من تراثنا: السر وراء إطلاق ألقاب على أسماء بعينها

السر وراء إطلاق ألقاب على أسماء بعينها

أسماء وكلمات من قلب تراثنا، تتناقلها الألسن من قديم الزمان حتى الآن، لكننا لا نعرف أصلها ولا تاريخها. فمثلاً لماذا نقول لـ"اسماعيل".. يا أبو السباع؟ ومصطفى..يا درش.

ومن موقع ديوان العرب نلقي نظرة على هذه الألقاب وأصولها، لنجد لها تفسيراً، حتى أن بعض هذه الأسماء والكلمات من معجم اللغة العربية ومن الدين الإسلامي.

1- إسماعيل..أبو السباع

وراء تدليل اسم "اسماعيل" بعبارة "أبو السباع " قصة تعود إلى عام 1869 حينما شرع الخديوي "إسماعيل" في إنشاء كوبري قصر النيل لربط ميدان التحرير بضفة النيل الغربية. حينها طلب الخديوي صنع أربعة تماثيل لسباع، أي أسود. واشتهر الكوبري في أول الأمر بأنه كوبري إسماعيل، ونظراً لوجود السباع في مدخله وفي نهايته كان الناس يقولون عن الخديوي "إسماعيل": "أبو السباع"، وانتقل التعبير إلى كل من كان اسمه اسماعيل ليصبح اسمه "أبو السباع".

2- مصطفى..درش

والسبب أن السلطان العثماني "مصطفى الأول" كان مهووساً بالطريقة الصوفية، وكان يُطلق على الفرد منها كلمة درويش، وقال عنه شيخ الإسلام "يحيى" أفندي: "السلطان مصطفى مجذوب لله، وهو سلطان درويش"، ثم حُرفت كلمة "درويش" التركية في مصر إلى "درش" من باب الاستسهال.

3- محمود.. أبو حنفي

نسبة لأشهر تلاميذ الإمام أبو حنيفة واسمه "أبو المؤيد محمود الخوارزمي" والذي جمع الأحاديث التي أخرجها أبو حنيفة.

4- إبراهيم.. أبو خليل

لأن سيدنا "إبراهيم" عليه السلام كان معروفاً باسم "ابراهيم الخليل". أيضاً موجود المسجد الإبراهيمي في مدينة الخليل في مغارة المكفيلة التي يُعتقد أن سيدنا "إبراهيم" دُفن فيها.

 

وعن بعض الكلمات الشائعة فهذه مصدرها

1- زربون

هي كلمة شائعة في مصر، وعند التدقيق في معناها فإننا نقول "فلان زربون"، بمعنى العصبية، أي أن فلانا عصبياً.

وعن أصل هذه الكلمة فإن "الزربون" كان حذاء ضيقاً يرتديه الفلاحون المصريون أيام المماليك أثناء العمل، حذاء خانق يمسك القدم والساق بشكل محكم. و"زربون" إذن ليست عصبياً، لكنها تعني الشخص المخنوق، المضغوط، الذي قد ينفجر في أي لحظة، لكن الانفجارات ليست صفة ثابتة فيه، أما العصبية فهي سمة مستمرة ملازمة للإنسان.

2- سبهللة

كلمة شائعة جداً "هي سبهللة؟!". وتقال في سياق: يظن أن الموضوع سبهللة! بمعنى يظن أن المسألة بالمجان ومن دون تعب. وهذه الكلمة أيضا فصحى سليمة، وهناك حديث شريف يقول "لا يجيئن أحدكم يوم القيامة سبهللاً" أي فارغ اليدين لم يتعب في دنياه.

والآن هل لهذه الحكايات الخفيفة من مغزى أبعد من الطرافة؟ نعم لها مغزى يتصل بعلاقتنا باللغة، وبالبحث فيها، وفي جذورها، وفي نشأة الكلمات وتطورها، واختلاف دلالتها مع الوقت. فاهتمامنا باللغة سيقودنا إلى اكتشاف صلة التفاعل الحية بين العامية والفصحى.