بين الطلاق وإغلاق صفحات التواصل الاجتماعي!

3 صور

قصة جديدة بطلها موقع للتواصل الاجتماعي يرويها لنا المستشار الأسري والاجتماعي عبد الرحمن القراش، والذي يقول أنه تلقى اتصالاً من أحد الأخوة السعوديين (ك.ع) الذي أخبره عن قصته قائلاً: "تقدمت لخطبة إحدى بنات الأسر الطيبة، وقبلوا بي، وتم عقد القران والحمدلله.

لكنني اكتشفت أن لدى خطيبتي حساباً على إنستغرام، وفيه توثيق لصور عقد القران "الهدايا، والطعام، والقاعة" من دون ظهور أحد من الحضور في الصور، ووجدت لديها روابط مدونة تحت اسمها لصفحاتها على "الفيس بوك" و"تويتر"، فتضايقت كثيراً، وأصبحت كل الشكوك والظنون تضرب في رأسي بأن لها علاقات قبلي من خلال تلك البرامج.

فعقدت العزم على الحديث معها أمام أمها، لكي تشهد على كل شيء، فزرتهم بعد فترة، وقلت إنه يزعجني أن تكون لها صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي لأي سبب كان، ثم بدأت أبيّن فساد أخلاق البنات اللواتي لديهن حسابات في تلك المواقع، فغضبت مني كثيراً، وبدأت تجادلني أمام أمها، ثم قالت: "لو طلبت مني ذلك بيني وبينك لألغيتها إكراماً لك، ولكنك تريد أن تظهرني أمام أمي بمظهر سيئ، لذا لن ألغيها، فأنا فتاة مؤدبة، ولا أبحث عما توسوس به، ومادمت تشك بي، فأرجوك طلقني ونحن على البر"، لكن أمها - هداها الله- هزأتها أمامي، وهددتها بأن تخبر والدها وإخوانها إذا لم تلغِ هذه الصفحات.

وقامت الأم لتعتذر لي، فقلت: "ليس هناك داعٍ لذلك"، فزادت البنت عناداً وصراخاً مع أمها، ثم قامت وتركت المجلس، فاستأذنت من أمها، وخرجت.
المشكلة أنني أحب الفتاة، فهي جميلة ومحترمة، ولكنها عنيدة، ولا أريد أن تفرض رأيها منذ البداية، ولكنني أخاف هذه المواقف".

حول هذه القصة يخبرنا القراش بأن جميع البرامج يمكن أن تستخدم في السوء وفي الحسنى، والغيرة هنا ليست غيرة بل شك واتهام حتى لو لم يتم التصريح بهذا، وهنا يجب الالتفات إلى أكثر من نقطة:

• يجب أن يدرك الرجل أن المرأة اليوم تختلف عنها بالأمس، فلها حرية التواصل واستقاء المعلومة من أي مصدر كان ما دام الأدب والخلق هو سبيلها.
• يجب ألا يتوقع الرجل أن دخول المرأة لمواقع التواصل دليل خيانة أو أنها صيد يسهل اقتناصه.
• أحياناً يكون ماضي الرجل الأسود في مواقع التواصل الاجتماعي مطارداً لها، فينظر لكل النساء بسوداوية.

• لا ننكر أن هناك من النساء من دخلن لمواقع التواصل لأهداف سيئة، ولكن يجب أن لا نعمم النظرة.
• يجب على الرجل ألا يحلل لنفسه شيئاً ويحرمه على المرأة ظناً منه بأنها سوف تخطئ في استخدامه.
• لاشك أن الرجل غيور، ولكن يجب أن لا تطغى هذه الغيرة على عقله فيفسد بيته مادام لا يوجد دليل منطقي على ذلك.