع المستويات، وأصعبها على الإطلاق. وربما يراه الكثير نصراً لمبادئ الديمقراطية والعدالة والمساواة، التي لا تفرق بين رجل وامرأة، مهما كان نوع المهمة.

لست خائفة
من المدهش أن أول تصريح أدلت به «دير لين» هو: «ليس لدي أي خوف»، مؤكدة بذلك التزامها وقدرتها على إدارة الوزارة الجديدة، حيث تسلمت قبلها أربع وزارات، فقد كانت وزيرة للشؤون الاجتماعية والأسرة والمرأة والصحة، ووزيرة لشؤون كبار السن والشباب، لذا تتمتع تصريحاتها بالمصداقية العالية؛ لكونها تنطلق من تجربة عمل طويلة في الحقل السياسي، هذا وذكرت الصحف الألمانية والعالية تعليقاً على الحدث، أن الوزيرة تتمتع بثقة عالية بالنفس والخبرة اللازمة، وفي هذا السياق قالت «فون دير لين»: «أحترم القتال ومهمات الجيش».

مصطلح غريب
بدا المصطلح الذي استخدمته الوزيرة للتعبير عن تقديرها للمنصب الجديد والمسؤوليات الملقاة على عاتقها غريباً بعض الشيء، وهو بالألمانية (Mordersrespekt)، فعندما عرض عليها المنصب من قبل المستشارة الألمانية «إنجيلا ميركل» قالت في البداية: «علي أن آخذ نفساً عميقاً»، ثم أجابت «سأكون سعيدة جداً في هذا المكان».

تحد مضاعف
تأتي خطورة هذا المنصب وصعوبته ليس فقط كونه قطاعاً خاصاً للقتال والجيش والقرارات المتعلقة بالسلم والحرب، ولكنه ارتبط لوقت طويل بعدد من الوزراء سيئي السمعة، وفضائح مالية نجا منها القلة، مما يضع الوزيرة الجديدة أمام تحدٍّ مضاعف. وقد ذكرت الوزيرة إبان تسلمها للمنصب الجديد أن الاحترام يكتسب من خلال العمل الجيد، وهي التي تسلمت وزارة الأسرة من قبل، تحاول من خلال خبرتها في ذلك القطاع المزج بين العمل العسكري والحياة المدنية، فتقول: «سنتشارك مع جميع المؤسسات المدنية، فمن المهم جداً أن نحقق التوافق بين العمل والأسرة والجيش، وتوجد في الجيش فرص وظيفية مهمة وعديدة، أيضاً هنالك حقول عديدة يمكن العمل بها على الصعيدين الوطني والدولي، ومهمتنا أيضاً أن نكون حليفاً دولياً موثوقاً به دوماً».

الوزيرة الأم
ومن الجدير ذكره أيضاً، أن الوزيرة قد درست الاقتصاد والطب، وعملت كمساعدة طبيب في أحد المستشفيات في بداية مسيرتها المهنية، وعاشت مع أسرتها وقتاً من الزمن في الولايات المتحدة، وهي ابنة رئيس الوزراء السابق لولاية سكسونيا السفلى، متزوجة من أستاذ في الطب، ولديها سبعة أطفال: ولدان وخمس بنات.

خطوط حمراء
خلال عملها السابق، قدمت الكثير، واقتربت ربما من الخطوط الحمراء للكثير من القضايا، وقد عرفت بحرصها على الحفاظ على أسرة متماسكة وقوية، فكانت قد قدمت مشروعاً لحماية الشباب؛ وذلك بمنع تقديم الخمر والتبغ لهم، ومراقبة ألعاب الكمبيوتر، ومحتويات تمجيد العنف، واقترحت منع نشر المواد الإباحية على شبكة الإنترنت، الأمر الذي لاقى احتجاجاً كبيراً من قبل المحامين والصحفيين، وتجار التكنولوجيا والمعلومات، كما أنها رفضت زيادة الضرائب، وكانت تشير دوماً إلى أن ألمانيا لديها أعلى الإيرادات الضريبية في التاريخ، وكانت قد تلقت دعماً كبيراً من حزبها، الاتحاد الديمقراطي، وحتى الحزب المعارض الخضر، خلال توليها منصب وزارة الأسرة، وذلك عندما قدمت مشروعاً توسيعياً للحضانات، والقاضي بوجود ٢٣٠ ألف دار لرعاية الأطفال سنة ٢٠١٠.

الوزيرة الجديدة، ستعمل قدماً لتحسين الجيش الألماني، وربما ستقترح في الفترات المقبلة أموراً جديدة، تدهش بها من حولها، كما فعلت سابقاً.