السعادة خير وسادة!!

أحمد العرفج

لَا يَملُّ هَذا القَلَم مِن الكِتَابَة عَن السَّعَادَة، وحَولها، ومِنهَا، وإليهَا، لأنَّ هَذا المُنتَج الفَرائحي؛ هو مَطلب كُلّ مَن يَمشي عَلى الأَرض، لذَلك دَعونَا اليَوم نُنوِّع الخِطَاب، ونُشكِّله بشَكلٍ آخَر، مِن خِلال مَعرفة بَعض الأشيَاء التي تُحقِّق السَّعَادَة..!

يَقول الأُستاذ "ديباك شوبرا" في كِتَابهِ "وَصفَات الطَّبيب للسَّعَادَة القُصوَى": (السَّعَادَة = النُّقطَة المُحدَّدة في الدِّمَاغ + الأحوَال المَعيشيّة + النَّشَاط الطَّوعي، أي: س = ن. م + أ. م + ن. ط Happiness = Set Point + Conditions of Living + Voluntary Activities. or: H = S + C + V)..!

لَن أَتوقَّف كَثيراً عِند العَامِل الأوّل والثَّاني، لأنِّي سأَفرد لَهمَا مَقالاً مُستقلاً، بَل يهمني العَامِل الثَّالِث وهو السَّعَادَة، وعَلَاقتها بالعَمَل التَّطوّعي، ولَعلَّ هَذا يَشرح ويُوضِّح؛ لِمَاذا أكثَر السّعوديِّين غَير سُعدَاء، والسَّبب أنَّهم لَا يُمَارسون العَمل التَّطوّعي؛ بشَكلٍ مُستمر وجَاد..!

ويُحدِّد الأستاذ "ديباك" مُعادلة السَّعَادَة؛ حِين يَقول: (إنَّ 50% مِن مُعادلة السَّعَادَة، تَعتَمد عَلَى العَامِل الثَّالث - النَّشَاط الطَّوعي - الأشيَاء التي نَختَار القِيَام بِهَا كُلّ يَوم. فأَي نَوعٍ مِن الخيَارَات يَجعلنا سُعدَاء؟ نَوعٌ وَاحِد مِنهَا؛ يَرتَكز عَلى المُتعَة الشَّخصيّة، لَكن مِن المُدهش بمَكَان، أَنَّ البَاحثين لَم يَجدوا أَنَّ ذَلك النّوع هو الأبرَز، فزيَادة مُتَعَك الشَّخصيّة؛ بأَكلِ وَجبَة غِذَائية طيّبة، أو القيَام بنَشاطٍ "بَدني"... وغَيرهَا مِن النَّشَاطَات المُلِذَّة؛ ستَجلب نَوعاً مُؤقَّتاً مِن السَّعَادَة، قَد يَستغرق سَاعَات قَليلة، أَو عَلَى الأكثَر يَوماً أَو يَومين، وعَادةً مَا يَزول الإشبَاع الفَوري للمَلذَّات بسُرعَة)..!

 

في النهاية أقول:

إنَّ هَذه مُجرَّد نَظريّات، فدَعونا نَستَشهد بكِتَاب الله - جَلَّ وعَزّ - الذي أكَّد أَنَّ العَمَل التَّطوّعي يُؤدِّي إلَى الحيَاة الطيّبة، والطِّيْبَة هُنَا تَشْمَل السَّعَادَة وغَيرها، حَيثُ يَقول المَولَى، تبارك وتَعالَى: (مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَر أَوْ أُنْثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ)..!!