أحلام الطفولة 

لمى بنت إبراهيم الشثري
لمى بنت ابراهيم الشثري
لمى بنت ابراهيم الشثري

بدأت أحلامنا في معظمها في سنِّ الطفولة المبكِّرة، رسمناها في مخيّلتنا، ووضعناها بالألوان على أوراقٍ وقصاصاتٍ، ربما يحتفظ بها بعضنا حتى يومنا هذا.
أحلامنا الصغيرة تشاركناها مع أصدقائنا، وتحدَّثنا عنها أثناء تناول الطعام مع العائلة. كبرنا، وتحقَّقت بعض الأحلام، وتخلَّينا عن بعضها الآخر، وما زلنا مستمرِّين بالحلم. 
أطفالُ اليوم يقضون ساعاتٍ طويلة على التطبيقات الإلكترونية، وألعاب الفيديو ذات المحتوى العنيف، التي تسلبُ الكثير من مخيّلتهم، فتشوِّش أذهانهم، وتشتِّت أفكارهم، وتُفقِدهم في كثيرٍ من الأحيان حسَّ التواصل مع الآخرين، وتكوين علاقاتٍ اجتماعية. 
أفردنا لكم في صفحات العددِ ملفاً عن تأثير ألعاب الفيديو في الأطفال، طرحنا من خلاله الأوجه المتعدِّدة لهذه الظاهرة. يتضمُّن التحقيقُ لقاءاتٍ مع اختصاصيين من العالم العربي، تحدَّثوا عن الجوانب السلبية والإيجابية للألعاب الإلكترونية، فمن تونس، أخبرتنا مروى بن عرفي، معالجةٌ ومختصَّةٌ في الرعاية النفسية للطفل، بأن سرَّ انجذاب الأطفال إلى ألعاب الفيديو، أنها تمنحهم أحاسيسَ جديدة، تجعلهم يُبحرون فيها ساعاتٍ طويلة؛ لذا يُعطِّل إدمانها نموَّ الطفل، وقد يتسبَّبُ في صعوبات النطق، كما يؤثّر سلباً أحياناً في نتائجه الدراسية. 
ومع ذلك، فإن الوعي في انتقاء ألعاب الفيديو، التي يمارسها الطفل، قد يختصر الطرق لتحقيق أحلامه، فتنصقل مواهبه، وتتطوَّر قدراته الإبداعية والحركية، مثل العزف على البيانو، وتحدُّث لغاتٍ عدة، والرسم، والرقص، والقيادة. 
تجدون أيضاً لقاءً ملهماً مع بخيتة المهيري، أوَّل شابةٍ إماراتيةٍ تحمل لقب كابتنٍ طيار. حدَّثتنا بأنها كانت تحلم منذ الطفولة بمستقبلٍ كثير الحركة، فاختارت مجال الطيران، الذي تقول عنه: "الطيران لم يجعلني مجرَّد قائدة طائرة، بل حوَّلني إلى إنسانةٍ أفضل".