احتفالات الأطفال بعيد الأضحى..في بعض البلدان الإسلامية

احتفالات الأطفال بعيد الأضحى

تشترك جميع البلدان الإسلامية في مختلف أنحاء العالم بالفرحة بقدوم عيد الأضحى المبارك، وبمظاهر تمتلئ بالخير والسرور والترابط والتزاور، وإن كانت تختلف في بعض العادات والتقاليد التراثية؛ فنجد البعض يكتفون بذبح الأضحية وتوزيعها، وآخرون يؤجلون تناول لحم الأضحية إلى ثاني أيام العيد، وبلد ثالث ينتقل بطعامه وأهله وناسه إلى البحر لقضاء اليوم، ومنهم من يختار مكاناً خاصاً للذبح والتوزيع والاحتفال.. ومن طرائف العادات التي ترتبط بالأطفال هي: تزيين فرو الخروف، أو ارتداؤه على أكتافهم والسير به في الشارع، وأطفال يسابقون الكباش وآخرون يخطفونه، وعادات جديدة غريبة نطالعها في هذا التقرير،شاركنا اختيارها الباحث بالمعهد العالي للدعاة الدكتور إبراهيم عبد المولى.

في مصر.. يضعون الزينة والحنة على رأس الخروف

في مصر..يضعون الحنة والزينة على رأس الاضحية

تختلف عادات الاحتفال من محافظة إلى أخرى، البعض يضع الزينة على رأس الخروف قبل ذبحه، أو وضع الحنة على جبهته وتلوين بعض من أجزاء جسمه، وزفه في الشارع؛ حيث يلف بين الأطفال الذين يكبرون ويتغنون خلال الزفة ببعض الشوارع القريبة

وفي بعض الأحياء الشعبية وفوق الجدار الخارجي للمنزل يفضل أهل البيت وضع أيديهم -كفهم تحديداً- في دم الأضحية، ثم وضعها على الأبواب أو الجدران بوصفه تخليداً للذبح أو للتفاخر بالذبح دون غيرهم من الجيران.

 

في البحرين.. يحتفلون بالعيد على ساحل البحر

في البحرين يحتفلون على ساحل البحر ويلقون بحصيرة الحبوب

يجتمعون مع الأهل والأقارب على ساحل البحر، وهم يرددون الأناشيد مرتدين أثوابهم التقليدية المطرزة؛ الفتيات يرتدين الزى الوطني -البخنق- والولد يرتدي أيضاً ثوبه التقليدي -الثوب والصديري- مع القحيفة، وهي غطاء الرأس

ومن قبل العيد بأشهر يعدون حصيرة صغيرة الحجم مصنوعة من زعاف النخيل، تتم زرعها بالحبوب كالقمح والشعير، وتُعلق في المنازل حتى تكبر وترتفع، ثم يلقونها في البحر يوم وقفة عرفة.

في تونس.. يتوقعون الكثير من أواني الطبخ الصغيرة

في تونس..يتبادلون التهاني بثيابهم الشعبية الجميلة

الأطفال في عيد الأضحى يسارعون مبتهجين بزيهم التراثي..بتلوين صوف الخروف ويزينونها بشرائط ملونة، ويربطون معه علاقة من الزينة برقبته، وهناك عادة قديمة قائمة يقومون بها -الزقديدة- وهي: يجتمعون حول «كانون» صغير يعدون عليه طعامهم على قدر خزفي، أو أوانٍ صغيرة، فإذا كانت الأضحية مرارته ملآنة؛ معنى ذلك أن العام سيمر بخير ورخاء، وإذا كانت ناقصة؛ فهي تدل على صعوبات سيتعرض لها.

في صباح عيد الأضحى، يحتفلون بتبادل التهاني؛ البنات يساعدن الأم، والأبناء يوزعون ويشاركون في المشوي أو تجفيف اللحم تحت أشعة الشمس، ومعاً يعدون وجبات «القلاية» «المثلوث» برأس الغنم.

في السعودية.. ترتبط الفرحة بأداء فريضة الحج

أداء فريضة الحج ..تلقي بالفرحة في القلوب

أكثر ما ترتبط مظاهر العيد بأداء فريضة الحج عند المسلمين، ووقفة عرفة، وفي جانب آخر تتمثل الاحتفالات بالاجتماعات الخاصة والاستراحات التي تقع بالمدينة أو أطرافها، حيث يتجمع أفراد الأسرة الواحدة الكبيرة -الأولاد والأحفاد والجد والجدة- وهناك تُقام الذبائح والولائم، وتُعقد الجلسات العائلية الموزعة.

في يوم العيد يطرق الأطفال الأبواب لطلب العيدية، منهم من يقدم الحلوى أو حب القريض أو حب القمح المحمص، ويمضي اليوم بذبح الأضحية وسط صلة الرحم والتجمع في منزل العائلة، مع إعداد الوجبات: الكبسة، الهريس، المرقوق، المراصيع، والمقلقل، وهو عبارة عن لحم به شحوم ومملح بنسبة كبيرة يُطهى بالزيت، حتى يصبح لونه بنياً مع الأرز الأبيض وسلطة البصل.

في المغرب.. يرتدي الأطفال والشباب صوف الخرفان

" المقلية" أكلة مغربية لا يمكن الاستغناء عنها في العيد

في يوم العيد يرتدي الأطفال والشباب صوف الخرفان، فيصبح كل منهم أشبه بالخروف، ثم يبدءون بالتجول في الأزقة والشوارع بالموسيقى والرقص وصوف الخروف، رغبة في نشر جو من السعادة والفرح.

بعض الأهل من المغاربة يعرضون أو يبيعون أثاث المنزل لشراء الأضحية، يتوجهون للمساجد والمصليات لأداء صلاة العيد، ويتبادلون الزيارات مرتدين «البلغة»، وهي الزى التقليدي المغربي.

المغاربة لا يلمسون لحم الخروف في اليوم الأول للعيد، يأكلون الشواء مع الشاي الأخضر والبصل، وفي اليوم الثاني يشوون الرأس، وفي الثالث يعدون «المروزية»، «الذيالة» برقبة الخروف أو القديد الذي يصنعون منه.

 

في الأردن.. يأكلون المسخن والمنسف 

في الأردن يأكلون " المسخن"

يبدأ أهل الأردن وأطفالهم الاحتفال بالعيد بتوزيع التهاني بين الأهل والأقارب، وغالباً ما يكون الغداء من المشاوي، ويكون التركيز على وجبة «المنسف»، وهي أكلة بدوية أصيلة من أشهر وجبات المطبخ الأردني، وكذلك المسخن وهو دجاج مقلي مع أرز، إضافة إلى كبد الخروف المحشية بالبقدونس والثوم.

يفضل الأطفال في عيد الأضحى الخروج للمتنزهات والأماكن العامة، والذهاب إلى العقبة للتمتع بالأجواء الخلابة للميناء، وهناك توزع العيديات بوصفها نوعاً من صلة الرحم.

 

في الجزائر.. يكحلون عيون الأضحية

في الجزائر يكحلون الأضحية ويزينونها

يتعدد الموروث الثقافي في الجزائر، ولهذا تختلف العادات التراثية من مكان إلى آخر، البعض يقوم بتكحيل عيون الأضحية ،واخرون يضعون الحنة على رأسها ؛ ليظهروا في أبهى صورهم، وتروج في هذه الأيام تجارة التوابل وسوق الماشية بطبيعة الحال.

مصارعة الكباش..ثم ذبحها

مصارعة الكباش..قبل الذبح..في الجزائر
 

ومن أغرب العادات في الجزائر التي تُقام في عيد الأضحى هي: مصارعة الكباش؛ حيث يقوم الجزائريون بتنظيم المسابقة قبل عيد الأضحى مباشرة وذلك وسط حشود من المتفرجين، ويفوز الكبش الذي يجبر الآخر على الانسحاب.

في الصين.. يركب الشاب الحصان ويخطف الخروف 

في الصين يتبارون في خطف الخروف من دون السقوط من ظهرالحصان

نعم «خطف الخروف» لعبة يقوم بها الشباب والأطفال هناك؛ وتُعد من أهم مظاهر الاحتفال بعيد الأضحى بالصين، وتُقام في أول أيام العيد، حيث يتأهب أحدهم وهو يمتطي جواده وينطلق بأقصى سرعة صوب هدفه المنشود، فيلتقط ببراعة وخفة الخروف بشكل يخطف الأبصار، ومن دون أن يسقط من فوق ظهر جواده، وبعدها يفعل شخص آخر الأمر ذاته وثالث وهكذا.

وتنتهي اللعبة بإعلان فوز من استغرق أقل وقت في عملية اختطاف خروف العيد من على الأرض، بعدها يجتمع الأطفال وذكور الأسرة حول المنتصر، ويشرعون في قراءة أدعية وآيات قرآنية لمدة تصل إلى 5 دقائق، ثم يقوم بعدها رب الأسرة أو إمام المسجد بذبح الخروف وتقسيمه.