أهمية زراعة الأشجار لمكافحة التصحر والجفاف

اهمية زراعة الاشجار لمكافحة التصحر والجفاف في يومها العالمي

 ركز اليوم العالمي لمكافحة التصحر والجفاف لعام 2021، , والذي كان خلال الشهر الحالي على جهود تجديد خصوبة الأراضي المتدهورة. والاسهام في تعزيز استعادة الأراضي في اضافة المرونة الاقتصادية وخلق فرص العمل ورفع الدخل وزيادة الأمن الغذائي. فيما يساعد التنوع البيولوجي على تعافي المناخ من خلال امتصاص الكربون، والذي يؤدي احتباسه إلى ارتفاع درجة حرارة الأرض ، وإبطاء عجلة تغيّر المناخ؛ وبدوره يدفع نحو التعافي الأخضر من جائحة كوفيد-19. يقول الخبير الزراعي بمركزالبحوث الزراعية مصطفي عثمان أصبح تفادي خسارة الأراضي المنتجة وخسارة النظم الإيكولوجية الطبيعية -وإبطاء وعكس مسار تدهورها- أمراً ملحاً ومهماً لتحقيق التعافي السريع من انتشار الوباء وضمان بقاء الناس والكوكب على المدى الطويل.

وتدعو أمانة اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر المجتمع العالمي إلى التعامل مع الأرض بوصفها رأسمال طبيعي محدود وثمين، وبالتالي إعطاء الأولوية لصحتها في التعافي. ولكل فرد دور يضطلع به، فالجميع شركاء في المستقبل،كما ان الاشجار هي احد الركائز التي تنادي باستزراعها في كل ارجاء الصحاري نظرا لاهميتها فهناك عدة مبادرات لاجل ذلك منها .

المبادرات العالمية للتشجير 

مبادرات تشجير الاراضي القاحلة 

 -مبادرة الشرق الأوسط الأخضر:

أطلق ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، مبادرة الشرق الأوسط الأخضر، وهي مبادرة تسعى إلى زراعة 40 مليار شجرة إضافية، وهي أكبر برنامج تشجير عالميا. حيث ستبدأ المملكة العمل على مبادرة الشرق الأوسط الأخضر مع دول مجلس التعاون، لانها سترسمان توجه المملكة والمنطقة في حماية الأرض والطبيعة ووضعها في خارطة طريق ذات معالم واضحة وطموحة، وستسهمان بشكل قوي بتحقيق المستهدفات العالمية. وأنها تتضمن عددا من المبادرات الطموحة، من أبرزها زراعة 10 مليارات شجرة داخل المملكة العربية السعودية خلال العقود القادمة، ما يعادل إعادة تأهيل حوالي 40 مليون هكتار من الأراضي المتدهورة، ما يعني زيادة في المساحة المغطاة بالأشجار الحالية إلى 12 ضعفاً، تمثل مساهمة المملكة بأكثر من 4% في تحقيق مستهدفات المبادرة العالمية للحد من تدهور الأراضي والموائل الفطرية، و1% من المستهدف العالمي لزراعة تريليون شجرة.

-الجدار الأخضر العظيم بالاتحاد الافريقي:

وقد دشن الاتحاد الأفريقي مشروع "الجدار الأخضر العظيم" في عام 2007، لاستعادة خصوبة الأراضي المتدهورة. إذ يستخدم المزارعون في بوركينا فاسو ومالي والسنغال طريقة تقليدية لاستعادة خصوبة الأراضي المتدهورة تتضمن وضع الحجارة في صفوف وشبه دوائر لحجز المياه في المواسم الجافة حتى تتغلغل في التربة الجافة. ويزرع الفلاحون في غانا عشبة الفيل للحفاظ على تماسك التربة ويستخدمونها أيضا في صناعة السلال. وقد زرعت السنغال وحدها أكثر من 12 مليون شجرة مقاومة للجفاف منذ بداية مشروع الجدار الأخضر العظيم. اكتسبت أشجار التبلدي في غانا قيمة اقتصادية جديدة بسبب زيادة الطلب عليها في أوروبا والولايات المتحدة وتهدف اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر إلى استعادة خصوبة مليون متر مربع من الأراضي المتدهورة في أفريقيا بحلول عام 2030، على أمل تحسين الأمن الغذائي في منطقة الساحل الأفريقي وفي الوقت نفسه سحب ملايين الأطنان من الكربون من الغلاف الجوي. ورغم النجاح الطفيف الذي حققته مشروعات مشابهة خارج أفريقيا، مثل مشروع وقف زحف صحراء غوبي في الصين، إلا أن اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر تأمل أن يغري الطلب العالمي المتزايد على بعض المحاصيل في المناطق شبه القاحلة مثل ثمار شجرة التبلدي، شركات المواد الغذائية متعددة الجنسيات على الاستثمار في برامج زراعة الأشجار في بعض المناطق مثل القرى المحيطة ببلدة باغا.

مبادرة المليون شجرة بمصر:

وفي مصر بادر الرئيس المصري بطرح برنامج منذ عام 2018 لزراعة مليون شجره مثمرة وذلك بالمناطق الفقيرة والحدائق العامة والميادين العامة وداخل المدارس وعلي الطرق الرئيسيّة والفرعية بالمدن والقرى،  وقد تم بنجاح المرحلة الأولي من المشروع، وتم الدخول المرحلة الثانية من المشروع بزراعة 100 ألف شجرة من أشجار الليمون والبرتقال واليوسفي والزيتون والتوت بمدارس ومراكز شباب في 27 محافظة في العام الماضي لتحقيق عائد اقتصادي وزراعة أصناف تناسب حالة المناخ والموارد المائية والأرضية بكل محافظة .ا

*اثيوبيا تدخل موسوعة جينيس بسبب زراعة 224 مليون شجرة في يوم واحد:

وقد أعلنت شبكة "فانا" الإعلامية التابعة للدولة أن إثيوبيا زرعت أكثر من 224 مليون شجرة،في يوم واحد العام قبل الماضي متجاوزة الهدف الأولي للمبادرة وهو زرع 200 مليون شجرة في يوم واحد. من حملة التشجير ونشر مكتب رئيس الوزراء تغريدة جاء فيها: "اليوم إثيوبيا مستعدة لمحاولتنا كسر الرقم القياسي العالمي، معا من أجل تراث أخضر". وزرع آبي في وقت مبكر من الصباح أشجارا في الإقليم الجنوبي من البلاد. وإثيوبيا في منتصف حملة لزراعة الأشجار تهدف لزراعة أربعة مليارات شجرة خلال الفترة من مايو/أيار وحتى أكتوبر/تشرين الأول المقبل. وقال مسؤولو الزراعة إن البلاد زرعت حتى الآن 2.6 مليار شجرة في معظم أنحاء الدولة الواقعة شرقي إفريقيا.

اهمية زراعة الاشجار 

الاشجار تسيطر علي المناخ 

-تساعد الأشجار والتربة السيطرة على المناخ وتنظيم الحرارة في الغلاف الجوي من خلال عملية النتح التبخري وبالتالي تساهم في استقرار المناخ، كما أنها تنقي الهواء من الغازات السامة؛ مثل ثاني أكسيد الكربون والغازات الدفيئة الأخرى عن طريق امتصاصها، وإنتاج الأكسجين الضروري لحياة الكائنات الحية، ممّا يساعد في التخلص من ملوثات الهواء كذلك.

-حواجز للصوت ومصدات للرياح تحد الأشجار من الضوضاء الناتجة عن المركبات على الطرق السريعة وعن المطارات وغيرها، حيث تعمل بفعالية مكافئة للجدران الحجرية في تقليل الضوضاء، لذلك ينصح بزراعة الأشجار في المنازل والأحياء السكنية، وتعمل الأشجار كذلك خلال مواسم البرد كمصدات للرياح، وبالتالي يمكن أن تقل فواتير التدفئة المنزلية بقيمة 30%، كما يمكن استعمالها في المناطق الزراعية، مما يقلل من أثر الرياح على تجفيف الغطاء النباتي.

-الحفاظ على صحة الإنسان وتقليل التلوث تكمن أهمية الأشجار في تنقية البيئة من الملوثات الناتجة عن النشاط الإنساني أو الطبيعي، حيث تزيل غازات الأوزون والجسيمات الضارة، بالإضافة لغاز ثاني أكسيد الكربون، فوفقاً لدليل الغابات المجتمعي، تزيل 100 شجرة ما يقارب من 4535 كيلو غرام من ثاني أكسيد الكربون خلال فترة حياتها، وكمية كبيرة من الملوثات الأخرى التي تعتبر سامة بالنسبة لجسم الإنسان، وبالتالي تحافظ على صحة الإنسان وتقلل من أمراض الجهاز التنفسي عنده.

-مأوى للكائنات الحية تعد الأشجار موطنًا للعديد من الكائنات الحية؛ حيث توفر المسكن والطعام لمجتمعات متعددة من الطيور، والحشرات، والفطريات، وغيرها، كما أن جذوعها المجوفة تعتبر موطناً للخفافيش، والخنافس، والبوم، ونقار الخشب، فعلى سبيل المثال؛ يمكن أن توفر شجرة البلوط موطناً لما يصل إلى أكثر من 500 نوع مختلف من الأحياء.

-تنمية الاقتصاد ينجذب البشر للعيش والعمل والاستثمار في المناطق التي تتوفر فيها الأشجار أكثر من غيرها، وقد أثبتت الأبحاث أن متوسط أسعار المنازل القريبة من الأشجار أعلى بنسبة 5-18% من غيرها، بالإضافة إلى ذلك تستثمر الشركات في القوى العاملة التي تتمتع بصحة أفضل إذا كانت هناك حدائق وأشجار قريبة على مكان العمل. 

الاشجار نأوي الكائنات الحية