متاحف عبر العالم احتفاءً بالرسول الكريم

مرت 1483 سنة على ميلاد رسول الإسلام، محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام، ولا تزال العديد من المتاحف العربية والإسلامية تحتفظ بجزء من تفاصيل حياته الخاصة، وحياة صحابته وزوجاته أمهات المؤمنين، وذلك احتفاءً بسيرته الطاهرة وتخليداً لذكراه، التي تتجدد مع إطلالة يوم 12 ربيع الأول من كل سنة هجريّة.

مشروع أكبر متحف في العالم
بدأ صندوق البحوث الإسلامية في تركيا في تشييد وتصميم ما وصفه بأكبر متحف في العالم عن حياة النبي محمد، منذ مطلع الصيف الماضي، إذ يتوقع افتتاحه بحلول عام 2016م بمدينة إسطنبول، بتكلفة مالية يتحملها الصندوق، دون الحكومة التركية.
وفي تصريح للصحافة، قال أوغوهان يافوز، مدير الصندوق، إن المتحف سيمكن من استعادة الظروف المعاصرة لحياة النبي محمد (ص)، بالنماذج ونسخ عن حاجياته الخاصة، مشيراً إلى أن المصممين اعتمدوا على متحف إسطنبول الشهير «بانوراما فتح القسطنطينية 1453»، الذي يحاكي فترة سقوط القسطنطينية بيد الجيش العثماني، كأساس للتخطيط والتصميم المعماري.

«السلام عليك أيها النبي» بمكة المكرمة
من أبرز المتاحف المعاصرة الذي يحوي في جنباته نماذج مجسمة للحياة في عهد النبي محمد عليه الصلاة والسلام، حيث يضم المتحف، الذي يتخذ من مكة المكرمة مقراً له، حوالي 1500 قطعة، منها آثار قديمة، ونماذج لعدة الحرب والقتال ومنزل بالحجم الطبيعي يماثل بيوت أهل مكة في عصر الرسالة، فيما يعتمد وسائل تكنولوجية حديثة تساعد على تخيل ما كان يحدث في الحياة اليومية خلال عهد النبي.
وتعتمد فكرة متحف «السلام عليك أيّها النبي»، الذي أسسه الداعية السعودي ناصر بن مسفر الزهراني منتهى عام 2012، على تكوين بيئة مُحاكَاة لما ورد في التاريخ الإسلامي منذ عهد النبوة، فيما يضم عدداً من أنماط ووسائل الحياة المذكورة في القرآن والسيرة النبوية، من أسلحة وطعام وشراب وأثاث وأوانٍ ومقتنيات، وأدوية، والملابس المحمدية، وأدوات الصناعة والزراعة والمهن التي استخدمها الرسول صلى الله عليه وسلم.

الأمانات المقدسة.. بإسطنبول
أبرز المتاحف في العالم الإسلامي، إنها غرفة الأمانات المقدسة، التي تعد جزءاً متميزاً من متحف قصر الباب العالي، أو «توب كابي سراي»، الواقع في إسطنبول بتركيا، وهو القصر الذي كان مركزاً للحكم العثماني على مدار 400 سنة -من 1465م إلى 1853م-
ويقول الموقع الرسمي للمتحف إن الغرفة شيدت في عهد السلطان العثماني محمد الثاني، حيث استخدمت من قبله بشكل خاص إلى حدود القرن 16م، فيما كان السلاطين من بعده يتخذونها مكاناً للصلاة قبل تنصيبهم على رأس الدولة العثمانية.

وتضم الغرفة جميع الآثار والهدايا الدينية التي أرسلت للسلاطين العثمانيّين من القرن 16م إلى حدود القرن 19م، كما تسلم السلطان سليم عباءة الرسول (ص) من المتوكل الثالث، آخر خلفاء العباسيين إثر سقوطهم على يد العثمانيين في وقت تم نقل العديد من الآثار النبوية إلى قصر توبكابي من المدينة المنورة إبان اعتداءات الوهابيين على الأماكن المقدسة؛ خوفاً من الوقوع في الشرك، في القرن 18م، وكذا إبان الحرب العالمية الأولى قصد الحفاظ عليها.

من بين الآثار النبوية التي تجتمع في غرفة الأمانات المقدسة، بالقصر العثماني، والتي جمعت ما بين القرن 16م، والنصف الأول من القرن 20م، ووصل جزء منها من المدينة المنورة عبر قطار الأمانات المقدسة إبان الحرب العالمية الأولى، بردة وعمامة الرسول محمد (ص)، وشعرة من لحيته، وجزء من أسنان الرسول (ص) التي كسرت أثناء معركة «أُحُد» الشهيرة، إضافة إلى آثار أقدامه، والرسائل التي كان يبعثها، وكذا قوسه وسيفه والراية التي حملها في معركة خيبر، وسلمها لعلي بن أبي طالب.

كما يضم المتحف آثاراً أخرى كسيوف بعض الصحابة، وعصا سيدنا موسى وسيف سيدنا داوود وقميص سيدنا يوسف، وأيضاً قميص وبردة وحصير صلاة منسوبة للسيدة فاطمة، ابنة الرسول صلى الله عليه وسلم، زيادة على مفتاح الكعبة المشرفة.

متحف الرسول بالأردن
يتضمن متحف الرسول (ص) بالأردن، الذي افتتح في مايو 2012م، ويقع في حرم مسجد الملك حسين في عمان، عدداً من الآثار النبوية الشريفة، أبرزها شعرة من لحيته، وكذا الرسالة الأصلية التي أرسلها إلى هرقل عظيم الروم، وكتبت على قطعة من جلد حين عرض عليه الدخول في الإسلام.
كما يحوي المتحف شتلة من شجرة «البَقيعاويّة»، التي استظل بظلها أثناء رحلته التجارية الأولى إلى الشام، والموجودة في الصحراء الأردنية.
ويقول القائمون على المتحف: إن المشروع يدل على اهتمام الهاشميين بآثار الرسول -عليه الصلاة والسلام- فيما تم التأكيد على العمل؛ من أجل جلب مزيد من الآثار المتعلقة به عليه الصلاة والسلام، ولو على سبيل الإعارة، خصوصا من تركيا.