ماذا لو؟

مها الأحمد 

ماذا لو أننا لم نشارك في كل السباقات التي تعرضها علينا الحياة كل يوم، وكنا لو لمرة واحدة مجرد مشاهدين على المدرجات، نستمتع بالتصفيق والتشجيع لهذا وذاك، نهنئ أخيراً من وصلوا إلى النجاح وتمكنوا من كسب المباراة، ونهون على من أخفق ونواسي من هُزم، كل هذا من دون أن تغرينا المنافسة أو حتى التمني في أن نكون بدل أي منهم؟!

ماذا لو أننا لم نشترط على أن تكون مقاعدنا في الصفوف الأولى للمدعوين، ولم نتحرَ استقبالاً حافلاً لحضورنا؟!

ماذا لو أن أحدهم بالخطأ نسي أن يدعونا على الرغم من أنه على رأس قائمة المدعوين وأول الحضور في مناسباتنا!؟

ماذا لو أننا سألنا عن فلان في الضراء ووقفنا إلى جانبه، وفرِحنا له في السراء، وهو لم يسأل عنا في الاثنين؟!

 ماذا لو قدمنا هدية لم تُرد لنا كما يجب أو لم تُرد أصلاً أو هاتفنا أحدهم ولم يُجِب ولم يعاود الاتصال؟!

ماذا لو أن معروفنا رمي على أحدهم ولم يقدر حجمه فكان مصيره البحر وأمواجه التي ستدفعه إلى مكان ما!؟َ

ماذا لو أننا لم نحصل على فرصة أو أننا أغمضنا أعيننا عن عمد لأخرى لم نشعر بأنها مناسبة كفاية لنستغلها؟!

ماذا لو أننا فضلنا أن نكون منصتين على أن نبدأ بالحديث! أن نطمح للتميز بدل أن نلجأ لطرق أبواب الكمال متوسلين!؟

ماذا لو أننا لم نكن الأجمل أو لم تسلط علينا الأضواء أو كانت صورنا ليست مثالية المظهر؟!

ماذا لو أن رحلتنا المنتظرة أُلغيت أو تأخرت عن موعدها؟!

ماذا لو أخفقنا في المرة الأولى والمرة التي تليها ولم نعد نذكر عدد المرات التي أخفقناها؟!

ماذا لو ازددنا بالوزن قليلاً ولم نعد ممشوقين كالسابق؟!

ماذا لو أننا توقفنا على تلك الإشارة أكثر من مرة! أو أننا كررنا الخطأ ذاته مرتين؟!

ماذا لو تحدثنا باتجاه وفُهِمنا باتجاه آخر معاكس فوضحناه ببساطة من دون أن نغضب؟!

ماذا سيحصل لو أن كل هذا حدث أو حتى لم يحدث؟! لن يحصل شيء..

 

لا شيء يتأخر إلا لسبب يستحق ولا يضيع إلا لغاية ولا ينتظرك إلا لأنه لك.